الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبقوله أيضا:
وما أنا منهم بالعيش فيهم
…
ولكن معدن الذهب الرغام.
ولم يفتح شيئا من البلاد، وانما قرّر القواعد ل
عبد المؤمن
، فكانت الفتوحات له».
عبد المؤمن:
«وهو عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى (101) بن مروان بن نصر بن علي بن عامر بن الأمير بن (102) موسى بن عبد الله بن يحيى بن ورنيغ (103) بن صطفور (104) بن نفور (105) بن مطماط بن هودج بن قيس عيلان بن مضر» (106)، ويقال له الكومي نسبة لقريته الكومية (107)، والقيسي نسبة لقيس عيلان (108). كان والده وسطا في قومه، وكان صانعا في عمل الطين، يعمل منه الآنية، فيبيعها، وكان عاقلا من الرجال وقورا، ابن خلكان (109): «يحكى أن عبد المؤمن في صباه كان نائما وأبوه مشتغل بعمل الطين، فسمع
(98) في ش: «وباعوا» .
(99)
كذا في الأصول وتاريخ العبر، وفي تاريخ الدولتين:«عرف الصناكي» ص: 7.
(100)
تاريخ الدولتين ص: 7.
(101)
في الأصول: «يملا» والمثبت من ابن خلدون كتاب العبر الذي ينقل عنه المؤلف 6/ 258.
(102)
في الأصول: «أبي» والمثبت من كتاب العبر.
(103)
في الأصول: «وزرايغ» والمثبت من كتاب العبر.
(104)
في الأصول: «ابن منصور» .
(105)
في ط: «تينور» وفي ش: «بنور» والمثبت من كتاب العبر.
(106)
هكذا ساق نسبه ابن خلدون نقلا عن مؤرخي دولة الموحدين 6/ 258. وقال: «وفي أسماء هذا العمود من نسب عبد المؤمن ما يدل على أنه مصنوع، اذ هذه الأسماء ليست من أسماء البربر، وانما هي كما تراه كلها عربية، والقوم كانوا من البرابرة معروفون بينهم، وانتساب مطغور إلى مطماط تخليط أيضا فانهما أخوان عند نسّابة البربر أجمع».
(107)
انظر عنها كتاب العبر 6/ 257 - 261.
(108)
فأما انتسابهم (أي البربر) في قيس عيلان فقد ذكرنا أنه غير صحيح. كتاب العبر: 6/ 258.
(109)
النقل من ترجمة عبد المؤمن صاحب المغرب بالوفيات لابن خلكان 3/ 237 وما بعدها.
أبوه دويّا من السماء، فرفع رأسه فرأى سحابة سوداء من نحل قد هوت مطبقة على الدّار، فنزلت كلّها مجتمعة على عبد المؤمن وهو نائم، فغطّته ولم يظهر من تحتها ولا استيقظ، فرأته أمّه على تلك الحالة فصاحت خوفا على ولدها، فسكتها أبوه فقالت له: أخاف عليه، فقال: لا بأس عليه، بل إني متعجّب ممّا يدل عليه ذلك، ثم غسل يديه من الطّين ولبس ثيابه ووقف ينتظر ما يكون من أمر النّحل، فطار عليه بأجمعه، فاستيقظ الصّبي وما به من ألم، فتفقّدت أمه جسده فلم تر به أثرا، ولم يشك لها ألما، وكان بالقرب منهم رجل معروف بالزّجر، فمضى أبوه إليه فأخبره بما رآه من النّحل مع ولده، فقال الزّاجر: يوشك أن يكون له شأن / يجتمع على طاعته أهل المغرب، فكان من أمره ما اشتهر» (110) اهـ يعني من فتح البلاد، وتطويع العباد بأرض المغرب، وقد تقدّم كيفية انقراض دولة الملثّمين على يديه، وفتح البلاد من وهران لمرّاكش، وأخذه لمرّاكش أوائل سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة (111)، «وكانت هذه الغزوة المشتملة على هذه الفتوح من أربع وثلاثين إلى إحدى وأربعين (112)، واستوثق له الأمر وامتد ملكه إلى المغرب الأقصى والأدنى وكثير من بلاد الأندلس» (113).
