الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معادن الفضة الجيدة، ومنها تخرج الفضة إلى كثير من بلاد الروم.
وبين سردانية وجزيرة قرسقة (113) مجاز طوله عشرون ميلا.
صقلية:
وأما جزيرة صقلية (114) وتوصف بسيسليا (115) فهي مثلثة الشكل، فالجهة الشرقية منها من مدينة مسينة إلى جزيرة الأرنب مائتا ميل، ومن جزيرة الأرنب إلى اطرابنش (116) أربعمائة وخمسون ميلا، وهو الوجه الجنوبي، والوجه الثالث من اطرابنش إلى الحرّاش إلى الغار مائتان وخمسون ميلا، فمساحة محيطها تسعمائة ميل، وانتهت عمارتها سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (117) إلى مائة بلد وثلاثين بلدا، وكان فتحها أسد بن الفرات - رحمه الله تعالى - وهي اليوم بيد العدو أعادها الله للاسلام.
وأول مدنها المشهورة بلرم (118)، وهي المدينة العظمى على ساحل البحر في الجانب الغربي، والجبال محدقة بها، وهي على قسمين، قصر وربض، فالقصر هو القديم المشهور، وهو في ذاته على ثلاثة أسمطة، وكل سماط مشتمل على قصور، والربض مدينة أخرى تحدق بالمدينة من جميع الجهات، وبه المدينة القديمة المسماة بالخالصة (119) التي كان بها مسكن السّلطان والخاصة في أيام المسلمين، وبها دار الصناعة للانشاء، والمياه بجميع جهات مدينة صقلية مخترقة، وعيونها جارية متدفقة، وبخارج الربض من الجهة الجنوبية منها نهر (120) عباس، وهو جار، عليه جمل من الأرحاء الطاحنة ما لا يحتاج معها إلى غيرها / وبالشرق من المدينة على مرحلة منه قلعة ثرمة (121) وبها حمتان
(113) كتبها ابن حوقل في صورة الأرض «قرشقة» ص: 113.
(114)
قال ياقوت في معجم البلدان: «بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا، وبعض يقول بالسين، وأكثر أهل صقلية يفتحون الصاد واللام» 3/ 416.
(115)
الاسم العامي لصقلية.
(116)
في ش: «اطرابش» ، في ت وط:«أطرانيش» والمثبت من معجم البلدان لياقوت 1/ 218، وكتبها:«طرابنش» عند حديثه عن صقلية 3/ 417.
(117)
1148 م.
(118)
Palerme .
(119)
أنظر عنها: إبن حوقل، صورة الأرض، بيروت 1979، ص:114.
(120)
في صورة الأرض: «وادي عباس» ص: 114.
(121)
كذا في ش وت ومعجم البلدان، وفي ط:«ثرمدة» . قال ياقوت: «بالكسر ثم بالسكون بلد في جزيرة صقلية كثيرة البراغيث شديدة الحر» .2/ 76.
متقاربتان من أجل الحمّامات، وعليها بنيان قديم الزمان، وبجانبها الغربي محل يعرف بالتّربيعة، وهو من المنازه البديعة.
وبشرقي جزيرة صقلية مدينة مسّينا، والجبال من الناحية الغربية محدقة بها، ومرساها من أعجب المراسي المتحدّث به في سائر البلاد، لأن أكبر ما يكون من السفن العظام يرسي من الشاطىء بحيث يتناول ما فيها من البر بالأيدي، ومن بلاد صقلية شكلة، وهي قلعة في أعلى جبل على البحر بنحو ثلاثة أميال، وبها العين المعروفة بعين الأوقات، ومن غريب أمرها أنها تجري في أوقات الصّلاة، وتجف في غير ذلك.
ومنها مازر واليها ينسب الإمام المازري - رحمه الله تعالى - والخراز واليها ينسب الخرّازي (122).
وأما جزيرة مليطمة، فهي توازي تونس. وفي شرقي مليطمة، قوصرة (123)، وبين قوصرة وبرّ افريقية مجرى، وقوصرة جزيرة حصينة فيها آبار وسواحل وأشجار زيتون، وهي توازي نابل، وتوازي بين الشاقة ومازر، وبينهما مجرى.
ومن قوصرة في عين الشرق جزيرة غودش، وبينهما مائة ميل وفيها مرسى مأمون.
ومن جزيرة غودش إلى جزيرة كمونة وهي كبيرة.
ومنها في شرقيها جزيرة مالطة - دمّرها الله - وهي جزيرة كبيرة وفيها مرسى مأمون / وبينها وبين (أقرب بر من)(124) صقليّة، وهو موضع يقال له أكرنتة، ثمانون ميلا، وليس بعد مالطة لناحية الشّرق والجنوب إلاّ جزيرة أقريطش.
وأما جزيرة لنبدوشة (125) فبينها وبين أقرب بر من أفريقية وهو قبودية (126) مجريان، وبالأنبدوشة مرسى مأمون يكنّ من كل ريح، ويحمل الأساطيل الكثيرة، وهذا المرسى منها في الغرب والجنوب. ومنها في جهة الشمال جزيرة لطيفة هي جزيرة الكتاب، بينهما خمسة أميال وفيما ذكرناه (127) كفاية والله سبحانه وتعالى أعلم (128) وأحكم.
(122) ذكر ابن حوقل أن عثمان بن الخراز ولي قضاء بلرم. . . صورة الأرض ص: 118.
(123)
أو قوسرة كما أشرنا.
(124)
ساقطة من ت.
(125)
Lampedusa .
(126)
بالفتح ثم بالتشديد والضم، وواو ساكنة، ودال مهملة، وياء خفيفة، معجم البلدان: 4/ 208، ويقال رأس قبودية.
(127)
بعدها في ت: «في هذا الأمر» .
(128)
في ت وط: «أعلم بغيبه وأحكم» .