المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ملوك الطوائف: ولمّا تبدّد شمل الجماعة من بني أميّة جاءت دول - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌ ‌ملوك الطوائف: ولمّا تبدّد شمل الجماعة من بني أميّة جاءت دول

‌ملوك الطوائف:

ولمّا تبدّد شمل الجماعة من بني أميّة جاءت دول (42) الطوائف، فقام بكلّ خطة من بلاد الأندلس ملك، فكان لكلّ ملك ما بيده، فضبط أشراف العملات أزمّة أمورهم، وركبوا ظهور غرورهم، فتنافسوا في انتحال الألقاب السّلطانية، / فأتوا بكلّ شنيعة (43)، فاقتسم أقطار الأندلس الطوائف.

فضبط (44) قرطبة بعد خلع المعتز (45) أبو الحزم بن جهور (46) ولتوفّر خصاله اجتمعوا (47) عليه فأعطوا القوس باريها، فحمل أمرهم من السياسة ومسالمة من يجاوره من الملوك، وتوفي أبو الحزم سادس محرّم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة (48).

وولي مكانه ولده أبو الوليد (49)، فاقتفى سنن أبيه ولمّا أدركه الهرم استناب ولده عبد الملك (50)، فاشتغل باللهو، وطمع ابن ذي النّون في قرطبة، وتحرّك إليها فاستغاث (51) بنو جهور (46) بجارهم ابن عبّاد أمير إشبيلية، فوجّه إليهم عددا من جيشه لنظر وزيره فدخلها وحماها من ابن ذي النّون، فلمّا انصرف عنها ثار العبّاديون بعبد الملك بن جهور (46) واستولوا على المدينة في سنة اثنتين (52) وسبعين وأربعمائة (53).

وقام في حمص (54) بنو عبّاد وأول من ترأس منهم رئاسة السّيف (55) القاضي

(42) في الأصول: «دولة» .

(43)

كذا في ط وفي ش وت: «شيعة» .

(44)

في كتاب العبر 4/ 343: «استبد بقرطبة» .

(45)

في الأصول: «هشام» والمثبت من كتاب العبر.

(46)

في الأصول: «جوهر» وهو كما أثبتناه من كتاب العبر: «ابو الحزم جهور بن محمد بن جهور» انظر تتمة نسبه بالعبر 4/ 342 - 343. قال لسان الدّين بن الخطيب (م. سبق ذكره) ص: 147 «واتفق الملأ على اسناد الأمور بالحضرة إلى شيخ الجماعة وبقية الأشراف من بيوت الوزارة، أبي الحزم جهور بن محمد بن جهور» .

(47)

أي الجند الذين خلعوا المعتز.

(48)

15 أوت 1043 م.

(49)

أبو الوليد محمد.

(50)

لما مات أبو الوليد بن جهور بقرطبة غلب عليها الأمير المأمون صاحب طليطلة فدبرها إلى أن مات بها (انظر الكامل لابن الأثير 9/ 106).

(51)

في الأصول: «فاستخرج» والمثبت من كتاب العبر 4/ 344.

(52)

يوم الأحد لتسع بقين من شعبان سنة 461، أعمال الإعلام، ص:150.

(53)

1079 - 1080 م.

(54)

حمص بالأندلس هي اشبيلية، ومن أجداد القاضي أبو القاسم أول ملوك اشبيلية من بني عباد عاصف وهو الداخل إلى الأندلس في طوالع لخم وأصلهم من جند حمص، العبر 4/ 337.

(55)

ساقطة من ط.

ص: 426

أبو القاسم محمد بن عبّاد (56) بن محمّد بن اسماعيل بن قريش بن عبّاد، وكان رجل المغرب قاطبة، له الاشارة والصّيت، ولمّا انقرضت الدولة [الأموية] أسند إليه أهل قطره النّظر والتسديد، فاستبدّ بالأمر.

ولمّا توفي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة (57) قام بالأمر ولده أبو عمرو عباد [وتلقّب]«المعتضد بالله» ، وهو أبعد ثوّار الأندلس همّة، وأشدّهم بأسا، وأفخمهم أثرا، جمع خزانة مملوءة من رؤوس الملوك (58) البائدين بسيفه، وكانت وفاته سنة احدى وستين وأربعمائة (59).

وولي بعده ولده محمد «المعتمد على الله» ، وعليه انقرض أمرهم / كما يأتي على يد يوسف بن تاشفين.

