المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

بردا كثيرا وسلّط عليهم ريحا عظيما فأخرج منها إلى المنصورية فاشتد عليهم البرد فأوهى جسمه ومات أكثر من معه ووصل إلى المنصورية فاعتل بها، ومات (167) يوم الجمعة آخر شوال سنة احدى وأربعين وثلاثمائة (168)، ودفن بالمهديّة، ومولده بالقيروان سنة اثنتين وثلاثمائة (169)، فكانت مدة ملكه سبع (170) / سنين وستة أيام.

‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

.

وقام بعده ولده أبو تميم معدّ الملقب «بالمعز لدين الله» وهو واسطة عقدهم. «كان بويع (171) بولاية العهد في حياة أبيه المنصور (172)، ثم جدّدت له البيعة بعد وفاة أبيه في التّاريخ المذكور لوفاة أبيه، ودبّر الأمور وساسها وأجراها على قانون السّياسة إلى يوم الأحد سابع ذي الحجة سنة احدى وأربعين وثلاثمائة (173). فجلس يومئذ على سرير ملكه (174)، ودخل عليه الخاصّة وكثير من العامّة، وسلّموا عليه بالخلافة، وتسمّى «بالمعزّ» ولم يظهر على أبيه حزنا.

ثم خرج إلى بلاد افريقية يطوف فيها، ليمهّد [قواعدها](175) ويقرر أسبابها، (فانقاد له جميع العباد، في سائر البلاد)(176) ودخلوا تحت طاعته (177)، وعقد لغلمانه

(167) قال ابن خلدون: «أصابه الجهد من مطر وثلج تجلد على ملاقاته، ودخل على أثره الحمام فعيت حرارته، ولازمه السهر فمات» العبر 4/ 95.

(168)

كذا في تاريخ الخلفاء الفاطميين، 19 مارس 953، وفي كتاب العبر:«ثم توفي المنصور سلخ رمضان سنة احدى وأربعين» 4/ 95.

(169)

914 - 915 م.

(170)

في الأصول: «تسع» وهو مخالف للحقيقة اذ كانت خلافته من سنة 334 هـ إلى سنة 341 هـ وأثبت ابن خلدون: «وتوفي لسبع سنين من خلافته» 4/ 95، والمختصر: 2/ 99.

(171)

النقل من ترجمة المعزّ العبيدي في الوفيات 5/ 225 بتصرف.

(172)

انظر أيضا تاريخ الخلفاء الفاطميين.

(173)

25 أفريل 953 م.

(174)

كتم المعزّ وفاة أبيه المنصور شهرا وعشرة أيام. تاريخ الخلفاء الفاطميين ص: 541.

(175)

اضافة من الوفيات.

(176)

في الوفيات: «فانقاد له العصاة من أهل تلك البلاد» .

(177)

انظر كتاب العبر 4/ 96.

ص: 353

وأتباعه الأعمال واستنوب (178) لكل ناحية من يعلم كفايته وشهامته، وضمّ إلى كل واحد منهم جمعا كثيرا من الجند وأرباب السّلاح.

ثم جهّز أبا الحسن جوهر (179) القائد، ومعه جيش كثير (180) لفتح ما استعصى عليه من بلاد المغرب، فسار إلى فاس، ثم منها إلى سجلماسة ففتحها، ثم توجّه إلى البحر المحيط وصاد من سمكه وجعله في قلال الماء، وأرسله إلى المعزّ، ثم رجع إلى المعزّ (181) ومعه صاحب فاس [أحمد بن بكر](182) وصاحب سجلماسة [ابن واسول](183) أسيرين في قفصي (184) حديد، وما رجع [إلى المعزّ] حتى وطّد له (185) البلاد (وطوّع العباد من باب المهديّة إلى البحر المحيط، من أقصى المغرب / وإلى أعمال مصر من المشرق)(186). ولم يبق بلد من هذه البلاد إلاّ وقد أقيمت فيها دعوته (وخطبت في جميعها خطبته)(187) إلاّ مدينة سبتة، فانها بقيت لبني أميّة أصحاب الأندلس.

