الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:
وكان الغالب على ما ذكرناه من البلاد البربر (19) وهم جيل من الناس كما قال في «القاموس» (20) والجمع البرابرة وهم كما قال بالمغرب، وأمّة أخرى بين الحبشة والزنج، وكلهم من ولد قيس عيلان، وهم بطنان من حمير صنهاجة وكتامة بضمّ أولهما صاروا (21) إلى المغرب أيام فتح افريقش (22) الملك افريقية.
قال ابن خلكان (23): «إفريقية سمّيت بافريقين بن قيس بن صيفي الحميري وهو الذي افتتح افريقية وسمّيت به وقتل (24) ملكها جرجير ويومئذ سمّيت البربر بربرا. قال لهم ما أكثر بربرتكم ويقال افريقين وافريقش» . اهـ. وقيل أن افريقش الذي ملك افريقية هو ابن أبرهة ذي المنار بن الاسكندر ذي القرنين، فلما تملك افريقش بعد أبيه أبرهة نقل البربر من أرض فلسطين ومصر والسّاحل إلى مساكنهم اليوم. وكانت البربر بعثت يوشع عليه السلام.
وأفريقش هو الذي بنى افريقية وبه سميّت وكانت مدة ملكه مائة وأربعا وستين سنة. وقال التجاني (25): إن بلاد البربر كانت أرض فلسطين وما جاورها من الشّام.
وكان ملكهم جالوت الذي قتله داوود عليه السلام، وتفرّقوا في البلاد وتوجّه أكثرهم الى افريقية وبلاد المغرب، وكانت افريقية للروم فأجلتهم العرب البرابر عنها إلى جزائر البحر كصقلية وغيرها، ثم تراجعت الروم إلى بلادها على موادعة (26) وصلح مع البربر، فاختارت البربر سكنى الجبال والرّمال وأطراف البلاد. وصار (27) الرّوم إلى البلدان والعمائر حتى جاء الإسلام وافتتحت البلاد ففرّ جميع من فيها إلا من أسلم أو أدّى
(19) كذا في الأصول، وفي نزهة المشتاق:«برابر» .
(20)
القاموس المحيط، 1/ 370 - 375. مط. السعادة بمصر.
(21)
في الأصول: «صار» .
(22)
في الأصول: «افريقس» والمثبت من وفيات الأعيان، أفريقش بالشين المعجمة في آخره.
(23)
في وفيات الأعيان (القاهرة 1367/ 1948) 1/ 38 في آخر ترجمة أبي اسحاق ابراهيم الحصري.1/ 213 - 214 حيث ضبط لفظة افريقية.
(24)
في الأصول: «وقيل» ، والمثبت من وفيات الأعيان.
(25)
ما سيأتي نقل من رحلة التجاني تحقيق حسن حسني عبد الوهاب، تونس 1378/ 1958، ص:160.
(26)
في الأصول: «مواعدة» ، والمثبت من رحلة التجاني.
(27)
في ت وط: «وصارت» .
الجزية. وقال: أهل (28) توزر من بقايا الرّوم الذين كانوا بافريقية قبل الفتح الاسلامي وكذلك أكثر أهل بلاد الجريد (29) لأنهم من (30) حين دخلوا (31) الإسلام أسلموا على أموالهم وفيهم قوم من العرب الذين سكنوها بعد الفتح (32) وفيها أيضا من البربر الذين دخلوها في قديم الزّمان عند خروجهم من بلادهم أهـ (33).
واسم جالوت (34) ضريس ابن لاوي بن نفجار بن لاوي الأكبر بن لوي بن قيس ابن الياس بن؟؟؟.
ولما دخلت قبائل البربر إلى المغرب تفرّقوا فنزلت مزّاتة ومغيلة وضريسة الجبال ونزلت لواتة أرض برقة ونزلت طائفة من هوّارة جبال نفّوسة ونزل الغير منهم بالمغرب الأقصى، ونزلت معهم قبائل مصمودة، فعمروا تلك البلاد (وقبائل البربر كثيرة، تذكر كل قبيلة عند ذكر بلادها وأمهات)(35) القبائل زناتة، ونفزة، ونفزاوة، ولمطة، ومطماطة، وصنهاجة، وهوارة، وكتامة، ولواتة، وورفجوم (36) ومزّاتة وصدراتة، ويصلاسن (37)، ومديونة، وربوجة، ومداسة (38)، وقالمة (39)، وأوربة (40)، وهطيطة، ووليطة، وبنو منهوس، وبنو سمجون، وبنو وارقلان، وبنو يسدران (41)، وورداسا، وبنو زيرجي (42)، وزرهون، وزناتة، كلهم أبناء جالوت (43) بن ضريس، ونفزاوة أبناء
(28) في ت: «أن أهل» .
(29)
في ت وط: «وأكثر أهل بلاد الجريد» .
(30)
في رحلة التجاني: «في» .
(31)
في ط: «دخول» .
(32)
في رحلة التجاني: «الافتتاح» .
