المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقالة السّادسة في ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم ‌ ‌بنو - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌ ‌المقالة السّادسة في ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم ‌ ‌بنو

‌المقالة السّادسة

في ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

‌بنو أميّة:

ولمّا انقرضت دولة بني أميّة من المشرق، وانتقل بعض من أفلت منهم إلى المغرب كان / منهم عبد الرّحمان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ويسمّى صقر (1) بني أميّة، وكانت أمّه بربرية اسمها راح نفزية (2)، فلحق بأخواله من نفزة (3) وكتب إلى من بالأندلس من صنائعهم، ثم لحق بهم وملك الأندلس في السّنة الثّامنة أو التّاسعة والثلاثين ومائة (4)، وأقام بالأندلس ملكا كبيرا له ولعقبه، وتوفي لخمس بقين من ربيع الآخرة في سنة اثنتين وسبعين ومائة (5).

وولي بعده ولده هشام، فكان ملكا جليلا صالحا متقشّفا، وغزا وفتح الكثير، ولم تطل أيامه فهلك في صفر سنة ثمانين ومائة (6).

وولي بعده ولده الحكم ولقب «بالرضي» ، وقام عليه أهل الرّبض (7)، فأظفره

(1) فسرها المؤلف في طرة كتابه «بالبازي» .

(2)

من برابرة طرابلس، كتاب العبر 4/ 262.

(3)

في كتاب العبر: «نفرة» .

(4)

بالنسبة لابن خلدون في خلافة أبي جعفر المنصور 138/ 755 - 756.

(5)

2 اكتوبر 788 م.

(6)

افريل 796 م.

(7)

بعدها في ط: «الربض القبلي من قرطبة لأمور أنكروها عليه وكاثروه وكادوا يأتون عليه» ، انظر عنها كتاب العبر 4/ 274.

ص: 421

الله بهم، ووضع السيف فيهم ثلاثة أيام، وتوفي لأربع بقين من ذي الحجة سنة ست ومائتين (8).

وولي الأمر بعده عبد الرحمان ولده (9)، وهو أول من فخم الملك بالأندلس، ونوّه الألقاب، واستكثر الوزراء، ثم توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين (10).

وولي بعده محمّد، فكان ملكا كبيرا شبيها بعبد الملك بن مروان، وكان آية في تحقيق الحساب، آخذا بحظ من الشعر والكتابة، وتوفي في ربيع الأول (11) سنة ثلاث وسبعين ومائتين (12).

وولي بعده ولده المنذر، وكان شهما حازما، ومات محاصرا ابن حفصون (13).

وولي بعده أخوه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان، وكان عفّا فاضلا، وفي أيامه تناهت الفتنة (14)، وضاقت عليه الحضرة / واشتدّ عليه كلب ابن حفصون (15)، فشمّر وبرز بمن معه ففتح الله عليه، واستوسقت له الطاعة، وابن حفصون هذا هو عمر بن حفصون كان أبوه من مسلمة أهل الذمة، وكان شجاعا ثائرا، اشتهر وضمّ إليه الأشرار، وملك مدينة يشتر (16)، وانقادت إليه الجهات، وتمادى الأمر فيه وفي عقبه أزيد من تسعين سنة شقيت بهم المروانية ما شاء الله.

ولمّا توفي عبد الله (17) تولى الأمر بعده حفيده عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله، النّاصر لدين الله، وكانت الأرض تضطرم نارا وشقاقا، فأخمد نيرانها، وسكّن زلزالها، وتسمّى «بأمير المؤمنين» ، وكان كثير الغزو، فأوقع الرّوم عليه هزيمة تسمّى وقعة الخندق، ثم (18) أغزى قوّاده، ففتح الله عليه فتوحات كثيرة، وطال عمره، فبنى

(8) في الأصول: «ست وثمانين ومائة» والمثبت من كتاب العبر 4/ 277 وغيره 12 ماي 823 م.

(9)

ويعرف بعبد الرحمان الأوسط.

(10)

سبتمبر - أكتوبر 852 م.

(11)

بالنسبة لابن خلدون في «صفر» كتاب العبر 4/ 287.

(12)

أوت - سبتمبر 886 م.

(13)

بجبل يشتر سنة خمس وسبعين ومائتين لسنتين من امارته.

(14)

ينعتهم ابن خلدون بالثّوار، وأولهم ابن مروان ببطليوس وأشبونة، انظر كتاب العبر 4/ 288.

(15)

انظر عن نسبه وثورته كتاب العبر 4/ 292.

