الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رحل معاوية بن خديج من إفريقية إلى معاوية بن أبي سفيان، فدفع الغنائم إليه، ثم عزله معاوية عن مصر وولى عليها مسلمة بن مخلّد الأنصاري، فوجه مسلمة خالد بن ثابت الفهمي (70) إلى افريقية وكان من التابعين. فخرج في محرم سنة خمسين (71)، فانتهى إلى مواضع منها، وأصاب غنائم كثيرة، ثم عزله مسلمة وولى أبا المهاجر مولاه بجيش من قبله، فوصل إلى افريقية، فأخذ عقبة بن نافع الفهري، فحبسه وضيق عليه، فبلغ خبره معاوية، فكتب إلى أبي المهاجر يأمره بتخليته ويعنفه (72) فيما صنع به، فأطلقه أبو المهاجر وأرسله برسل من قبله، حتى أخرجه من قابس، فمضى وهو حنق على أبي المهاجر، فدعا الله عز وجل أن يمكّنه منه، فلم يزل أبو المهاجر خائفا من دعائه، وقال هو عبد لا تردّ له دعوة.
ثم إن أبا المهاجر صالح برابر افريقية وفيهم كسيلة الأوربي (73) وأحسن إليه واتّخذه صديقا وصالح عجم افريقية، وخرج بجيوشه نحو المغرب ففتح كل ما مرّ به، حتى انتهى إلى العيون التي تسمى الآن عيون أبي المهاجر، نحو تلمسان، ولم يستخلف على القيروان أحدا ينظر فيها لأن أكثرهم خرج معه ولم يبق إلاّ شيوخ ونساء وأطفال، ثم رجع إليها وأقام بها» اهـ (74).
ولاية عقبة بن نافع وغزواته:
(وحبس أبي المهاجر لعقبة وأخذه له / لأن عقبة سبقه لإفريقية)(75) في غزوته الثانية التي كانت في سنة ست وأربعين (76) من الهجرة، قال محمّد بن يوسف الورّاق:
إن عقبة بن نافع الفهري غزا افريقية غزوته الثانية في سنة ست وأربعين (76) من الهجرة، فافتتح كثيرا من حصونها، وأثخن في قتل الرّوم والبربر، واختط مدينة القيروان، وتحوّل بها أيّاما، ثم قدم أبو المهاجر دينار مولى مسلمة بن مخلّد الأنصاري إلى افريقية سنة
(70) في الأصول: «الفهري» والمثبت من معالم الإيمان 1/ 46.
(71)
في الأصول: «أربع وخمسين» والمثبت من معالم الإيمان 1/ 46.
(72)
كذا في معالم الإيمان وفي رياض النفوس: «ويعقبه مما صنع من ذلك» 1/ 23.
(73)
في الأصول: «اللوزي» والمثبت من معالم الإيمان.
(74)
معالم الإيمان 1/ 45 - 46. رياض النفوس 1/ 33.
(75)
ما بين القوسين إضافة من المؤلف.
(76)
666 م.
خمس وخمسين (77)، فعزل عقبة وقيّده وحبسه وأخرب ما كان اختطه بالقيروان، واختط مدينة تاكروان (78) وهي بجوفي (79) افريقية على نحو ميلين، وجدّ في بنائها وتشييدها، ولم يزل عقبة في حبسه حتى أتاه كتاب الملك الخليفة معاوية بن أبي سفيان يأمره باطلاقه.
قال أبو بكر المالكي (80): ولما سرح عقبة من وثاقه (81) توجه إلى معاوية بن أبي سفيان فوجده؟؟؟ توفي. وولي بعده يزيد، فدخل عليه وأخبره بما صنع (82) أبو المهاجر بالقيروان، وما حل به منه. وقال: فتحت افريقية وبنيت مسجد الجامع فبعثتم عبد الأنصار فأهانني وأساء عزلي (83) فغضب اليزيد وقال أدركوها قبل أن يخرّبها، ورد عقبة إليها وأزال ولاية مسلمة عنها وأقره بمصر، وذلك سنة اثنين وستين (84) من الهجرة، فقدم عقبة إليها في عشرة آلاف فارس، فوصل إلى القيروان، وأخذ أبا المهاجر وحبسه وقيّده وأخذ / منه ما وجد بيده من الأموال، فبلغ ذلك مائة ألف دينار ذهبا، وجدّد بناء القيروان وشيّدها ونقل إليها الناس، فعمرت (وعظم بناؤها)(85) وعلا قدرها وأعز الله بها الإسلام وأقر بها أعين الأنام.