ولمّا وصل الخبر إلى المعزّ بموت كافور الإخشيدي صاحب مصر (واشتغال بني العباس بقتال الديلم)(188) تقدم المعزّ إلى القائد جوهر ليتجهز إلى الخروج إلى مصر، فخرج أولا إلى جهة المغرب لاصلاح أموره (189)، وكان معه جيش عظيم، وجمع قبائل العرب الذين يتوجّه بهم إلى مصر، وجبى القطائع التي كانت على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار.

(178) في الرحلة: «استندب» .

(179)

عن ترجمة جوهر انظر الوفيات 1/ 375 - 380 وتاريخ الخلفاء الفاطميين ص: 604.

(180)

في الوفيات «كثيف» .

(181)

في الأصول: «المغرب» والمثبت من الوفيات.

(182)

اضافة من كتاب العبر للتوضيح.

(183)

اضافة من كتاب العبر للتوضيح.

(184)

انظر كتاب العبر 4/ 98 وفي تاريخ الخلفاء الفاطميين: أن المعز اخترع لهما قفصين تفنن في صنعهما لعرض الأسيرين على الرعايا، ص:613.

(185)

في الأصول: «ولم» والمثبت من الوفيات.

(186)

في الوفيات: «وحكم على أهل الزيغ والعناد من باب افريقية إلى البحر المحيط في جهة الغرب، وفي جهة الشرق من باب افريقية إلى أعمال مصر» 5/ 225.

(187)

في الوفيات: «وخطب له في جمعته جماعته» .

(188)

اضافة من المؤلف عما هو موجود بالوفيات.

(189)

في كتاب العبر: «لحشد كتامة. . . وذلك سنة خمس وخمسين» 4/ 99.

ص: 354

وخرج المعزّ بنفسه في الشّتاء إلى المهديّة فأخرج من قصور آبائه خمسمائة حمل دنانير وغيرها، وعاد إلى قصره.

ولمّا عاد جوهر بالأموال والرّجال، وكان قدومه على المعزّ يوم الأحد لثلاث بقين من المحرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة (190)، أمره المعزّ بالخروج إلى مصر» «فخرج (191) من افريقية يوم السبت رابع عشر ربيع الأول من السنة المذكورة» «ومعه (192) أصناف القبائل فأنفق المعزّ على هذا العسكر المسيّر صحبته أموالا كثيرة، فأعطى من ألف دينار إلى عشرين دينار وغمر النّاس بالعطاء، وتصرفوا في القيروان في شراء جميع حوائجهم، ورحلوا ومعه ألف حمل من المال والسّلاح، [ومن] الخيل والعدد ما لا يوصف، وكان بمصر في تلك السّنة غلاء عظيم ووباء، حتى مات من مصر وأعمالها / في تلك المدّة ستمائة ألف إنسان على ما قيل.

فانتهى جوهر بمن معه إلى مصر» «فتسلمّها (193) يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان السنة المذكورة (194)، فصعد المنبر يوم الجمعة ودعا لمولاه المعزّ» (195) وهو بافريقية، «ولمّا كان (196) منتصف رمضان من السّنة المذكورة، وصلت البشائر إلى المعزّ بفتح الدّيار المصرية، ودخول عساكره إليها، ثم وصلته النجب بعد ذلك تخبره بصورة الفتح» . «فأقام (197) جوهر بمصر نافذ الأمر، [وسيّر عسكرا إلى دمشق وغزاها فملكها] (198)، وبنى القاهرة» (199) باذن سيّده، وانما سمّيت القاهرة لأنه أراد وضع أساسها عند طالع معيّن لتكون لذريّة سيّده لآخر الدّهر، فحفر الأرض لوضع الأساس فعمل أحجار الاساس لجماعة، وجعل لهم حبالا متّصلا بعضها ببعض، دائرة بدور حفر الأساس، وجعل في الحبال أجراسا، وأمر حملة الأحجار برميها اذا سمعوا صوت

(190) 21 ديسمبر 968 م.

(191)

النقل من ترجمة جوهر الصقلي بالوفيات 1/ 375.

(192)

يرجع إلى النقل من ترجمة المعز العبيدي 5/ 226.