وقام بنو حمّود الادريسيين بقرطبة وسبتة وقد تقدّم خبرهم.

وقام بسرقطة [والثغر الأعلى] منذر (60)[بن يحيى التّجيبي](61) وكان كريما وهّابا للقصّاد. وتولّى بعد موته [ابنه يحيى وتلقّب المظفّر، ثم صارت إلى](62) سليمان بن هود الجذامي (63)، وله أعقاب لهم آثار وأخبار شهيرة، فكان من أعقابه آخرهم (64) محمّد ابن يوسف، فاستولى على مرسية، وملك منها الأندلس، وقام بدعوة العبّاسيين، وعليه كان قيام دولة بني نصر كما يأتي.

وقام ببطليوس الحاجب المنصور أبو بكر محمّد بن عبد الله بن مسلمة [التّجيبي](65) المدعو بابن الأفطس أصله من تجيب (66)، كان أديبا جليلا، وقال ابن حيان: كان

(56) أخذ المؤلف؟؟؟ يهم دولة يحيى بن عباد من ترجمة المعتمد بن عباد في وفيات الأعيان 5/ 21 - 39.

(57)

1041 - 1052 م.

(58)

«وتحصلت في خزائنه جملة من رؤوس ملوك البرابرة والأدارسة» . اعمال الاعلام: ص: 155.

(59)

1068 - 1069 م.

(60)

يحيى بن منذر بن يحيى: اعمال الاعلام ص: 170.

(61)

في الأصول: «وقام سرقسطة منذ الثغر» والمثبت من كتاب العبر 4/ 350.

(62)

اضافة للتوضيح من كتاب العبر 4/ 351.

(63)

هو «سليمان بن محمد بن هود» العبر 4/ 351.

(64)

بعد يوسف بن احمد المؤتمن تولى ابنه احمد المستعين بالله، ثم ولي بعده ابنه عبد الملك عماد الدولة ثم ولي بعده ابنه المستنصر بالله وعليه انقرضت دولتهم على رأس الخمسمائة فصارت بلادهم جميعا لابن تاشفين. أنظر مثلا الكامل لابن الأثير 9/ 108. تاريخ ابن خلدون 4/ 351 - 352.

(65)

اضافة من العبر.

(66)

أصله من قبائل مكناسة قال ابن حيان ومن النادر الغريب انتماؤه في تجيب (المصدر السالف، ص: 182).

ص: 427

عبد الله أبوه رجلا من مكناسة خدم سابور ببطليوس، وتغلّب عليه ثم ورثه ملكه، ثم أورثه المظفّر أبا بكر، ثم انتهى إلى عمر ولده، وكان من هلاكه وولده صبرا عندما تغلّب الملثمون على رؤساء الطوائف ما هو معروف.

وقام بغرناطة حبّوس (67) بن بلكّين (68) بن زيري بن مناد ملك عمّه الحاجب المنصور بن زيري بن مناد كورة إلبيرة (69) وما جاورها نحو سبع سنين، ثم رحل (70) عن الأندلس إلى بلاده عام عشرين وأربعمائة (71)، واستخلف ابن أخيه حبّوس بن بلكّين فتوسّع النّظر إلى أن مات، وولي بعده ولده باديس الحيّة الذكر، فضخم ملكه واشتهرت سطوته ودهاؤه.

وولي بعده حفيده عبد الله بن بلكّين بن باديس، فخلعه أمير الملثمين سنة ثلاث وأربعمائة (72)، وغربه إلى أغمات.

وقام بالجوف (73) / بنو ذي النّون (74)، وأوّل من ثار بطليطلة الحاجب الظّافر اسماعيل بن عبد الرحمان [بن ذي النّون](75) الملقّب بناصر الدّولة، ثم عهد إلى ابنه يحيى الملقّب بالمأمون ذي المجدين، ثم ملك بعده حفيده أيضا يحيى الملقّب «بالظافر» ومنه انتزع (76) الأدفونش (77) طليطلة.

وقام بالمرية النجيب ذو الوزارتين أبو الأحوص [المعتصم] معن بن محمد بن عبد الرحمان بن صمادح [التّجيبي](78) وكان رجل المشرق رأيا ودهاء ولسانا، وعارضه

(67) عن ملوك بني حبوس بغرناطة، انظر كتاب العبر 6/ 366 - 373.

