المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها: - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

وملك تونس وأعمالها أبو الحسن المريني، ودخل تونس ثامن جمادى الآخرة من السنة المذكورة، ودخل معه ابن تافراجين، وأعطاه فرسه مسرّجا ملجّما، ودخل معه حجر القصر ومساكن الخلفاء، فطاف عليها، ودخل من القصبة إلى الرياض المتصلة (224) برأس الطّابية، فطاف على بستانه، وخرج منه إلى عسكره، وأنزل يحيى ابن سليمان بقصبة تونس بعسكره لحمايتها، ثم صرف للبلاد المغربية ولاتها، ورحل بعد مدة إلى القيروان، فزار من بها من الصّالحين / والعلماء، ثم إلى سوسة والمهدية ووقف على آثار ملوك الشّيعة وصنهاجة، ومرّ بقصر الجم ورباط المنستير، وانكفأ راجعا إلى تونس، فحلّ بها غرة رمضان من العام المذكور، ولما استوثق له ملك افريقية منع العرب من البلاد التي ملكوها بالإقطاعات، فوجسوا لذلك وتربّصوا به الدوائر وأغاروا بعض الأيام في ضواحي تونس، فاستاقوا (225) الظهر الذي كان للسّلطان في مراعيها، وتوقّعوا بأسه ووفد عليه أيام الفطر خالد بن حمزة وأخوه أحمد من أولاد أبي اللّيل، وخليفة بن عبد الله بن مسكين، وخليفة بن أبي زيد بن حكيم، وساءت ظنونهم في السّلطان، فداخلوا عبد الواحد بن اللّحياني في الخروج على السّلطان، فقبض أربعتهم لما بلغه الخبر، وأحضرهم مع عبد الواحد فأنكروا وبهتوا، ثم وبّخهم واعتقلهم، فبلغ الخبر إلى أحيائهم وانطلقوا يحزّبون الأحزاب، وينظرون فيمن يقيم الملك، وكان أولاد مهلهل أمثالهم (226) وعديلة حملهم، قد أيأسهم السّلطان من القبول لما بالغوا في نصيحة أبي حفص، فلحقوا (227) بالقفر، ودخلوا الرّمل، فركب قتيبة (228) بن حمزة وأمه ومعهم صغار (229) منادين لأولاد مهلهل بالعصبيّة، فأجابوهم، واجتمعوا بقسطيلية (230)، وتواهبوا الدماء وتوامروا فيمن ينصبوه للأمر، وكان بتوزر أحمد بن عثمان بن أبي دبّوس آخر خلفاء بني عبد المؤمن وكان خيّاطا، فجاءوا به ونصبوه للأمر، وبايعوه على الموت،

(224) في الأصول: «المتصل» وبعدها من تاريخ الدولتين «المدعوة برأس الطابية» .

(225)

كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش:«استقاموا» .

(226)

في تاريخ الدولتين: «اقتالهم» ولعل الصواب: أقيالهم.

(227)

كذا في ش وتاريخ الدولتين، وفي ط:«فلجوا» .

(228)

في الأصول: «فتية» ، والتصويب من تاريخ الدولتين ص:84.

(229)

في تاريخ الدولتين: «ظعائن ابنائهما» .

(230)

في الأصول: «قسنطينة» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: 84.

