المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فتسلّم البلاد، وخرجت العمّال وجباة الأموال باسمه، وأوصاه المعزّ بأمور - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: فتسلّم البلاد، وخرجت العمّال وجباة الأموال باسمه، وأوصاه المعزّ بأمور

فتسلّم البلاد، وخرجت العمّال وجباة الأموال باسمه، وأوصاه المعزّ بأمور كثيرة، وأكّد عليه في فعلها، ثم قال: إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنس ثلاثة أشياء: إيّاك أن ترفع الجباية عن أهل البادية، والسّيف (21) عن البربر، ولا تولّ (22) أحدا من أخوتك وبني عمّك، فانهم يرون أنّهم أحقّ بهذا الأمر منك، وافعل مع أهل الحاضرة خيرا، وفارقه على ذلك، وعاد من وداعه، وتصرّف في الولاية.

ولم يزل حسن السيرة، تام النّظر في مصالح دولته ورعيّته إلى أن توفي يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة (23)، بموضع يقال له: واركلان مجاور افريقية، وهو بفتح الواو وبعد الألف راء مفتوحة أيضا ثم كاف ساكنة وبعد الألف نون كلاهما بعد لام مفتوحة» (24).

فولي بعده ولده المنصور.

‌باديس:

ثمّ بعد المنصور ولده باديس، وممّا وجد في مناقب العارف بالله تعالى سيدي محرز بن خلف المتوفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (25) المدفون بباب السويقة من تونس - نفعنا الله به - أنّه أتاه رجل (26) مستجير من مظلمة نالته من قبل باديس بن المنصور فكتب له المؤدب سيدي محرز بعد البسملة والصلاة على النبيء صلى الله عليه وسلم: من محرز بن خلف / إلى باديس، أما بعد، فانّ الله حقق الحق في قلوب المؤمنين من عباده، ونقل المذنبين إلى ما افترض عليهم من طاعته، أنا رجل عرف كثير من الناس اسمي، وهذا من البلاء (27)، وأنا أسأل الله أن يتغمّدني برحمته، وربّما أتاني المضطر يسأل الحاجة، فان رددتها خفت، وإن التزمت ذلك كثر عليّ، وقد ورد عليّ رجل يزعم أنه طلب في دراهم

(21) النقل من ترجمة بلكين بن زيري في الوفيات 1/ 286.

(22)

في الأصول: «ولا توال» والمثبت من الوفيات.

(23)

27 ماي 984.

(24)

الوفيات 1/ 286 وانظر البيان المغرب لابن عذاري (ت في القرن 7 هـ ) دار الثقافة بيروت 1/ 339.

(25)

كذا في المناقب ص: 174، وبالسّنة الميلادية 1022 م.

(26)

النقل من مناقب أبي اسحاق الجبنياني، مناقب سيدي محرز بن خلف، تحقيق هادي روجي ادريس، باريس 1959 ص:140.

(27)

في الأصول: «البلاد» والمثبت من المناقب.

ص: 363

وخاف، وليس عنده شيء، فاعمل على رضى من لا بدّ لك من لقائه، واستحي ممّن بنعمته وجدت لذائذ العيش، ولا يغرّنك حلم الله تعالى عليك، ولا تعاد من أنت محتاج إليه، وحاذر بطانة السّوء فانهم يأكلون مالك ويقرّبون من النار لحمك، وشاور في أمرك من يتّقي الله {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} (28) الآية، وخف ممّن لا يحتاج عونا عليك بل لو شاء اتلافك لأخرجك عن نفسك، حتى يكون هلاكك عن يديك، سالم تسلم، فأنت على رحيل، فخذ في الزاد، والسلام» (29).