(33)
ينتهي النقل من رحلة التجاني ص: 160.
(34)
نسب جالوت عند التجاني ص: 143. وهو يخالف ما ذكره المؤلف وجعل نسبه يتصل بالبربر من الخرافات التي لا أساس لها واعتمد المؤلف على نزهة المشتاق مع اختلاف يسير في الألفاظ. ويبدأ نص الادريسي هكذا: «وكان ملكهم جالوت بن ضريس بن جانا. . .» ص: 57 ويستمر في النقل من الادريسي بتصرف.
(35)
اختصر نزهة المشتاق وزاد عليها ما بين القوسين وبداية كلامها: «وقبائل البربر زناتة» . . . ص: 57.
(36)
في الأصول «وورنجوم» والمثبت من ن. م.
(37)
في الأصول «سيلاض» والمثبت من ن. م. ولعل الصّواب ويطلاسن.
(38)
في الأصول: «مراسة» والمثبت من ن. م.
(39)
في الأصول: «قسالة» والمثبت من ن. م. ص: 57.
(40)
في الأصول: «وارنبة» والمثبت من ن. م.
(41)
في الأصول: «بنو سبدان» والمثبت من ن. م.
(42)
في الأصول: «بنو ربرحي» والمثبت من ن. م.
(43)
في ت: «جالونا» ، وفي ش:«جاتا» والمثبت من ن. م.
نفجار، وصنهاجة (44) ولمطة أخوان لأب واحد وأم واحدة، وأبوهما لمط بن زعزاع (45) من أولاد حمير، وأمّهما تازكاي (46) العرجاء، وأبوهما زناتي. وكان المسور بن المثّنى (47) بن كلاع بن أيمن بن سعيد بن حمير، من أمراء العرب ساكنا مع قومه في بلاد الحجاز، فضاعت له إبل فخرج يطلبها ويبحث عنها إلى أن عبر نيل مصر، وسار في بلاد المغرب يطلبها، فمرّ بجبال طرابلس، فقال لغلامه: أين نحن من الأرض؟ فقال له الغلام: نحن بأرض إفريقية، فقال: لقد تهوّرنا. والتهوّر عند العرب الحمق، فسمّي لهذا اللفظ هوّارا، ونزل المسور المذكور بقوم من زناتة فحالفهم، ورأى بأرضهم تازكاي أم صنهاج ولمط، وكانت إمرأة جميلة بدنة بارعة الكمال، فولع بها المسور، فسأل عنها، فوجدها خلوا عن الأزواج، فرغب في زواجها وتزوّجها ومعها ابناها (48) صنهاج ولمط (وهما ابنا لمط الأكبر)(49) فولد للمسور منها ولد سمّاه المثنى (فسمّى أولاده هوارة لما قاله أبوه المسور)(50) ثم مات المسور عنها وبقي ولده المثنّى مع أخويه صنهاج ولمط عند أمهم تازكاي وعند أخوالهم من زناتة. ثم ولد للمط ولصنهاج أولاد كثيرة فكثر نسلهم وتسلّطوا على الأمم، فاجتمع عليهم قبائل البربر فأزعجوهم إلى الصّحارى المجاورة للبحر المظلم، الأعظم، فنزلوها وبها قبائلهم متفرّقة بنواحيها وهم أصحاب إبل ونجب عتاق، رحّالة لا يقيمون بمكان واحد. ولباس الرّجال منهم والنساء أكسية الصّوف ويربطون على رؤوسهم عمائم الصّوف المسمّاة بالكرازي وعيشهم من ألبان الإبل ولحومها مقدّدة وربّما جلبت إليهم الحنطة والزبيب، لكن الزبيب أكثر لأنهم كثيرا ما ينقعون الزّبيب في الماء بعد دقّه ويشربون صفوه نقيعا حلوا. وفي بلادهم عسل كثير وليس عندهم مدينة يأوون إليها إلا مدينة نول لمطة (51) ومدينة ازقي للمطة (52).
(44) في الأصول: «صنهاج» والمثبت من ن. م. ص: 57.
(45)
في ط: «عارع» ، وفي ت وش:«عرعار» والمثبت من ن. م.
(46)
كذا في ط ونزهة المشتاق، وفي ش وت:«تزكاي» .
(47)
كذا في ش ونزهة المشتاق، وفي ط وت:«المكني» .
(48)
كذا في ش وط ونزهة المشتاق، وفي ت:«أبنائها» .
(49)
في الأصول: «المتقدما الذكر» والمثبت من نزهة المشتاق رفعا للالتباس.
(50)
اضافة من المؤلف للتفسير.
(51)
في الأصول: «نول لمط» والمثبت من ن. م. ص: 59.
(52)
في الأصول: «أزكي لمط» وفي نزهة المشتاق كما كتبناها في النص. ولعلّها بالقاف المعقدة كالجيم المصرية وهذه الحروف، الكاف الفارسية والقاف المعقدة والجيم كثيرا ما تتعاقب كلفظة انكلترا ومن لا يعرف هذا يقع في الغلط والاشتباه.