ص: 576

وزحف إليهم السّلطان أبو الحسن، فالتقوا / قرب القيروان، فغلبهم وأجفلوا أمامه، ثم رجعوا مستميتين في ثاني محرم سنة تسع وأربعين وسبعمائة (231)، وتواقفوا، واختل مصاف السّلطان، ونهبت محلّته بكل ما فيها، وكان جيشه يزيد على ثلاثين ألف فارس، ونجا السّلطان بنفسه في شرذمة قليلة، فتحصّن بالقيروان، وأخذوا بمخنقه، وكان الشّيخ ابن تافراجين وجد السّلطان أبا الحسن لم يجره على مألوفه كما كان مع السّلطان أبي بكر لقيام هذا على أمره، فكان في قلبه مرض منه، وكان العرب يفاوضونه بذلك (232)، فلما أحاط العرب بالسّلطان تحيّل ابن تافراجين في الخروج عليه، فبعثه السّلطان يتحدث مع العرب في الطّاعة، فخرج إليهم فقلدوه حجابة سلطانهم أحمد بن أبي دبّوس ودفعوه لمحاربة من بقصبة تونس ونصب المجانيق عليها فلم تغن شيئا، فجعل يحاول نجاة نفسه لاضطراب الأمور إلى أن بلغه خلوص السّلطان من القيروان إلى سوسة، وكان السّلطان داخل أولاد مهلهل وحكيما في الصّلح على أموال اشترطها لهم، فاختلف رأي العرب لذلك، ودخل إليه قتيبة (233) بن حمزة مكانه بالقيروان زعما بالطّاعة فقبله، وأطلق أخويه خالدا وأحمد، ولم يثق بهم، ثم دخل إليه محمّد بن طالب من أولاد مهلهل وجماعته فأسرى معهم إلى سوسة بعسكره فصبحها، وركب منها في البحر لتونس، وسبق الخبر إلى ابن تافراجين فتسلّل عن أصحابه وركب البحر إلى الإسكندرية في ربيع [الآخر] / فأصبحوا وقد فقدوه، فاضطربوا وأجفلوا عن تونس، ولما دخل السّلطان لتونس من البحر في ربيع الآخر أصلح أسوارها وأدار الخندق بها، ولحق أولاد أبي اللّيل وسلطانهم أحمد بن عثمان الدّبوسي بتونس ونازلوها والسّلطان بها، فامتنعت عليهم، وخلص (234) للسّلطان أولاد مهلهل، فلما أحس بهم أولاد أبي اللّيل أتوا إليه ودخل عليه كبيرهم عمر وافدا عليه في شعبان من السنة، فحبسه إلى أن يقبضوا على سلطانهم أحمد ابن عثمان الدّبوسي، فقبضوا عليه وقادوه إلى السّلطان أبي الحسن استبلاغا في الطّاعة، فقبل ذلك منهم، وأودع سلطانهم المذكور السّجن إلى أن لحق المغرب، ولحق هو بالأندلس، فأقام السّلطان أبو الحسن بتونس، ووفد عليه أحمد بن مكّي، فعقد

(231) 2 أفريل 1348 م.

(232)

في تاريخ الدولتين: «يفاوضونه بذات صدورهم من الخلاف والاجلاب» ص: 84.

(233)

في الأصول: «فتية» .

(234)

في تاريخ الدولتين: «وخلصت ولاية أولاد مهلهل للسّلطان. فلما أحس بهم أولاد أبي الليل رجعوا إلى مهادنته» ص: 85.

ص: 577

لعبد الواحد اللّحياني على الثغور الشّرقية وطرابلس وقابس وصفاقس وجربة، وسرّحه مع ابن مكي، فهلك عبد الواحد عند وصوله في الطّاعون الجارف، وعقد لابن عبّو على قسطيلية (235) وسرّحه إليها، وعقد السّلطان أبو الحسن لابنه أبي الفضل على ابنة عمر بن حمزة.

ولما وقع على السّلطان أبي الحسن في (236) القيروان ما وقع هرب بنو مرين مشاة بالمرقعات إلى المغرب فقدموا على ولده الأمير أبي عنان، وشاع الخبر أن أباه أبا الحسن توفي على القيروان، وكتب بذلك رسم شهادة (237) فيه خلق كثير من الواصلين من بني مرين، فدعا أبو عنان لنفسه فبويع بتلمسان، ثم خرج لفاس / بعد أن استعمل على تلمسان عثمان بن يحيى - كما تقدم - فعند انفصال أبي عنان دعا لنفسه وعاد ملك بني عبد الواد (238) لتلمسان، ولما قدمت الطّائفة التي كانت (239) مع أبي الحسن بافريقية بعد وقوع الهزيمة عليه قدموا ومعهم عثمان بن عبد الرّحمان بن يحيى بن يغمراسن، وجعلوه خليفة على تلمسان، فاستأمن عند وصولهم عثمان بن يحيى خائفا على نفسه من عثمان بن عبد الرّحمان فأمّنه، ثم أودعه المطبق إلى أن مات، وكان السّلطان أول قدومه من تلمسان أخرج صاحب بجاية وصاحب قسنطينة - حسبما أسلفنا - وصرفهم للمغرب، وأبقى الأمير الفضل ببلدة بونة لما غلب (240) على ظنه من عافيته وتقدمت معرفته به بمصاهرته بأخته، فلما وقعت الواقعة على أبي الحسن على القيروان كاتب الأمير الفضل أهل قسنطينة، ثم قدمها وحاصرها، فدخلها صبيحة يوم الجمعة غرّة محرم فاتح سنة تسع وأربعين وسبعمائة (241)، وقصد القصبة فأغلقت في وجهه وعمّرت أسوارها، فقصد جامع البلد وصلّى فيه الجمعة، ولم يصل فيه خليفة حفصي قبله، ثم بعث لأهل القصبة بالأمان ففتحوا له فدخلها عصر ذلك اليوم، واحتوى الفضل على أموال كثيرة في القصبة، وهي مما أتت به الوفود من الهدايا لأبي الحسن، وما

(235) في الأصول: «قسنطينة» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: 85.

(236)

في الأصول: «علي» .

(237)

في تاريخ الدولتين: «شهد فيه» .

(238)

كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش:«عبد الواحد» .

(239)

في الأصول: «ولما قدم الطائفة التي كانوا» وظاهر السياق أن هذه الطائفة من بني عبد الواد.

(240)

في الأصول: «غولب» .

(241)

1 أفريل 1348 م.

ص: 578

كان بالقصبة من المجابي، فأقام بها ثلاثة أشهر (242)، ثم تحرّك إلى بجاية فأخذها بقيام أهلها على بني مرين، وارتفع له بذلك صيت، وعزم على الرّحيل / إلى الحضرة والسّلطان أبو الحسن مقيم بها.

ولما تبيّن للأمير أبي عنان حياة أبيه خاف من عقوبته فأرسل صاحب بجاية وصاحب قسنطينة لبلديهما ليعظم الأمر على أبيه وليكونوا حائلين بينه وبين بلاده (243)، وربط معهم في ذلك ربطا فرجع كل لبلده، ورجعت البلدان لأربابها، وتوجّه الفضل من بجاية لبونة في البحر بعد أن أخذ بيده (244) وسيق للأمير أبي عبد الله الداخل عليه ببجاية، فعفا عنه ووجهه إلى بلاده بونة (245)، وذلك بشوال من سنة تسع وأربعين وسبعمائة (246)، فوجد بعض قرابته قد ثار ببونة، ولم يتم لهم ذلك، فدخل إلى قصره واستقلت (247) الثغور الغربية بأربابها وأمرائها.

وفي السنة المذكورة توفي بتونس الشّيخ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عمر المعافري المعروف بابن الحباب، كان ابن عرفة يثني عليه بتحصيل العلم وتحقيقه (248) - وهو أحد أشياخه وشيخ ابن عبد السلام أيضا - قال ابن عرفة: ولما مات ابن الحباب حضرت جنازته فكنت سادس ستة، وكان توفي ذلك اليوم السّكوني (249) فضاق الفجاج بالازدحام على نعشه لأن منزلة ابن الحباب عند العامّة لا تكون بذلك.

وفي سنة خمسين وسبعمائة (250)، انتفض (251) العرب على السّلطان أبي الحسن، واستقدموا السّلطان الفضل ابن السّلطان أبي بكر من بونة لطلب حقّه واسترجاع ملك

(242) في الأصول: «ثلاثة أيام» والتصويب من تاريخ الدولتين الذي ينقل عنه المؤلف ص: 86.

(243)

في الأصول: «بينه وبينه» والتصويب من تاريخ الدولتين.

(244)

في الأصول: «ما بيده» .

(245)

في البحر.

(246)

ديسمبر - جانفي 1248 - 1249 م.

(247)

في الأصول: «استقامت» .

(248)

قال الأبي في اكمال المعلم (شرح صحيح مسلم) 4/ 308 «ابن الحباب هذا لم يكن عارفا بالفقه وإنما كان إماما في العقليات» . وله ترجمة في كتاب تراجم المؤلفين التونسيين 2/ 84 - 87.

(249)

لعله من أسرة السكوني الاشبيلية المشهورة بالعلم، نزحت إلى تونس بعد سقوط اشبيلية بيد الاسبان وانتهاء الحكم الاسلامي بها وكان نزوحها حوالي منتصف القرن السابع.

(250)

1349 - 1350 م.

(251)

كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش:«ابتغض» .

ص: 579