المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌السامانيون: وأما السّامانيّة فأولهم نصر بن أحمد وآخرهم عبد الملك بن - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌ ‌السامانيون: وأما السّامانيّة فأولهم نصر بن أحمد وآخرهم عبد الملك بن

‌السامانيون:

وأما السّامانيّة فأولهم نصر بن أحمد وآخرهم عبد الملك بن نوح (6)، ملكوا ديار الترك وفارس والعراق إلى حدود الهند، وكان كرسي مملكتهم بخارى، وعدّتهم عشرة وكانوا في طاعة العبّاسيين (7).

‌الغزنويون:

وأما الغزنوية فهم منسوبون إلى غزنة (مدينة في خراسان)(8) فأول سلاطينهم السلطان أبو القاسم محمود بن ناصر الدّولة أبي منصور سبكتكين (9)، الملقّب أوّلا سيف الدّولة، ثم لقّبه الخليفة القادر بالله العباسي لما سلطنه بعد أبيه «يمين (10) الدّولة وأمين الأمة» (11) فهو قائد الجيوش / العبّاسية وناصر دولتهم وفي طاعتهم، «ولما انتظم الأمر للسّلطان محمود، كان في بعض بلاد خراسان نواب لصاحب ما وراء النّهر من ملوك بني سامان، فجرى بين السّلطان محمود وبينهم حروب انتصر فيها عليهم، وملك بلاد خراسان، وانقطعت الدّولة السّامانية منها، وذلك في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة (12)، واستتبّ له الملك، وسيّر له القادر بالله خلعة السّلطنة، وتبوّأ سرير المملكة، وقام بين يديه أمراء خراسان [سماطين مقيمين](13) برسم الخدمة، ملتزمين حكم الهيبة، وأجلسهم بعد الاذن على مجلس الأنس، وأمر لكل واحد منهم ولسائر

(6) في الأصول: «المنتصر بالله اسماعيل» والمثبت من الكامل 9/ 145.

(7)

انتهت دولتهم على يد محمود بن سبكتكين في سنة 389 هـ - 98 - 999 م ابن الأثير 9/ 147 وكذلك في الوفيات لابن خلكان.

(8)

في الأصول: «بلد بالعراق» والمثبت من معجم ياقوت 4/ 201. قال: «ويقال لمجموع بلادها زابلستان وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان، وهي الحدّ بين خراسان والهند».

(9)

النقل الآتي من الوفيات لابن خلكان من ترجمة محمود بن سبكتكين 5/ 175، وأخبار محمود موجودة أيضا في ابن الأثير، وابن خلدون والشذرات الخ. . .

(10)

في الأصول: «بأمين» والمثبت من الوفيات.

(11)

في الوفيات 5/ 175: «في الملة» .

(12)

999 م.

(13)

اضافة من الوفيات يقتضيها اكمال المعنى 5/ 177.

ص: 300

غلمانه وخاصّته ووجوه أوليائه وسائر حاشيته من الخلع والصّلات ونفائس الأمتعة بما لم يسمع بمثله. واتّسعت الأمور عن آخرها في كنف ايالته، واستوسقت الأعمال في ضمن كفالته، وفرض على نفسه في كل عام غزو الهند، ثم انه ملك سجستان في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة (14)، بدخول قوّادها وسائر ولاتها في طاعته من غير قتال.

ولم يزل يفتح في بلاد الهند حتى انتهى إلى ما لم تبلغه في الاسلام راية، ولم تتل به سورة ولا آية، فدحض عنها أرجاس (15) الشّرك وبنى بها مساجد وجوامع، وتفصيل ذلك كما قال ابن خلكان يطول. ولما فتح (16) بلاد الهند كتب إلى الدّيوان العزيز ببغداد كتابا يذكر فيه ما فتح الله على يديه من بلاد الهند، وأنه كسّر الصّنم المعروف بسومنات (17) وذكر في كتابه (18) أن هذا الصّنم عند الهنود / يحيي ويميت بزعمهم ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأنه اذا شاء أبرأ من جميع العلل، وربما كان يتفق لشقوتهم وصول عليل يقصده فيوافقه طيب الهواء وكثرة الحركة فيبرأ، فيزيدون به افتتانا ويقصدونه من أقاصي البلاد رجالا وركبانا، ومن لم يصادف منهم انتعاشا احتجّ بالذّنب، وقال: انه لم يخلص له الطّاعة، ولم يستحق منه الاجابة، ويزعمون أن الأرواح اذا فارقت الأجسام اجتمعت لديه على مذهب التّناسخية، فينشئها فيمن يشاء، وأنّ مدّ البحر وجزره عبادة له وطاعة، وكانوا بحكم هذا الاعتقاد يحجّونه من كلّ صقيع بعيد، ويأتونه من كل فجّ عميق ويحبونه (19) بكل مال جزيل، ولم يبق في بلاد الهند والسّند على تباعد أقطارها وتفاوت أديانها ملك ولا سوقة الا وقد تقرّب لهذا الصّنم بما يعزّ عليه من أمواله وذخائره حتى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية مشهورة في تلك النّواحي، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال، وفي خدمته من البراهمة ألف رجل يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس حجيجه ولحاهم عند الورود عليه، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون عند بابه، ويجري من مال الأوقاف المرصدة له لكل طائفة من هؤلاء رزق معلوم.

