الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمن قفصة إلى مدينة القيروان شمالا مع الشرق أربع مراحل، وعلى جهة المغرب مع الجنوب مدينة بيلقان (14) على خمس مراحل، وقد استولت عليها يد الخراب فهي متغلّبة بوادي الأعراب.
ومن قفصة في جهة الجنوب إلى ناحية
جبل نفّوسة
مدينة زرّود، وبينهما خمس مراحل.
ومن قفصة إلى نفطة مرحلتان صغيرتان، وهي مدينة متحضرة عامرة بأهلها، لها أسواق وتجارات ونخيل وغلاّت، ومياه جارية.
ومن قفصة (15) إلى نفزاوة جنوبا يومان وبعض يوم.
ومن توزر إلى نفزاوة يوم ونصف يوم كبير.
جبل نفوسة:
ومن قفصة إلى جبل نفوسة في الجنوب نحو من ستة أيام، وهو جبل عال يكون نحوا من ثلاثة أيام، وفيه منبران لمدينتين تسمّى إحداهما شروس (16) وهي في الجبل، وبها مياه جارية وكروم وتين، وأكثر زروعهم الشعير الطّيب المتناهي في الطيب، ولأهلها في صنعة الخبز منه حذق ومهارة فاقوا في ذلك على الناس (17).
وفيما بين جبل نفوسة ومدينة نفزاوة مدينة لوحقة (18)، وتتصل / بها غربا مدينة بسكرة وبادس (19) وكل هذه البلاد تتقارب في مقاديرها وصفاتها ومتاجرها وأسواقها.
ومن جبل نفوسة إلى وارقلان اثنا عشر مرحلة.
قابس:
(ومن قفصة إلى مدينة قابس مرحلة وبعض منها)(20).
وقابس مدينة جليلة عامرة حفت بها من نواحيها غابات وجنّات ملتفّة، وحدائق مصطفّة، وفواكه عامة رخيصة، وبها من التمر والزرع والصنائع والضياع ما ليس بغيرها
(14) في الأصول: «يتلقاق» والمثبت من ن. م. ص: 105.
(15)
في الأصول: «نفطة» والمثبت من ن. م.
(16)
في الأصول: «شروسا» والمثبت من ن. م.
(17)
بعدها أسقط المؤلف ما يلي: ومن مدينة قفصة إلى مدينة صفاقس ثلاثة أيام.
(18)
في الأصول: «لوحصة» والمثبت من ن. م. ص: 105.
(19)
في الأصول: «نقاوس» والمثبت من ن. م. والبكري ص: 102.
(20)
غير المؤلف ما جاء في نزهة المشتاق وهو: «ومن نفطة إلى مدينة قابس ثلاث مراحل وبعض منها» .
من البلاد (وكان)(21) عليها سور منيع محيط بها، ومن ورائه (22) خندق، ولها أسواق عامرة وتجارات رابحة وبضاعات نافقة وكان بها فيما سلف طرز يعمل به الحرير الحسن، وبها إلى الآن مدابغ للجلود ويتجهّز بها منها، ولها واد يأتيها من غدير كبير، وعلى هذا الغدير (23) قصر [سجّة](24) بينه وبين قابس ثلاثة أميال، وهو مدينة صغيرة متحضرة وبها من ناحية البحر أيضا سوق وباعة، وكان به حريريّون كثيرون وشربهم من الوادي، وهو غير طيب لكنه مشروب، وبين قابس والبحر ستة أميال من جهة الشمال، ويتّصل بغابة أشجارها إلى البحر رملة متصلة مقدار ميل، وهذه الغابة أشجار وكروم (وكان)(25) بها زيتون (26) يعتصر منه زيت كثير يتجهّز به إلى سائر / النواحي، وبها نخل ملتفّ به من الرطب الذي لا يوجد مثله (وذلك أنهم يجنون نخيلهم طرية فيودعون جنيها في جرار الفخار، ويسدون عليها سدا محكما، فإذا كان بعد مدة خرجت عليه عسلية سكنجبينية بين حلاوة وحموضة، وإذا كان صالحا علته سكرية)(27) ومرساها في البحر ليس بشيء لأنه لا يستر من ريح، وإنما ترسي القوارب بواديها، وهو نهر صغير يدخله المدّ والجزر، وترسي به السفن الصغار وليس بكثير السعة، فإن الذي يدخله المدّ ويرسي به نحو من رمية سهم ولا يدخل فيه ولا يخرج منه إلا وقت المدّ إذ وقت الجزر تبقى السّفن غير عائمة، وفي أكثر أهل قابس (شراسة أخلاق)(28) وقلة دماثة (وكانوا ذوي)(29) زي ونظافة، وفي باديتها عتو وفساد وقطع سبل، (وبين أهلها عداوة ومقاتلة على مائهم وهي منقسمة بقسمين سواء، فيستبيحون دماء بعضهم مع أن بها فقهاء وصالحين لغلبة أهل البغي والفساد على أهل الفضل والصلاح كما هو شأن أهل الزمان)(30).
(21) اضافها المؤلف عما هو موجود بالنزهة لتسجيل البعد التاريخي.
(22)
في نزهة المشتاق: «خارجه» .
(23)
في الأصول: «الوادي» والتصويب من ن. م. ص: 106.
(24)
اضافة من نزهة المشتاق للتدقيق.
(25)
اضافة من المؤلف لها بعد تاريخي.
(26)
في ت: «زيتون طيب» .
(27)
ما بين القوسين دققه الادريسي هكذا: «وذلك أن أهل قابس يجنونها طرية ثم يودعونها في دنانات. فاذا كان بعد مدة من ذلك خرجت لها عسلية تعلو وجهها بكثير، ولا يقدر على التناول منها الا بعد زوال العسل عنها من أعلاها. وليس في البلاد المشهورة بالتمر شيء من التمر يشبهه ولا يحاكيه ويطابقه في علوكته وطيب مذاقه» . ص: 106 - 107.
(28)
اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(29)
اضافة من المؤلف لمقارنة الحاضر بالماضي اذ قال الادريسي: «ولهم زي ونظافة» . ص: 107.
(30)
اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.