(16)

في الأصول: «مدينة بيشتر» والمثبت من كتاب العبر، وجبل يشتر من ناحية رية ومالقة 4/ 292.

(17)

في آخر المائة الثالثة من شهر ربيع الأول، العبر 4/ 298.

(18)

«ولم يغز الناصر بعدها بنفسه» انظر كتاب العبر 4/ 309.

ص: 422

مدينة الزّهراء، وله الأثر في مسجد قرطبة وجسرها وغير ذلك (19)، وكانت وفاته سنة خمسين وثلاثمائة (20).

وولي الأمر بعده ولده الحكم بن عبد الرحمان الملقب «بالمستنصر بالله» أبو العاص، ولي الملك [وهو] ابن خمسين سنة، وبلغ من تناهي الجلالة وحسن السّيرة وبراعة العلم وتخليد الآثار ما لم يبلغه أحد من قومه، ثم توفي سنة ست وستين وثلاثمائة (21).

وبويع بعده لولده هشام المؤيد وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وعليه انشقت عصا الأمّة، عقد له البيعة أبو عامر محمّد بن أبي عامر المعافري، وجرت عليه / حجابته وحجابة ولديه من بعده إلى أن مضى لسبيله، ولم تتحقق وفاته (22).

وهذا محمّد ابن أبي عامر تلقب «بالمنصور» (23)، وكان صاحب السّياسة المشهورة، والغزوات العظيمة التي دوّخ بها البلاد، وروّع الأقطار، وسبى المدن، ذكر أنه انصرف من غزوة سمورة بتسعة آلاف فارس من السبي.

ولمّا توفي تولى الحجابة بعده ولده المظفر عبد الملك، فاقتفى سيرة أبيه في الجهاد والفتوحات العظيمة، وتوفي منصرفا من غزوته لشانجة بن غرسية ملك جليقية في صفر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة (24).

وتولّى الأمر بعده أخوه عبد الرحمان بن أبي عامر الملقّب «بشنجوال» ثم قتل لما وثب ابن عبد الجبار بالخلافة، وانقضت الدّولة العامرية، وانقضت بقضائها دولة الجماعة.

وابن عبد الجبار هذا هو المهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمان النّاصر لدين الله (25)، وكان مقداما جسورا.

فلمّا توفي عبد الملك بن أبي عامر - المتقدّم الذكر -، وخرج أخوه عبد الرحمان

(19) عن مباني الناصر انظر كتاب العبر 4/ 311 - 312.

(20)

في الأصول: «خمس وأربعين» والمثبت من كتاب العبر 4/ 312 والمختصر لأبي الفداء 2/ 102.961 - 922 م.

(21)

976 - 977 م.

(22)

في ط: «ولما تحقق وفاته» . قتل هشام حوالي سنة 403 هـ اثر الحرب التي تواجه فيها المهدي والمستعين، انظر كتاب العبر 4/ 327.

(23)

عنه وعن أعماله انظر كتاب العبر 4/ 318 - 321.

(24)

اكتوبر 1008 م. بمدينة سالم منصرفا من بعض غزواته، كتاب العبر 4/ 321.

(25)

انظر ثورة المهدي، كتاب العبر 4/ 323 - 324.

ص: 423

إلى غزواته وخلى البلد من الجند، وثب هو (26)، فملك القصر وأخذ بيعة النّاس لنفسه، وبلغ الخبر ابن أبي عامر فقفل ظانّا أن الريح تنشاله، فقتل لمّا خذله النّاس.

فلمّا استوسق الأمر للمهدي أظهر جنازة ادّعى أنها جنازة هشام، وخالف أمراء عسكره البربر، فنافروه، وبايعوا سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمان النّاصر [ولقّبوه بالمستعين بالله](27) واستعان بالجلالقة (28)، / وقصد قرطبة فنالها، ولم يطق المهدي مدافعته فاتّقاه بالانخلاع، وأخفى نفسه إلى أن لحق بطليطلة، فاستجاش أيضا بجمع الرّوم (28) وزحف إلى قرطبة فكان له الظّهور على سليمان، وجمع البربر وأزعجهم، فانتدبوا إلى حوز الخضراء، وخيّموا بوادي جازوت (29) يرومون الجواز إلى بلادهم، وتبعهم عقب الظّهور عليهم المهدي، وناجزهم الحرب فاستماتوا واستبصروا في حربه، فنصرهم الله عليه، وهزموه أقبح هزيمة (30)، وتبعوه إلى قرطبة وحاصروه واختلّت أحواله، وأعملت عليه الحيلة، فقتل.

