الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث منهجية الدعوة
مما لا شك فيه أن للدعوة إلى الله تعالى، منهجيةً مبنيةً على أسس راسخة، وسبلاً بيّنة من الكتاب والسنة، واجبة الاتباع، لا تخضع لعواطف الناس، ولا تتأثر بأهوائهم، ولا تستجيب لاستخفافاتهم، بل هي منهجٌ مرسوم على بصيرة عظيمة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِىَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
وإن إغفال الالتزام بهذا المنهج، جرَّ على المسلمين مصائبَ مؤلمةً، وكوارثَ كبيرة، وتراجعاتٍ دعويةً مؤسفة.
وما سبق ذكره في هذا البحث، كان بياناً لصفات الداعية، ومراعاةً لأحوال المدعوين.
لكن؛ كيف تُعالج هذه الحالات معالجة منضبطة؟ وماهي ضوابط هذا المنهج؟ هذا هو الذي سيُتعرض إلى بعضه في هذا الفصل.
فما هو المنهج؟ .. وما المقصود منه .. ؟
المنهج: هو الأصول والقواعد الدعوية التي يجب على الداعية أن يراعيها في دعوته، لتحقيق الحكمة، لكي يوفق في مسيرته، وتثمر دعوته.
والمقصود من القواعد المنهجية: إرشادُ الداعية في طريقه، وضبطُ مسلكِه الدعوي، ومعالجةُ أحوال المدعوين، لإعطاء كل حال موقفها
وأسلوبها، ومنهجيتها الدعوية، وسنتناول هذا كله من خلال المباحث الثمانية التالية: