الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كل فاخرة بالمجد شامخة
…
يغضى حياء لها من حسنها القمر
كما الغزال (488) من الأشراف يملكها
…
كمن كان عبد لها كالكلب يحتقر
أشؤم به من نهار البين حين بدا
…
أخذ الخليفة شر فيه مزدجر
هذا الزمان الذي كنا نحذّره
…
يا ليته ما بدا أو كان مندثر /
إسمع كلامي فعل الله قد حكمت
…
به المقادير إن الله مقتدر
واستفرغ الدمع يا قمري منتحبا
…
وقل قفا نبك هذا الدمع منهمر
إني غريب وحالي صرت تعرفه
…
ومن تغرب عن أهليه يحتقر
وصرت تكره من نفسي تلاقيها
…
أهل الصدور تخاف المل أن نظر [وا]
ثم الصلاة على المختار سيدنا
…
مدى الزمان بلا عد ولا حصر
وارض عن الآل والأصحاب كلهم
…
يا ربنا يا الاه العرش يا وتر
درغوث باشا:
وفي سنة ثمان وخمسين وتسعمائة (489) كان فتح (490) درغوث باشا (491) لمدينة طرابلس فمما نقل من رحلة العياشي (492) ما نصه: «ومما أفادنيه بعض فضلاء طرابلس من تاريخها أن العدو - دمره الله -، استولى عليها الإستيلاء الأخير سنة ست عشرة وتسعمائة بستة عشر من محرم (493)، وافتكت منهم سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، وتاريخه نقط قولك: «جاء الترك بس» (494)، وافتكها منهم درغوث باشا وكان بجربة،
(488) في ط: «الغزلان» .
(489)
1551 م.
(490)
في الأصول: «السّلطان درغوث» وأسقطنا «السّلطان» لتنافيها مع الحقيقة.
(491)
عنه وعن أعماله انظر مثلا عزيز سامح «الأتراك العثمانيون» ترجمة عبد السلام أدهم دار لبنان 1969.
(492)
هو أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي (ت.1090/ 1679 م) والرحلة العياشية، النسخة المعتمدة: طبعة ثانية مصورة بالأوفست، الرباط 1977، 1/ 66.
(493)
25 أفريل 1510 والحقيقة أنه وقع الاستيلاء على طرابلس في 25 جويلية من نفس السنة أنظر مثلا «ليبيا منذ الفتح العربي» المصدر السابق ص: 138، وكان احتلال طرابلس بأمر من فرديناند الثاني الكاثليكي (Ferdinand II le Catholique) وتمّ على يد الكونت بدرودي نافارا (Le Conte Pietro di Navarro) وفي سنة 1530 ترك شارل الخامس المعروف بشرلكان (Charles Qint) أمر طرابلس، ولم تمض فترة طويلة حتى استرجعها شرلكان ووهبها للرهبان بمالطة».
(494)
عبارة وردت في عدة مصادر وترمز إلى احتكار الأتراك العثمانيين مدينة طرابلس وترجم فيرو (Feraud) محتواها بقوله: «ما على الأتراك إلاّ أن يأتوا» .
ومراد باشا وكان بمسلاّتة (495)، وبقي بها درغوث إلى أن توفي، وقبره الآن مزار وعليه بناء عظيم».
وسبب أخذها من العدو أن مراكب المسلمين جاءت من اسلامبول (496) مددا للعمارة المحاصرة لحلق الوادي بتونس - يعني بعد قدوم خير الدّين أولا، وكان باشا العمارة سنان باشا، أخا الوزير الأعظم رستم باشا وزير المرحوم السّلطان سليمان خان - (497) فمرت بسواحل طرابلس فكلمهم أهل السواحل في اعانتهم على النّصارى فقالوا انا لم نؤمر بذلك من السّلطان، فقال لهم الباشا مراد أعينوني في هذا الأمر فإن / كانت عقوبة فأنا المؤاخذ بها دونكم، فحاصروها برّا وبحرا إلى أن أخذوها فذهب معهم مراد باشا إلى السّلطان، وقال له: إن كانت عقوبة فأنا المؤاخذ بها دون هؤلاء الأمراء، فرضي السّلطان عنه وعنهم وأكرمهم (498).
وأما أخذ النّصارى لها فذكروا لذلك قصّة غريبة، وهي أن أهل هذه المدينة فيما مضى كانوا أهل دنيا عريضة (499) فيما يقال، وليس فيهم عناء ولا لهم بالحرب خبرة، فبينما هم كذلك اذ قدمت سفن للنّصارى تجّارا بها سلع كثيرة فنزلت بالمرسى، فخرج إليهم رجلا من التجار فاشترى منهم جميع ما بأيديهم من السلع ونقد لهم ثمنها، ثم استضافهم رجل آخر فصنع لهم طعاما فاخرا، فلما قرب لهم الطعام أخذ ياقوتة ثمينة ودقّها دقّا ناعما وذرها على الطعام فبهتوا من ذلك، فلما فرغ قدم لهم دلاعا (500) فطلبوا سكينا لقطعها فلم توجد في داره سكين (501) ولا عند جاره إلى أن خرجوا للسوق فأتوا
(495) مراد آغة، وكان بك تاجوراء.
(496)
في الرحلة العياشية: «اصطنبول» وكتبها المؤلف اسلامبول أي مدينة الإسلام طبقا لما كان شائعا، وكذلك كتبها تجار أهل مدينته آنذاك حسبما تثبت الوثائق التجّارية المحفوظة بمتحف صفاقس، واسلامبول كلمة معروفة في المشرق والمغرب.
(497)
اضافة تفسيرية من المؤلف عما في رحلة العياشي.
(498)
ما أورده العياشي عن سبب احتلال طرابلس من طرف درغوث ونقله مقديش هنا يتفق مع رواية ابن غلبون في تاريخه ص: 94 وتبناه فيرو (Feraud) في حولياته، ولكن روسي يرى في كتابه «ليبيا» أن الحملة ضد طرابلس كانت مدبرة من اصطنبول وبتوجيهات من السّلطان العثماني، ص: 174، ويقف عزيز سامح الذي اعتمد وثائق عثمانية نفس الموقف في كتابه:«الأتراك العثمانيون» ص: 49.
(499)
أي موسرة.
(500)
ما يعرف في الشرق بالبطيخ الأخضر.
(501)
ذكر بعض المؤرخين هذه القصة وهي شبيهة بالأسطورة لأن المسالمة والقصور من السلاح لا يبلغ هذا الحد اذ السكين لازمة الوجود في المطبخ وغاية ما في هذه القصة أننا نفهم منها أن هؤلاء التجار كانوا جواسيس.