(68)

لعل الصّواب بن ماكسن وكيف يكون متفقا في اسم الأب مع ابن أخيه حبوس الوارد ذكره بعد قليل.

(69)

في الأصول: «الفيرة» والمثبت من كتاب العبر 4/ 345.

(70)

واتصلت أيامه إلى أن هلك في رمضان سنة 429. وولي بعده الأمر ابنه باديس، أعمال الإعلام ص: 209.

(71)

1029 م.

(72)

1012 - 1013 م.

(73)

الجوف في لهجة الأندلسيين والمغاربة هو الشّمال، والمقصود هنا «بالجوف» الثغر الجوفي بطليطلة.

(74)

وابن الخطيب يسميهم بني دنّون، وقال:«هؤلاء الملوك برابرة من قبيل البربر الذين كانوا يخدمون الدّولة العامرية، وأن اسم جدهم الذي ينتسبون إليه زنّون، فغير بالدال لطول المدة» . أعمال الاعلام ص: 177. ولاحظ أ. ليفي بروفنسال في تعليق له على كلام ابن الخطيب أن مؤرخي ملوك الطوائف كابن حيّان وابن بسام وابن عفاري يسمونهم بني ذي النون، وهو تعريب اسم جدهم زفّون البربري.

(75)

أنظر كتاب العبر 4/ 350.

(76)

الصواب أن ابن ذي النون طلب من الأذفونش معاونته على العودة إلى طليطلة والتمكن منها لأن عليه مزية سابقة فشدد عليها الحصار إلى أن دخلها حفيد ذي النون.

(77)

الفنسو السادس (Alphonse VI).

(78)

انظر كتاب العبر 4/ 350.

ص: 428

ولي المريّة بعد زهير الصقلي، وقد خلفه عليها، فامتنع عنه بها، ثم تصير الأمر بعد إلى إبنه أبي يحيى محمّد، ومات زمن حصار الملثمين له، وفرّ ولده حسام (79) الدولة إلى العدوة الشرقية (80)، فاستقرّ بها في جملته.

وقام بنو طاهر بشاطبة وغيرها من شرق الأندلس، وقام طاهر وزعيم بينهم ذو الوزارتين أبو عبد الله ومدّ له في البقاء إلى أن أسّر عند التغلّب على بلنسية.

وقام ذو الرئاستين أبو مروان عبد الملك بن رزيق، ويدعى «حسام الدّولة» فاستبدّ بالسعلة - وهي بلد كبير وسط بين الثغر الأعلى منها والأدنى - شهير بالمنع.

وقام من الصقالبة عدة كانوا مماليك المنصور بن عامر الذي ولاّهم البلاد، ومنهم خيران ملك المريّة وما يليها، وزهير ومجاهد ملكا مدينة دانية، ومظفّر ومبارك ملكا بلنسية، وملك لبيب ما بعدهما.

ولمّا كثرت ملوك الطوائف اختلفت الكلمة، وتباينت الآراء، وانشقّت العصا، فصار أهل الدّين في أيدي عدوهم / قتلا ونهبا وأسرا، فاستولى الأدفونش على طليطلة أصل قاعدة الأندلس سنة ثمان وسبعين وأربعمائة (81)، وفي أخذها يقول أبو محمد عبد الله المعروف بابن العسال الطليطلي:

[بسيط] حثوا رواحلكم يا أهل أندلس

فما المقام بها الا من الغلط

السلك ينثر من أطرافه وأرى

سلك الجزيرة منثورا من الوسط

ومن جاور الشرّ لا يأمن عواقبه

كيف الحياة مع الحيات في سفط

وصار الخبيث متحكّما على المسلمين، وصاروا يؤدون له الضّرائب، ثم ردّها عليهم طمعا في البلاد الأندلسية بأسرها، فاتّسع الخرق على الرّاقع ولم ينقطع أمل الطّامع إلى أن دخلها يوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى.

(79) معز الدولة ابن المعتصم بالله: أعمال الاعلام ص: 191.

(80)

يقصد الجزائر الشرقية بالاندلس جزائر البليار وأعمل الحيلة للخروج من جزيرة دانية من طريق البحر إلى أن ينزل بالجزائر حسب وصيّة والده، قال ابن الخطيب:«ونزل الجزائر على البخت وطائر اليمن إلى أن ملك بها وانقضت أيام بني صمادح» ، أعمال الأعلام ص:192.

(81)

1085 - 1086 م.

ص: 429