ثم إن عقبة خرج بأصحابه وبكثير من أهل القيروان إلى المغرب، واستخلف عليها عمر بن علي القرشي، وزهير بن قيس البلوي، وخرج بأبي المهاجر معه موثوقا. ولما خرج عقبة دعا بأولاده فقال لهم: إني بعت نفسي من الله ولا أدري ما يقضي علي في سفري، ثم قال: يا بني أوصيكم بثلاث خصال فاحفظوها ولا تضيعوها: إيّاكم أن تملؤوا صدوركم شعرا وتتركوا القرآن، املؤوا صدوركم من كتاب الله فإنه دليل على الله، وخذوا من كلام العرب ما تهتدي به ألسنتكم، ويدلكم على مكارم الأخلاق، ثم انتهوا عما وراءه، وأوصيكم أن لا تداينوا ولو لبستم العباء، فإن الدين ذلّ بالنهار وهمّ
(77) 674 م.
(78)
في الأصول: «تاكران» والمثبت من معالم الإيمان 1/ 47.
(79)
الجوف هو الشمال في لهجة أهل المغرب والأندلس.
(80)
لا ينقل عنه مباشرة كعادته وإنما هذا من كلام معالم الإيمان وأنظر رياض النفوس 1/ 33.
(81)
معالم الإيمان 1/ 47 والرياض 1/ 33: «ثقافه» .
(82)
كذا بالأصول. وبرياض النفوس وفي المعالم: «فعل» .
(83)
في الأصول: «عزلتي» والمثبت من معالم الإيمان 1/ 47.
(84)
681 - 682 م.
(85)
في مكانها في المعالم: «وصلح شأنها» 1/ 47.
بالليل، فدعوه تسلم لكم أقداركم وأعراضكم، وتبقى لكم الحرمة مع الناس ما بقيتم، ولا تقبلوا العلم من المغرورين المرخصين، فيجهّلوكم (86) دين الله ويفرقوا بينكم وبين الله، ولا تأخذوا دينكم (87) إلاّ من أهل الورع والحيطة فإنه أسلم لكم، ومن احتاط سلم ونجا (فيمن نجا ثم عليكم سلام الله)(88) وأراني لا تروني بعد يومكم هذا (89).
ثم سار (90) حتى انتهى إلى باغاية (91) والرّوم يهربون بين يديه (92) يمينا وشمالا، فحاصرها وقد اجتمع بها الرّوم، فقاتلهم وحاصرهم أشدّ القتال / ثم انهزم عدوهم فقتلهم قتلا ذريعا وغنم أموالهم، ثم كره أن يقيم عليهم، فرحل عنهم ونزل على تلمسان، وهي من أعظم مدائنهم، وانضم إليها من حولها، فخرجوا إليه في عدد لا يحصى ولا يعلم عددهم إلاّ الله، فقاتلهم حتى ظن المسلمون أنه الفناء، فضرب الله في وجوه الرّوم، فقاتلهم إلى باب حصنهم، وأصاب الناس منهم غنائم كثيرة، ثم كره المقام عليهم، فرحل يريد الزّاب، فسأل عن أعظم مدائنه فقيل له مدينة يقال لها آذنة، وهي (مدينة ملكهم)(93)، وكان حولها ثلاثمائة قرية، وستون قرية، كلها عامرة، فلما بلغهم قدوم المسلمين عليهم هربوا إلى حصنهم وإلى الجبال، فلما قدم عقبة نزل على واد منها على ثلاثة أميال أو أكثر قليلا، فلقوه عند الوادي في وقت المساء، - وكان وقت نزوله - فكره قتالهم بالليل، فتواقف القوم الليل كله، لا راحة لهم ولا فترة ولا نوم فسماه الناس إلى اليوم وادي سهر (94) لأنهم سهروا عليه فلما أصبح عقبة صلّى الصّبح، ثم أمر المسلمين بقتالهم فقاتلوهم قتالا ما رآه المسلمون قط حتى يئس المسلمون من أنفسهم، ثم أعطاهم الله عز وجل الظفر، فانهزم الرّوم وقتل فرسانهم وأهل النّكاية والبأس منهم، واستولت الهزيمة على بقيتهم.
(86) في الأصول: «فيحلوا لكم» وفي أصول المعالم: «فيحلوكم» والمثبت من المحقق في المعالم من الرياض أنظر هامش المعالم 1/ 48 والرياض 1/ 34.
(87)
في المعالم: «1/ 48.
(88)
في مكانها في المعالم: «ثم قال: وعليكم سلام الله» 1/ 48.
