الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل على العكس من ذلك أمر الإسلام بستر المسلمين.
قال صلى الله عليه وسلم: (( .. ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)) (1).
ولذلك كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أحس من أحد خطأ، قام بواجب النصح في الأمر مع ستر عين الفاعل، فكان يقول على المنبر:((ما بال أقوام .. )) (2)، فبهذا يؤدي واجب النصح، ويؤدي في الوقت نفسه واجب الستر. وهي موازنة يجب أن يراعيها الدعاة إلى الله، وسيأتي تفصيل ذلك في مبحث الخطاب المطلق.
وقد وردت قواعد في مباحث سابقة تدخل في إطار هذا المبحث منها: نصحح ولانجرح
…
ننصح ولانفضح
…
وقد شرحت في مكانها مما يغني عن إعادتها (3).
المطلب الرابع: القاعدة الرابعة: سهولة الأسلوب، وبساطة الطرح، وواقعية التمثيل
.
المقصود من الدعوة إلى الله: تبليغ أمر الله عز وجل، وفهمه من المدعوين، وليس المقصود: بلاغة الداعية في خطابه، وتنميق عباراته،
(1) رواه مسلم (2699).
(2)
راجع إن شئت مسند أحمد (3/ 2)، والبخاري (750)، ومسلم (1401)، وابن ماجة (140)، وأبو داود (913)، والترمذي (2124)، والنسائي (2/ 156).
(3)
راجع ص (202، 203).
وسجع ألفاظه .. وضربه أمثالاً خيالية لا تفهم، وسبكه تراكيب ومصطلحات لا تدرك.
قال تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رّسُولٍ إِلاّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ .. } الآية [إبراهيم: 4].
فلم يكتف الله بذكر أن الإرسال كان (بلسان قومهم) بل ذكر العلة في ذلك، وهي: البيان والتوضيح، وسأزيد البحث تفصيلاً في أسلوب القرآن والسنة بعد هذا المبحث.