(14) 1002 - 1003 م.

(15)

في الوفيات: «أدناس» 5/ 178.

(16)

في الأصول: «بلغ» والمثبت من الوفيات وطبقا لما يأتي به النص بعدها.

(17)

في الأصول: «دسوسات» والمثبت من الوفيات 5/ 178 ومن طبقات الشافعية للسبكي 1/ 14.

(18)

كذا في الوفيات.

(19)

في الوفيات: «ويتحفونه» .

ص: 301

وكان بين المسلمين وبين القلعة التي فيها الصّنم المذكور (20) مفازة موصوفة بقلة المياه وصعوبة المسالك واستيلاء الرمال على طرقها، فسار إليها السّلطان [محمود] في ثلاثين ألف فارس جريدة مختارة من عدد كثير / وأنفق عليهم من الأموال ما لا يحصى، فلما وصلوا إلى القلعة وجدوها حصنا منيعا، وفتحوها في ثلاثة أيام، ودخلوا بيت الصّنم وحوله من أصنام الذّهب المرصّع بأنواع الجواهر عدد كثير محيطة بعرشه، يزعمون أنها الملائكة، وأحرق المسلمون الصّنم المذكور ووجدوا في أذنيه نيّفا وثلاثين حلقة ذهب، فسألهم السّلطان محمود عن معنى ذلك فقالوا: كل حلقة عبادة ألف سنة، وكانوا يقولون بقدم العالم ويزعمون أن هذا الصّنم يعبد منذ أكثر من ثلاثين ألف سنة، كلّما عبدوه ألف سنة علّقوا في أذنه حلقة» (21).

والحاصل أن هذا السّلطان من أوتاد الرّجال عند الأولياء، وكان ملوك الدّيلم قد عظم أمرهم وزاد شرّهم في ممالك العراق فأظهر الله هذا السّلطان ومكّنه من رقابهم وسلّط السّيف عليهم وصلب أعيان الشّيعة والزّنادقة والرّافضة وقاتل اليهود والمجوس والصّابئة، وأحرق الأصنام، وقتل ملوك الهند والصّين، ويقال إنه اسكندر هذه الأمة، وظهرت له في تلك الأسفار والغزوات خوارق عادات وكرامات ملأت دفاتر التّواريخ، وأخذ من الغنائم من بيوت الأصنام للمجوس مالا عظيما لا يحصى من الجواهر، فأخذ أربعين قنطارا من الجواهر الألماسية والياقوتية.

وقد جمع سيرته أبو النصر (22) محمد بن عبد الجبّار العتبي (23) الفاضل، في كتاب [سمّاه «اليميني»](24) وذكر في أوّله أن السّلطان المذكور ملك الشّرق بجنبيه، والصّدر من العالم ويديه لانتظام / الأقليم الرابع بما يليه من الثّالث والخامس في حوزة ملكه وحصول ممالكها الفسيحة وولايتها العريضة في قبضته وملكه، ومصير أمرائها وذوي الألقاب الملوكية من عظمائها تحت حمايته وجبايته، واستظلالهم (25) من آفات الزّمان بظلّ ولايته ورعايته، واذعان ملوك الأرض لعزّته، وارتياعهم بفائض هيبته، وقد كان منذ لفظه

(20) في الوفيات: «مسيرة شهر في مفازة» 5/ 179.

(21)

الوفيات لابن خلكان 5/ 179.

(22)

في الأصول: «الرضا» والمثبت من الوفيات.

(23)

في الأصول: «العيني» والمثبت من الوفيات 5/ 179.

(24)

اضافة من الوفيات.

(25)

في الوفيات: «واستدرائهم» 5/ 179.

ص: 302