(89)
وجاء في الرياض تتمة الدعاء هكذا «ثم قال اللهم تقبل نفسي في رضاك واجعل الجهاد رحمتي من دار كرامتي عندك» وأثبتها محقق معالم الإيمان في النص استنادا إلى حاشية أحد أصوله وإلى الرياض أيضا.
(90)
بعدها في المعالم: «لا يدافعه أحد» 1/ 48.
(91)
في الأصول: «باغار» وفي المعالم: «باغاي» والإصلاح طبقا لما أثبتنا سابقا.
(92)
في المعالم: «من طريقه» .
(93)
في المعالم: «دار ملكها» 1/ 49.
(94)
في الأصول: «السهر» والمثبت من المعالم 1/ 49 والرياض 1/ 37.
وفي هذه الغزوة ذهب عزّ الرّوم / من الزّاب وذلّوا، فكره عقبة المقام عليهم وقد تحصّنوا فرحل عنهم يريد المغرب حتى نزل تاهرت فاستغاث الرّوم بالبربر فأجابوهم ونصروهم، فقام [عقبة] في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إن أشرافكم وخياركم الذين رضي الله عنهم وأنزل عليهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على قتال (95) من كفر بالله إلى يوم القيامة وهم [أشرافكم](96) والسّابقون منكم إلى البيعة باعوا أنفسهم من ربّ العالمين بجنته بيعة رابحة وأنتم اليوم في دار غربة، وإنّما بايعتم رب العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلاّ طلبا لرضاه واعزازا لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذلّ إن شاء الله وربكم عز وجل لا يسلمكم، فالقوهم بقلوب صادقة فإن الله عز وجل جعلكم بأسه الذي لا يردّ عن القوم المجرمين، فقاتلوا عدوكم على بركة الله وعونه.
فالتقى المسلمون بهم فاقتتلوا قتالا شديدا فلم يكم لهم بقتال العرب من طاقة، فولوا (97) هاربين، فقاتلهم المسلمون قتالا ذريعا أبادوا فيه فرسان البربر، وتفرق جمعهم وقليل من نجا منهم.
ثم رحل حتى نزل طنجة فنزل على البحر المحيط، وهو بحر الأندلس، فقيل له:
ذلك بحر لا يرام، وعليه ملك عظيم الشأن، وما أظنك تقدر أن تجوز هذا البحر، فقال لهم: دلّوني على رجال البربر والرّوم، فقالوا له: قد / تركت خلفك الروم وقد أفنيتهم، وما أمامك إلاّ البربر وهم في عدد لا يعلمه إلاّ الله. فسألهم عن موضعهم فقالوا له: السّوس الأدنى فلقي البربر في عدد لا يعلمه إلاّ الله تعالى، فانهزموا وقتلهم قتلا ذريعا وأمعنت خيل المسلمين في البلاد، ثم رحل عنهم إلى السّوس الأقصى، فاجتمع عليه البربر في عدد لا يحصى فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر القتلى من الفريقين، ثم ضرب الله في وجوه الكفّار، فهزمهم المسلمون وقتّلوهم وغنموا أموالهم وسبوا نساءهم، (وهنّ في غاية الحسن والأدب)(98) فبلغ (99) ثمن الجارية منهن بالمشرق ألف دينار، ثم هربوا من بين يديه.
(95) زائدة عن المعالم.
(96)
إضافة من المعالم 1/ 50.
(97)
أي الروم وفي المعالم: «فولى الرّوم» 1/ 50.
(98)
إضافة من المؤلف عما هو موجود في المعالم.
(99)
في المعالم: «فبلغنا أن» 1/ 51، وفي الرياض:«فبلغت الجارية» 1/ 38.
ورحل يريد البحر المحيط، فانتهى إليه وأقحم فيه فرسه - لا يقف بين يديه أحد، ولا يرومه بشر - ثم نادى بأعلى صوته وهو يشير بسوطه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال له بعض أصحابه: على من تسلم يا ولي الله؟ فقال: على قوم يونس من وراء هذا البحر، ولولاه لوقفت بكم عليهم، ثم رفع يديه إلى السّماء وقال: اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في الأرض أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك، ثم انصرف راجعا يريد افريقية، وداخل البربر منه خوف (100) عظيم، وتفرقوا في الجبال / فلما دنا منها أمر أصحابه أن يتفرقوا، فتفرقوا أفواجا أفواجا إلى افريقية، فلما انتهى إلى ثغر افريقية وهو طبنة (101)، وبينها وبين القيروان (102) ثمانية أيام، أذن لمن بقي معه في الانصراف إلى القيروان (ومال في خيل يسيرة يريد تهودة)(103) فلما انتهى إليها، نظر الروم في خيل يسيرة (فقرب لينظر إليها)(104) ويعرف قدر ما يكفيها من الخيل، فيقطع ذلك إليها، وجيوشها متياسرة عن طبنة (101) فلما انتهى إليها نظر الروم إلى قلة ما معه من الخيل، فقالوا: في قتل هذه الخيل قتل أهل الأرض كلهم وظنوا أن ذلك هو عسكره فأغلقوا باب حصنهم دونه، وأقبلوا يرمونه بالحجارة وهم في ذلك يشتمونه، وكل ذلك وهو يدعوهم إلى الله وإلى رسوله، فلما توسط البلاد نزل.
