الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: الوضع الواقعي للإذاعات، وحكم المشاركة فيها:
والإذاعة - من حيث الارتباط - إذاعتان: إذاعة رسمية .. وإذاعة أهلية (1).
ومن حيث المنهج، فمنها؛ الرسمي، الذي يمثل سياسة الدولة، ومنها السياسي، ومنها التجاري، ومنها الديني، ومنها الخبيث المفسد.
فأما المشاركة في الإذاعة الدينية والتجارية، فلا غبار عليها.
وأما المشاركة في الإذاعات الرسمية والسياسية، فترجع المسألة إلى المصالح والمفاسد، فإن كان في هذه المشاركة مفاسد، من مداهنة، أو تغرير بالمستمعين، فلا يشارك فيها، فإن دفع المفاسد، مقدم على جلب المصالح (2).
وإن كانت في المشاركة مصالح، ولا يوجد مفاسد، أو كانت المفاسد قليلة لا تذكر أمام المصالح، فلا بأس بالمشاركة فيها.
وأما المشاركة في الإذاعات الخبيثة، التي تنشر الفساد، وتحارب الشرع، فلا ينبغي للدعاة المشاركة فيها، فإن في هذا تكثيراً لسواد المفسدين، وتغريراً بكثير من المستمعين.
المطلب الثالث: ميزات الموضوعات الناجحة:
(1) المقصود بالإذاعة الأهلية: التي ينشئها شخص أو أشخاص دون علاقة لهم بجهات رسمية.
(2)
سبق ذكر هذه القاعدة (ص 38).
من الحكمة بمكان؛ أن يتسم الطرح عبر وسائل الإعلام العامة كالإذاعات والفضائيات، والصحف، بما يلي:
أولاً: أن تطرح الموضوعات العامة، التي تخص الأمة، وتشغل بالها، وتعالج الأدواء التي تعاني منها، من جهل وضعف في الإيمان.
ثانياً: تُجنب الموضوعات الفرعية، والتي هي من شأن الخاصة، كدقائق العقيدة، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، وبعض علوم الآلة، أو التي تفرق الأمة بغير حق، أو تحدث الفتن العلمية، أو الواقعية.
وأما ما يطرح عبر بعض الإذاعات من موضوعات العقيدة الفرعية والمعقدة لدى العامة، مثل بحث هل (الاسم هو المسمى)، وخلاف العلماء في (تفاوت المعرفة)، وما شابه ذلك، مما لا يفهمه عموم الناس، ولا يهمهم ذلك، ولا يلزمهم، فليس بمناسب من حيث الأولويات.
ثالثاً: على الداعية أن يراعي ما مر سابقاً، في باب حسن الأسلوب؛ من بساطة الطرح، وسهولة التعبير، ولو أدى ذلك إلى التكلم بلغة الناس العامية (الدارجة) عند الحاجة، وأن يبتعد عن الأسلوب ((الأرسطوي)) الفلسفي، والإلقائي الرتيب الممل، فإن ذلك لاينفع المستمعين.
فإن من المستمعين؛ المرأةَ والرجلَ، والصغيرَ والكبيرَ، والعامي والمثقف، والحضري والبدوي.
وأن لا يغفل عن ضرب الأمثلة المبينة، والقصص المعبرة، وما شابه ذلك مما ذكر في باب الأسلوب الحسن.