الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو الفضل جعفر بن الفرات، وأقام المعزّ هناك ثلاثة أيام، وأخذ العسكر في التعدية بأثقالهم إلى ساحل مصر العتيق - وكانت قد زيّنت له - وظنّوا أنه يدخلها، وأهل القاهرة لم يستعدّوا للقائه لأنهم بنوا الأمر على دخوله مصر (209) أولا، ولمّا دخل القاهرة، ودخل القصر ودخل مجلسا منه خرّ ساجدا لله تعالى، ثم صلّى فيه ركعتين، وانصرف النّاس عنه.
وفي يوم الجمعة لثالث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة أربع وستين (210) عزل المعزّ قائده جوهرا عن دواوين مصر وجباية أموالها والنّظر في سائر أمورها.
وكانت ولادة المعزّ بالمهديّة (211)، ووفاته بمصر يوم الجمعة (212) حادي عشر شهر ربيع الآخر (213) وقيل الثالث عشر منه سنة خمس وستين وثلاثمائة (214) ولم يقم المعزّ بمصر القاهرة إلاّ سنتين ونصفا وكانت مدة ملكه بالمغرب والقاهرة ثلاثا وعشرين سنة ونصفا» (215).
الفاطميون بمصر:
واستمرت ولاية العبيديين بمصر إلى أن بلغوا أربعة عشر خليفة (216) حسبما نقل السيوطي عن الذهبي. وذكر منهم عدة فقال: «قام (217) بعد المعزّ ابنه العزيز نزار ومات سنة ست وثمانين (218)، وقام ابنه الحاكم بأمر الله المنصور» (219)«وكان شيطانا مريدا سيء الاعتقاد سفّاكا للدماء، قتل خلقا كثيرا بغير ذنب» (220) وادعى
(209) في الأصول: «العتيق» والمثبت من الوفيات 5/ 227.
(210)
7 أكتوبر 974 م.
(211)
«يوم الاثنين حادي عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وثلاثمائة» ، الوفيات 5/ 228.
(212)
في الأصول: «الاثنين» والمثبت من الوفيات.
(213)
18 ديسمبر 975 م.
(214)
«وقيل لسبع خلون منه» الوفيات، وفي كتاب العبر:«وفي منتصف ربيع الآخر لثلاث وعشرين سنة من خلافته» 4/ 107، وفي التوفيقات الالهامية «في يوم الجمعة 10 ربيع ثاني» 1/ 397.
(215)
انتهى نقله من الوفيات 5/ 228.
(216)
في الأصول: «ملكا» .
(217)
نقل من تاريخ الخلفاء للسيوطي مع حذف.
(218)
996 م.
(219)
يتوقف عن النّقل من تاريخ الخلفاء.
(220)
الوفيات بتصرف من ترجمة الحاكم العبيدي 5/ 292 - 293.
الألوهية (221)، وأمر بسبّ الصّحابة، قال ابن الجوزي (222):«ادّعى الحاكم المذكور الرّبوبية، وكان قوم من الجاهلين اذا رأوه / قالوا: يا واحد يا أحد، يا محيي يا مميت (223)، وصنّف بعض الباطنية (224) كتابا ذكر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى علي بن أبي طالب، وأن روح علي انتقلت [إلى أبي الحاكم ثم انتقلت] (225) إلى الحاكم، وقرئ هذا الكتاب بجامع القاهرة، فقصد النّاس قتل مؤلفه فصيره الحاكم إلى جبال الشام، فنزل بوادي تيم (226) وناحية (227) بانياس، فاستمال قلوب النّاس، وأباح لهم الخمر والزنا، وأقام عندهم يدعوهم فأضلّ منهم خلقا كثيرا» (228)، وفي وادي التيم (226) ونواحي الشّرق إلى يومنا هذا يدعون بالدّروز، يعتقدون خروج الحاكم، ولهم كتب يتدارسونها فيما بينهم، ويعتقدون أنه لا بدّ أن يعود ويمهّد الأرض، وتلك خيالات فاسدة وظنون كاذبة، وكانت له شنائع وقبائح وأفعال منكرة خارجة عن الطّبع والعرف والشرع، فمن ذلك أنه أمر بغلق الأسواق نهارا وفتحها ليلا، فامتثلوا ذلك دهرا طويلا، حتى اجتاز مرة بشيخ يعمل النجارة بعد العصر فوقف عليه وقال: أما نهيتكم عن هذا؟ فقال يا سيدي: أما كانوا يستهزؤون ويسخرون (229) بهذا من ذاك؟ فأعاد النّاس إلى أمرهم الأول، وبالجملة فهو أخبث القوم» (230) «وقتل في (231) سنة احدى عشرة وأربعمائة (232).