«وممّا (30) وقع في أيام باديس أنه أتاه قوم من بطانته فزعموا أن أهل تونس مبغضون فيه وفي دولته، فبعث نجيبا إلى عامل له كان بتونس وهو يقول: إقبض على من يشار إليه من أهل تونس من العلماء وأهل الدنيا، فخذ أموالهم واضرب رقابهم، وكان بالقيروان رجل من أهل السّنة، محبّا لأهل تونس (وكان صديق الشيخ - رضي الله تعالى عنه - وكان لذلك الرجل القروي صديق بتونس، وكان عند كل من المتصادقين القروي والتّونسي في بلده حمام ضار، فكان كلّما طرأ عند أحدهما / خبر في بلده كاتب به صاحبه وأرسله مع حمامه فيصل الخبر في يومه فالحمامان مقبوضان عند صاحبيهما برسم الارسال بالأخبار، فلمّا سمع القرويّ ما أنفذ به باديس إلى تونس) (31) كتب كتابا وعلّقه على الحمام، وبعثه إلى صديقه بتونس، فلمّا وصل الحمام لداره أخذ الكتاب وقرأه ومضى به لأهل العلم وأوقفهم عليه، فلمّا نظروا إليه قال بعضهم لبعض: ما لنا في هذا الأمر إلاّ المؤدّب سيدي محرز بن خلف، فأتوه وقرأوا عليه الكتاب، فلما سمع ما فيه قال: أكتبوا فيه: «قالت طائفة ليست من أهل العلم والكتاب أن أعيان تونس يؤخذون فيطلبون في أموالهم وأرواحهم وعلى السّلطان النظر في ذلك، فاحذر [رأي] وزراء السوء الذين يأكلون مالك، ويقربون لحمك وعظمك إلى النار، وأنت على سفر، فخذ في الزّاد، والسّلام على من اتّبع الهدى» .

ص: 364

وبعث الرجل الكتاب مع الحمام إلى القيروان، فلمّا وصل أخذه وقرأه ومضى به إلى القاضي، فقرئ على من حضر المجلس، فاتّفق أهل المجلس على أنهم يكتبون كتابا يمجّدون فيه السّلطان، فلما استوى رأيهم قام رجل من أهل المجلس وقال: يا قوم، لا تغيروا كتاب الرّجل، فالذي كتبه عرف لمن كتب، والذي يصل إليه الكتاب يعلم من كتبه، فحمل الكتاب ولم يغيّر فيه شيء حتى وصل إلى باديس، فلما قرئ عليه الكتاب قال وزيره: لم يزل أبو كسية في بغضه / ونفاقه، فقال له باديس: وبلغ من قدري وقدرك عند الشيخ محرز بن خلف حتى يكتب إلينا، إنّما هي هديّة من الله سبحانه أهداها لنا، ونكّل بالوزير وأمر بقلع أسنانه ثم دعا بعض خدّامه وقال: خذ هذا الكتاب واحمله إلى السّيدة وقل لها: هذا كتاب سيدي محرز بن خلف فاحتفظي به، ولعلّ بركته تعود علينا وعليك، فلمّا وصل الكتاب إلى السيدة طيّبته وخرزت عليه وعلّقته عليها وكانت حاملا، فقالت: لعلّ بركته تعود عليّ، فعادت بركته عليها وولدت المعزّ بن باديس بالمنصوريّة يوم الخميس لخمس مضت من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة (32)، ثم قال باديس: سبحان الله، (والذي بعثنا إلى تونس ما وصل إليها)(33)(ثم كتب من ساعته إلى العامل بتونس وأرسل إليه أن لا ينتقم من المسلمين وناول الكتاب للذي ناوله كتاب الشيخ فأخذه وعلّقه على الحمام وبعثه به فوصل الكتاب)(34) إلى تونس قبل وصول الرسول، كل ذلك في يوم واحد، فلما قدم الرسول بعث العامل إلى أهل المدينة ليعلمهم بما أمر به السلطان، فأتوه والكتاب معهم، فلمّا نظر العامل للكتاب سقط في يده وسرح أمورهم ولم يعاقب أحدا (35)، «وتوفي باديس سلخ ذي القعدة سنة ستّ وأربعمائة (36).

(32) 17 جانفي 1008 م. وانظر الوفيات 5/ 234.

(33)

في الأصول: «ومن كتب إلى تونس» والمثبت من المناقب ص: 146.

(34)

في المناقب: «وكتب من ساعته إلى تونس: قد عفا عنكم ببركة كتاب المؤدب محرز بن خلف، كتابا إلى الرسول الذي بعثه ينتقم من المسلمين، فأعطاه الذي أتى بالكتاب وعلقه على الحمام، ووصل الحمام. . .»

(35)

المناقب: ص: 144 - 147.

(36)

الوفيات: 1/ 266.10 ماي 1016 م.

ص: 365