وأخرج هشام المؤيّد للناس فلم يستقم الأمر [وقتل](31).

واستولى سليمان بن الحكم أمير البربر على الخضراء فظهر عليه علي بن حمّود بن ميمون بن علي بن عبيد الله بن عمر بن أدريس بن أدريس بن حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - يقال إن هشاما المحجوب لمّا شعر بالهلاك خاطب ابن حمّود بسبتة يستنصر به ويقلّده دمه والطّلب بثأره، ويفضي إليه بعهده، فتحرّك سنة خمس وأربعمائة (32) وبرز إليه سليمان بن الحكم فانهزم سليمان وقبض عليه وعلى أخيه وأبيه وسيقوا إلى علي بن حمّود فضرب أعناقهم بيده وفاء لهشام.

وتمّت البيعة لعلي بن حمّود، وكان فظّا شديدا، اغتاله صبيته من مماليكه الصقالبة في الحمّام، فقتلوه غرة ذي القعدة من سنة ثمان وأربعمائة (33).

(26) أي المهدي.

(27)

اضافة من كتاب العبر 4/ 325.

(28)

النصرانيون أصحاب جليقية (Galice) وهي مقاطعة في الشمال الغربي من اسبانيا.

(29)

في ش: «يارود» .

(30)

عن الخلاف والحروب بين المهدي والمستعين، انظر مثلا كتاب العبر 7/ 324 - 328.

(31)

اضافة للايضاح.

(32)

1014 - 1015 م.

(33)

مارس - أفريل 1018 م.

ص: 424

وتولّى أمره من بعده أخوه القاسم، ثم نازعه يحيى بن علي بن حمّود / وفرّ من قرطبة وتملّكها منهم طائفة كثيرة، فاجتمع الموالي العامريون بشرق الأندلس على مبايعة عبد الرّحمان بن محمد الملقّب «بالمرتضي» وتحركوا به فنزلوا غرناطة وبها أمير صنهاجة فناجزهم الحرب فهزمهم، وقتل الخليفة المرتضي، ولمّا أعيى الناس نزاع بني حمّود بقرطبة بايعوا من بقايا المروانيّة أبا البقاء عبد الرحمان بن هشام بن عبد الجبّار، وكان ذكيّا أديبا بارعا، ولم يكن له عيب إلاّ أن نقم العامّة عليه لايواء طائفة من البربر، فوثبوا عليه ولم يشعر إلاّ وقد تسوّروا عليه من فوق حيطان القصر، فقتل وبويع لابن عمّه «المستكفي» وهو محمّد بن عبد الرحمان [بن عبيد الله بن] النّاصر، فلم يضطلع بالأمر، وأخلد إلى الرّاحة فضعف أمره، واتّفق الملأ على خلعه فخرج على وجهه مستترا، فهلك بحصن أقليش (34)، وكانت دولته سبعة عشر شهرا (35).

فقام [وصار أهل قرطبة إلى طاعة المعتلي، ثم نقضوها وبايعوا](36) هشام بن محمد من ولد النّاصر أخو المرتضي (37) وكان مقيما بحصن البنت لجأ إلى أميره (38) عند هلاك أخيه المرتضي وبويع (39) له بقرطبة سنة عشرين وأربعمائة (40)، واستدعي من حيث ذكر، وتقلّد الأمر في سنّ الشّيخوخة وقعد على سرير الملك، ثم اجتمع الملأ على خلعه، وهو آخر الأمويين (41).

(34) في كتاب العبر: «هلك بمدينة سالم» 4/ 332.

(35)

انظر كتاب العبر 4/ 332.

(36)

اضافة للإيضاح، العبر 4/ 332.

(37)

هو المعتمد.

(38)

هو عبد الله بن قاسم الفهري.

(39)

بايعه أهل قرطبة بمكانه من الثغر المذكور (أي حصن البنت) يوم الأحد لخمس بقين من ربيع الآخر سنة 418، وأقام كذلك سنتين وسبعة أشهر وثمانية أيام، فخطب له بقرطبة غائبا عنها، ثم أتى قرطبة في سنة 420. ولم تطل مدته فخلع. . . لسان الدّين بن الخطيب، أعمال الاعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الاسلام، تحقيق وتعليق أ. ليفي بروفنسال، دار المكشوف، بيروت، ط.2 آذار 1956، ص:138.

(40)

1029 م.

(41)

المعتز هو آخر خلفاء بني أمية بالأندلس، العبر 4/ 343.

ص: 425