(221) قال ابن خلدون: «وكان حاله مضطربا في الجور والعدل، والإخافة والأمن، والنسك والبدعة، وأما ما يرمى به من الكفر، وصدور السجلات باسقاط الصلوات فغير صحيح» كتاب العبر 4/ 125.
(222)
«أبو الفرج عبد الرحمان بن علي» علامة في التاريخ والحديث مكثر من التآليف، أنظر الأعلام للزّركلي 3/ 316 - 317 (ط.5).
(223)
النجوم الزّاهرة: 4/ 183.
(224)
جاء في النجوم نقلا عن ابن الجوزي: «رأيت في بعض التواريخ بمصر أن رجلا يعرف بالدّرزي قدم مصر وكان من الباطنية القائلين بالتناسخ» والدّرزي هو محمد بن اسماعيل داع أعجمي كما في تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي. أنظر هامش النجوم 1، 4/ 184.
(225)
الاضافة من النجوم.
(226)
في الأصول: «سيم» والمثبت من النجوم 4/ 184.
(227)
في النجوم: «من أعمال» .
(228)
انتهى ما ذكره ابن الجوزي.
(229)
كذا في ش وفي ت وط: «يسهرون ويسحرون» .
(230)
في كتابه مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، وورد الخبر في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 184.
(231)
يرجع إلى النقل من تاريخ الخلفاء ص: 524.
(232)
1020 - 1021 م، عن فقدانه ثم وجوده ميتا خارج القاهرة انظر كتاب العبر 4/ 127.
وقام ابنه الظاهر لاعزاز دين الله علي، ومات سنة سبع وعشرين (233).
وقام ابنه المستنصر (234) معد، ومات سنة سبع (235) وثمانين.
فأقام في الملك ستين سنة (236). قال الذّهبي: ولا أعلم أحدا في الاسلام - لا خليفة ولا سلطانا - / أقام هذه المدة.
وقام بعده ابنه المستعلي [بالله] أحمد ومات سنة خمس وتسعين (237).
وقام [بعده] ابنه الآمر (238) بأحكام الله منصور (239) وقتل سنة أربع وعشرين وخمسمائة (240).
وقام ابن عمّه الحافظ لدين الله ثم الظّافر، ثم الفائز، ثم العاضد. (وخلع سنة سبع وستين وخمسمائة، ومات بها»)(241) ثلاثة بالمغرب والباقي بالقاهرة.
وانقرضت الدّولة العبيدية، وأقيمت العبّاسية على يد صلاح الدّين باشارة نور الدّين كما يأتي - إن شاء الله تعالى - «قال الذّهبي: كانوا أربعة عشر متخلفا لا مستخلفا» اهـ (242).
[قال] ابن خلكان (243): آخر العبيديين العاضد، سمعت جماعة من المصريين يقولون: إن هؤلاء القوم في أول دولتهم قالوا لبعض العلماء: تكتب لنا ورقة تذكر فيها
(233) في الأصول وفي تاريخ الخلفاء: «ثمان» والمثبت من تاريخ العبر 4/ 129، وابن الأثير 9/ 447 والنجوم الزاهرة 4/ 282، 1035 - 1036 م.
(234)
في الأصول: «المنتصر» والمثبت من تاريخ الخلفاء.
(235)
1094 م.
(236)
كذا في كتاب العبر وزاد: «ويقال لخمس وستين» وفي تاريخ الخلفاء الذي ينقل عنه المؤلف: «ستين سنة وأربعة أشهر» .
(237)
في منتصف صفر / ديسمبر 1101 م.
(238)
في الأصول: «القائم» والمثبت من تاريخ الخلفاء وكتاب العبر.
(239)
«طفل له خمس سنين» نفس المرجعين.
(240)
1129 - 1130 م.
(241)
في الأصول: «وقام ابن عمه الحافظ لدين الله (وخلع سنة سبع وستين وخمسمائة، ومات بها)» وما بين القوسين يهمان العاضد آخر الفاطميين بمصر، والجملة مأخوذة من تاريخ الخلفاء وأصلحنا النص على هذا الأساس.
(242)
نقلها عن تاريخ الخلفاء ص: 524 - 525.
(243)
ترجمة / 110.
ألقابا تصلح للخلفاء، حتى إذا تولّى واحد لقّبوه ببعض تلك الألقاب، فكتب لهم ألقابا كثيرة، وآخر ما كتب في الورقة «العاضد» (244) اهـ.
ولمّا خشينا الخروج عن المقصود باستقصاء جميع أحوال كل فرد، أعرضنا عمّا زاد عن الغرض المهم وبالله تعالى التوفيق، لا رب غيره ولا معبود سواه.
(244) بعدها في الوفيات: «فاتفق أن آخر من ولي منهم تلقب بالعاضد، وهذا من عجيب الاتفاق» ص: 110 - 111.