ومن أعظم فتوحاته فتح المهدية والبلاد الساحلية من أيدي الكفّار حسبما يأتي تفصيل ذلك في الباب الذي يلي هذا إن شاء الله تعالى.
«وقدم على (114) عبد المؤمن بمرّاكش وفد اشبيلية يقدمهم القاضي أبو بكر بن العربي - بعد قتل ولده عبد الله في فتح اشبيلية - فقبل طاعتهم وانصرفوا بالجوائز والاقطاعات لجميع (115) الوفد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة (116)، وتوفي القاضي أبو بكر في طريقه في جمادى الآخرة من سنة اثنتين وأربعين (117)، عند وصوله إلى مدينة فاس فدفن بروضة الجياني (118) بفاس وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل توفي في سابع ربيع
(110) الوفيات 3/ 238.
(111)
1147 م.
(112)
تاريخ الدولتين ص: 7.
(113)
الوفيات 3/ 239.
(114)
رجع إلى النقل من تاريخ الدولتين ص: 8.
(115)
كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش:«بجميع» .
(116)
1147 - 1148 م.
(117)
في الاستقصا: «سنة ثلاث وأربعين» .
(118)
في تاريخ الدولتين: «الجياشي» «دفن خارج باب المحروق منها (أي فاس) بتربة القائد مظفر وقبره مزار إلى الآن وعليه قبة حسنة» الاستقصا 2/ 105. وفي الوفيات 5/ 239 «وقيل، أنه حمل إلى تين مل. . . ودفن هناك والله أعلم».
الأول، وقيل في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين، وقيل إنه سمّ ما بين فاس وسبتة، قال ابن الدباغ: بقي يفتي أربعين سنة.
وفي سنة إثنتين وأربعين المذكورة توفي القاضي الامام / أبو محمد عبد الحق بن غالب المعروف بابن عطيّة مفسر القرآن العظيم، وقال الغبريني في «عنوانه» إنه توفي سنة إحدى وأربعين، قال الشّيخ القاضي المفتي أحمد بن محمد القلجاني (119) إن بعض الأدباء دخل محلة عبد المؤمن فوجد أهل المرية يشكون قاضيهم الامام أبا محمد عبد الحق ابن غالب وينسبونه إلى الزندقة فأنشد:
[بسيط]
قالوا تزندق عبد الحق قلت لهم
…
والله ما كان عبد الحق زنديقا
أهل المرية قوم لا خلاق لهم
…
يفسّقون قضاة الحق (120) تفسيقا
وفي ليلة الجمعة سابع جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وخمسمائة (121)، توفي القاضي أبو الفضل عياض بمرّاكش، وقيل في شهر رمضان، وقيل سنة اثنتين وأربعين، ومولده بسبتة منتصف شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة (122)، وقيل سنة خمس (123)، وولي قضاء سبتة سنة خمس وعشرين وخمسمائة (124)، ثم انتقل لقضاء غرناطة في صفر سنة إحدى وثلاثين، وصرف عنها في رمضان من عام ثلاث (125) وثلاثين، وأعيد لقضاء سبتة سنة تسع وثلاثين (126)، وقيل إنه لمّا ولي قضاء قرطبة ولم يطل مقامه بها، ثم أعيد لها، ثم أعيد لبلده.
ولمّا اجتمع بالخليفة عبد المؤمن وجده (127) تغير عليه، فاستعطفه بالمنظوم والمنثور
(119) كذا في تاريخ الدولتين، والقلشاني ضبط صحيح نسبة إلى قرية قلشانة ويقال قلجانة.
(120)
في تاريخ الدولتين: «العدل» .
(121)
12 أكتوبر 1149 م.
(122)
27 ديسمبر 1083 م «قاله ابن بشكوال وحفيده» تاريخ الدولتين ص: 10.
(123)
عن ابن سعيد انظر تاريخ الدولتين ص: 10.
(124)
1130 - 1131 م.
(125)
في الأصول «اثنين» والمثبت من تاريخ الدولتين التي ينقل عنها المؤلف ص: 10. ماي 1139 م.
(126)
1144 - 1145 م.
(127)
كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش:«وجد» .