وبعث الروم إلى كسيلة الأوربي، فأعلموه بقلة من معه، فجمع له جمعا كثيرا من الروم والبربر وتسارعوا إليه ثم زحف إليه ليلا حتى نزل بالقرب منه وأحاط بعسكر عقبة وأقام كذلك حتى أصبح فلما رأى ذلك عقبة استعد له وأمر أصحابه أن لا يركب منهم أحد ويئس المسلمون من أنفسهم، وقاتل المشركون قتالا شديدا حتى بلغ البلاء، وتكاثرت في المسلمين الجراح، وتكاثر عليهم العدو، فاستشهد عقبة رضي الله عنه وجميع من معه - رضي الله تعالى عنهم جميعا - / واستشهد معه أبو المهاجر وكان موثوقا في الحديد (105).
(100) في المعالم: «رعب» 1/ 51.
(101)
في الأصول: «طنجة» والمثبت من المعالم 1/ 51 والرياض 1/ 39.
(102)
في الأصول: «افريقية» والمثبت من المعالم.
(103)
في الأصول: «ومال هو متياسر لطنجة» وفي المعالم: «وقال هو متياسر عن طبنة» وقال عنها محقق المعالم: ورد هذا النص مضطربا في جميع الأصول وصوابه كما في الرياض هامش 3 - 1/ 51 وما أثبتناه من الرياض.
(104)
في الأصول: «فقرب إليها ينظرها» والمثبت من المعالم 1/ 51.
(105)
معالم الإيمان 1/ 52.
فلما (106) استشهد عقبة وأصحابه، جمع كسيلة أهل المغرب، وزحف بهم يريد القيروان، فاشتعلت (107) افريقية نارا، وعظم البلاء على المسلمين، ومضى كسيلة بالعساكر حتى جاوز (108) القيروان فخرجت العرب منها هاربة، ولم يكن لهم بحربه من طاقة لعظم ما اجتمع عليه من الروم والبربر، وأسلموا القيروان وبقي بها أصحاب العيال، وكل مثقل من التجار وأهل الذمّة، فحار الناس ولم يدروا كيف يفعلون فأرسلوا إلى كسيلة يسألونه الأمان فأجابهم إلى ذلك، ودخل القيروان (109) إلى الموضع الذي كان فيه عقبة فنزله وأقام بها أميرا، وصارت بقيّة المسلمين تحت يده، ومضى الذين هربوا حتى قدموا على يزيد فوجدوه قد مات، وذلك في سنة أربع وستين» (110). «قال في «معالم الإيمان» (111): وقيل إن زهير بن قيس البلوي - خليفة عقبة - ثبت بالقيروان حين (112) زحف إليه كسيلة البربري، وخرج الروم من حصونهم، ونقضوا العهود، وزحف كسيلة وقاتله زهير قتالا شديدا، فانهزم كسيلة وقتل من أصحابه ما لا يحصى، ومضت عنه تلك الجموع فهرب الرّوم وتفرقت جموعهم فأقام زهير يسيرا بالقيروان، ثم خرج إلى مصر، وذلك في سنة خمس وستين (113)، فوجد يزيدا قد مات وعبد الله بن الزبير خليفة / بمكّة ومروان بن الحكم أميرا (114) بالشام (115).
(واعلم أن عقبة بن نافع - رضي الله تعالى عنه -)(116) ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرو عنه شيئا، وكان رجلا صالحا، مستجاب الدعاء، وله كرامات، منها ما رواه عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الحكم (117)، أن عقبة بن نافع أصابه في بعض مغازيه بالمغرب عطش شديد هو وأصحابه أشرفوا منه على الموت، فصلّى عقبة ودعا الله - عزّ
(106) النقل من 1/ 51.