(193)

يرجع إلى النقل من ترجمة جوهر الوفيات 1/ 375.

(194)

جويلية 969 م.

(195)

في الوفيات: «بالجامع العتيق» وهو جامع عمرو بالفسطاط، أنظر تاريخ الخلفاء الفاطميين 685.

(196)

يرجع إلى النقل من ترجمة المعز العبيدي 5/ 226.

(197)

يرجع إلى النقل من ترجمة جوهر الوفيات 1/ 376.

(198)

اضافة من الوفيات.

(199)

الوفيات 5/ 224 - 226 و 1/ 375 - 376.

ص: 355

الأجراس وقعد (200) يرصد استحقاق الرّمي ليحرّك لهم الأجراس ليرموا الحجارة، فخطر غراب على تلك الحبال فتحركت الحبال بالأجراس فصوّتت، فسمعها حملة الأحجار فحسبوا أن الذي يرصد الطّالع هو الذي حرّكها فرموا [الأحجار](201) قبل [ظهور](201) الطّالع المقصود، وكان الطّالع وقت رمي الأساس (202) نجم يسمّى القاهر فسميت القاهرة، فهي إلى الآن تقهر المعتدين والجبابرة ولو ساعدتهم بعض الأيام فلا بد من دائرة السوء عليهم. ثم صارت / كتبه ترد (203) إلى المعزّ باستدعائه إلى مصر، ثم أخبره بانتظام الحال بمصر والشّام (204) والحجاز، واقامة الدعوة له بهذه المواضع، فسرّ المعزّ بذلك سرورا عظيما، ولمّا تقرّرت قواعده بالدّيار المصرية استخلف على افريقية بلكّين بن زيري بن مناد الصّنهاجي (205)، وخرج المعزّ متوجّها إلى مصر بأموال جليلة المقدار، ورجال عظيمة الأخطار، وكان خروجه من المنصوريّة - دار ملكه اذ ذاك - يوم الاثنين، لثمان بقين من شوال سنة احدى وستين وثلاثمائة (206)، ولم يزل في طريقه يقيم بعض الأوقات في بعض البلاد أياما، ويجدّ السّير في بعضها، وكان اجتيازه على برقة، ودخل الاسكندرية لست بقين من شعبان (207)، فدخل الحمام وقدم عليه بها قاضي مصر أبو طاهر محمّد بن أحمد، وأعيان أهل البلاد، وسلّموا عليه وجلس لهم عند المنارة، وخاطبهم بخطاب طويل يخبرهم فيه أنه لم يرد دخول مصر زيادة في ملكه ولا لمال، وانما أراد اقامة الحق والحج والجهاد، وأن يختم عمره بالأعمال الصّالحة، ويعمل بما أمره به جدّه صلى الله عليه وسلم ووعظهم وأطال حتى بكى بعض الحاضرين، وخلع على القاضي وبعض الجماعة، وحملهم وودّعوه وانصرفوا، ثم رحل من الاسكندرية أواخر شعبان.

ونزل يوم السبت ثاني شهر رمضان بالجيزة بساحل النيل مقابل مصر (208)، فخرج إليه القائد جوهر، وترجّل عند لقائه وقبّل الأرض بين يديه، وبالجيزة / اجتمع به الوزير

(200) في ت وش: «قصد» .

(201)

اضافتين من عندنا للتوضيح.

(202)

كذا في ط وفي ت وش: «الأجراس» .

(203)

رجع إلى النقل من الوفيات 5/ 326، وفي الأصول:«تتردد» .

(204)

انظر أيضا كتاب العبر 4/ 102.

(205)

في كتاب العبر: «واستخلفه على افريقية والمغرب، وأنزله القيروان وسماه يوسف، وكناه أبا الفتوح» 4/ 103.

(206)

6 أوت 972 م. وفي كتاب العبر: «آخر شوال» 4/ 103. وبعدها أسقط ما يتعلق بمرور المعز بسردانية.

(207)

في الأصول: «شوال» والمثبت من الوفيات 5/ 227 ومن تاريخ العبر 4/ 103.

(208)

مصر هي القاهرة.

ص: 356