الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان عالما فاضلا شجاعا محسنا ذكيا فطنا.
توفي (22) يوم الخميس غرة محرم سنة ثماني عشرة وستمائة (23) بتونس، ودفن بقصبتها (24) بعد صلاة الصبح.
أبو العلا ادريس
.
فتولى بعده السّيد أبو العلا ادريس بن يوسف بن عبد المؤمن من الموحدين، وتوفي بتونس في شهر شعبان من سنة عشرين وستمائة (25)، وكان ابنه السّيد أبو زيد المشمر بالقيروان فلما بلغه مهلك أبيه انكفأ راجعا الى تونس، ولما خرج العادل من الأندلس حين خلع عبد الواحد بن يوسف عبد المؤمن أخا المنصور المخلوع، وعقد البيعة للعادل صاحب مرسية - حسبما مرّ - جاز العادل الى العدوة فلقيه أبو محمد عبد الله المعروف (26) بعبّو ابن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص الذي استخلفه النّاصر فولاّه افريقية وكتب للسّيد أبي زيد المشمّر ابن عمه أبي العلا ادريس بالقدوم عليه بمراكش، فارتحل ووصل أبو محمد عبّو لتونس، فأبو محمد عبد الله عبو هو ثاني الحفصيين، فقدم لتونس وبين يديه أخوه المولى الأمير أبو زكرياء يحيى يوم السبت سابع عشر ذي القعدة من عام
(19) نقل من تاريخ الدولتين ص: 18.
(20)
في الأصول وفي المؤنس: «ابن بخيل» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: 18 وغيرها. وهو محمد بن ابراهيم بن عبد العزيز بن نخيل الأندلسي، أبو عبد الله، نزيل تونس، الأديب، الكاتب، المؤرخ. أنظر مثلا ترجمته محمد محفوظ: تراجم المؤلفين. . .5/ 25.
(21)
10 ماي 1207 م وما بين الظفرين أخذه من رحلة التجاني ص: 363.
(22)
تاريخ الدولتين ص: 19.
(23)
25 فيفري 1221 م.
(24)
داخل القصبة قرب مغارة كان يتعبد فيها، ولم تزل معروفة يتبرك بها، ويزار قبره إلى عهد الزركشي، وعفاه الترك في وقائع القصبة. (إتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف) 2/ 127، ط. وزارة الشؤون الثقافية تونس 1963.
(25)
سبتمبر 1223 م.
(26)
ساقطة من ش.
ثلاثة وعشرين وستمائة (27)، فلمّا استقر بتونس عقد لأخيه المولى أبي زكرياء يحيى المذكور على مدينة قابس وأضاف اليه الحامّة وسائر تلك البلاد، وعقد لأخيه أبي ابراهيم على توزر ونفطة وسائر بلاد قسطيلية (28)، فلم يزل المولى أبو زكرياء وليا على قابس وأعمالها، الى أن وقعت بينه / وبين أخيه أبي محمد عبّو وحشة عزله بسببها عن قابس وأعمالها، وأمر أخاه أبا ابراهيم صاحب قسطيلية (28) بالسّير إلى قابس والقبض عليه، فسار إليه فبلغه في أثناء طريقه أن المولى أبا زكرياء يحيى كتب بيعته للمأمون من بني عبد المؤمن، فنكب أبو ابراهيم عن قابس الى المهدية، وخاطب أخاه أبا محمد عبّو بذلك، فلما قتل الموحدون العادل بمراكش، وبويع بعده للمعتصم، قام أبو العلا ادريس الملقب بالمأمون وهو أخو العادل، وكان باشبيلية فدعا لنفسه باشبيلية - حسبما مرّ - فخلع الموحدون المعتصم، وبايعوا المأمون بفاس وتلمسان، وسبتة، فبعث (29) المأمون لصاحب افريقية أبي محمد عبّو ليأخذ له البيعة، فتوقف وظن أنها مكيدة عليه وقال للرسول: نحن مقيمون على بيعة العادل، فاذا تحققنا موته بايعنا أخاه، فرجع الرّسول بلا بيعة ولا جواب ولا كتاب فلما بلغ الرسول للمأمون بلا كتاب ولا جواب كتب إلى الأمير أبي زكرياء يحيى ابن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص، وكان اذ ذاك واليا على قابس بالولاية على افريقية، فكان أبو زكرياء يحيى ثالث الحفصيين وأمر المأمون أبا زكرياء بخلع عبّو وعزله لأجل امتناعه من بيعته، فبادر أبو زكرياء يحيى بالبيعة للمأمون، فاتصل ذلك بأخيه أبي محمد عبّو، فخرج من تونس متوجّها اليه فلما وصل القيروان جمع من معه من / أشياخ الموحدين وعرّفهم بما عزم عليه من قتال أخيه فأظهروا الكراهية لذلك لمحبّتهم في المولى أبي زكرياء، واعتذروا له فلم يقبل منهم، وقاموا قيام رجل واحد عليه ورجموه بالحجارة، فقام أولاده دونه يقونه بأنفسهم الى أن دخل فسطاطه، فوجّه النّاس أشياخا منهم إلى المولى أبي زكرياء يحيى يعرّفونه بذلك، ويطلبون منه المبادرة بالوصول، فبادر المولى أبو زكرياء الخروج صحبة أولئك الأشياخ، وتسلّم العسكر من أخيه [وسار](30) الى تونس وحمل أخاه محتاطا عليه فأدخله ليلا الى القصر المعروف بقصر ابن فاخر فاعتقله به.
(27) 9 نوفمبر 1226 م.
(28)
في الأصول: «قسنطينة» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: 21، وقسطيلية هي الجريد.
(29)
هذه الأحداث اي اعتقال أبي زكرياء أخاه نقلها المؤلف من تاريخ الدولتين ص: 22 - 23.
(30)
إكمال من تاريخ الدولتين.