(107)
في المعالم: «فانقلبت» .
(108)
في الأصول: «وصل» والمثبت من المعالم 1/ 55.
(109)
بعدها في ت: «وسار» .
(110)
683 - 684 م. تصرف المؤلف في النقل عن المعالم بالحذف وتبديل بعض الكلمات.
(111)
في مكانها في المعالم: «وذكر أبو العرب أن» 1/ 55 وتصرف المؤلف بعد ذلك بالحذف قرابة صفحة.
(112)
في المعالم: «حتى» .
(113)
784 - 785 م.
(114)
في الأصول: «خليفة» والمثبت من المعالم 1/ 57.
(115)
نقل الفقرة التي انتهت بتصرف حذفا وتلخيصا 1/ 55 - 56.
(116)
إضافة من المؤلف إذ انتقل بعدها إلى موضع آخر من المعالم حيث يترجم فيه لعقبة 1/ 164.
(117)
ابن عبد الحكم: الفتوح 195، ونقله الدباغ عن المالكي: الرياض 1/ 98 والنص في فتوح مصر 194 - 195. ومسالك البكري 13 - 14 وهو أوفى من نص ابن الحكم المطبوع.
وجل - فجعل فرسه يبحث بيده في الأرض حتى كشف عن صفاة، فانفجر منها الماء فجعل الفرس يمص ذلك الماء فانصرف عقبة فنادى في النّاس أن احتفروا، فاحتفروا سبعين حسيا (118) فشربوا واستقوا وصار ذلك ماء معينا، فسمي ذلك الماء «ماء فرس» إلى اليوم.
قال (119): وروى أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم قال: حدثنا حبيب بن نصر، وأحمد بن أبي سليمان، وعيسى بن مسكين، قالوا: أخبرنا سحنون بن سعيد - رحمه الله تعالى - عن عبد الله بن وهب، عن اللّيث بن سعد أنّ عقبة بن نافع الفهرى لما قدم من عند يزيد بن معاوية في جيش لغزو المغرب مرّ على عبد الله بن عمرو وهو بمصر فقال عبد الله بن عمرو: يا عقبة، لعلّك من الجيش الذين يدخلون الجنة برحالهم؟ قال:
فمضى (120) عقبة بجيشه حتى قابل البربر وهم كفار، فقتلوا جميعا.
قال أبو العرب: كان هذا في غزوة عقبة الثالثة (121)، قتل هو وأصحابه وكان كسيلة نصرانيّا / وقبر عقبة ظاهر بالزّاب يتبرك به. وكان دخوله افريقية ثلاث مرات، الأولى سنة إحدى وأربعين، فأقام بها ثلاث سنين، وقيل سنة ست وأربعين، وهو الأصح، وعلى كل حال كان ذلك في دولة معاوية بن أبي سفيان.
والمرة الثانية سنة خمسين وفيها اختط القيروان ومن جملتها الجامع الأعظم ودار الإمارة وهي في قبلة الجامع المسمى اليوم بالمخزن، وترك ما أسسه (معاوية بن خديج بالقرن)(122). وغزوته هذه في مدة معاوية أيضا.
والمرة الثالثة سنة إحدى وستين وقيل سنة اثنين وستين وكانت غزوته هذه في خلافة يزيد بن معاوية، وكان - رحمه الله تعالى - حريصا على الجهاد بلغ في مغازيه إلى سوس المغرب وإلى بلاد السّودان، وفتح سائر افريقية وودّان وعامّة بلاد البربر (ولم يختلف أنه كان مجابا - رضي الله تعالى عنه -)(123).
(118) في الأصول: «سقيتين» والمثبت من المعالم 1/ 165 والرياض 1/ 98.
(119)
أي الدباغ في معالم الإيمان 1/ 165.
(120)
في الأصول: «فمشى» والمثبت من المعالم 1/ 165.
(121)
في المعالم: «الثانية» والصحيح الثالثة.
(122)
في الأصول: «عقبة بن عامر بالقيروان» والتحريف بين عقبة ومعاوية بعيد، وورد في بعض مخطوطات معالم الإيمان:«عقبة بن نمير» و «قمير» بالقاف وهو اسم لم يرد في حركة الفتح الإسلامي لإفريقية مطلقا أنظر تعليقات ابراهيم شبوح، محقق معالم الإيمان هامش 2 - 1/ 166.
(123)
في المعالم: «ولم يختلفوا في أنه كان مستجابا» نقل المؤلف ما ورد في ترجمة عقبة بن نافع في معالم الإيمان مع تبديل بسيط 1/ 164 - 167.