المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو زكرياء يحيى: - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌أبو زكرياء يحيى:

‌أبو زكرياء يحيى:

وكان دخول المولى أبي زكرياء يحيى لتونس يوم الأربعاء الرابع والعشرين لرجب من سنة خمس وعشرين وستمائة (31) ولم يكن أهم لديه من القبض على أبي عمرو (32) كاتب أخيه فأخذه وبسط عليه العذاب إلى أن مات ورميت جثته، وكان يغري أخاه به، ثم إن الأمير أبا زكرياء وجّه بأخيه أبي محمد عبو إلى المغرب في البحر.

ثم إن المأمون بعث عمّالا لتونس، فأنف من ذلك المولى أبو زكرياء يحيى المعتصم ابن النّاصر من بني عبد المؤمن، وهو حينئذ المنازع للمأمون في الخلافة بمراكش، وكتب المولى أبو زكرياء الحفصي إلى جميع بلاد افريقية بخلع أبي العلا المأمون، ثم أسقط المولى أبو زكرياء اسم المعتصم من الخطبة في بلاد افريقية، / واقتصر على الدّعاء للمهدي وللخلفاء الراشدين، وكان ذلك أول درجة في الاستبداد، وذلك أول سنة سبع وعشرين وستمائة (33)، وسمّى نفسه بالأمير وكتبه في صدر كتبه، ولم يتعرّض لذلك في الخطبة سياسة منه واختبارا لأحوال افريقية، ثم أخذ لنفسه البيعة في العام المذكور بتونس وبلادها (34)، وكتب علامته:«الحمد لله والشكر لله» وأبقى اسم المهدي في الخطبة وغيرها، ولم يذكر اسمه هو في الخطبة.

وكان فقيها (35) عارفا ظريفا له شعر كثير مدوّن مع الجزالة في الأمر، وصلحت به البلاد، ورخصت الأسعار، وأمنت الطرق، وجمع من الأموال والسلاح ما لا جمعه أحد.

وفي السّنة المذكورة بنى المصلّى خارج باب المنارة من تونس، ولما استقل المولى أبو زكرياء بتونس، وخلع بيعة بني عبد المؤمن نهض إلى قسنطينة في سنة ثمان وعشرين

(31) 30 جوان 1228 م.

(32)

طرأ من الأندلس، واستكتبه أبو محمد فغلب على هواه، وكان يغريه بأخيه (تاريخ ابن خلدون 6/ 593 - 594).

(33)

نوفمبر 1229 م.

(34)

عما يتعلق بالأمير أبي زكرياء وأخيه عبو إلى أن استبد بالإمارة نقله المؤلف من تاريخ الدولتين ص: 21 - 24 مع حذف ما له صلة بأخبار المغرب الأقصى.

(35)

تاريخ الدولتين ص: 25 وانظر اتحاف أهل الزمان 1/ 156، وترجم له ابن شاكر الكتبي (ت.764) في فوات الوفيات 2/ 632 - 633 تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد القاهرة 1951.

ص: 546

وستمائة (36) فنزل ساحتها وحاصرها أياما، ثم داخله ابن علناس في شأنها، وأمكنه من غرتها، فدخلها وقبض على واليها، وولى عليها ابن النعمان، ورحل إلى بجاية ففتحها، وقبض على واليها وصيّره مع والي قسنطينة إلى المهدية معتقلين، وبعث معهما معتقلا [إلى المهدية](37) محمد بن جامع وابن أخيه جابر بن عون (38) بن جامع من شيوخ مرداس بن عوف، وابن [أبي] الشيخ ابن عساكر من شيوخ الذواودة فاعتقلوا جميعا / بمطبق (39) المهدية.

وكان أبو عبد الله ابن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص - ويسمّى اللحياني لكبر لحيته - هو صاحب أشغال بجاية، فلما افتتحها أخوه المولى أبو زكرياء صار في جملته فولاّه بعد ذلك الولايات الجليلة، وكان يستخلفه بتونس في مغيبه (40).

وفي ليلة الإثنين السادسة عشرة لشعبان من سنة ثمان وعشرين وستمائة (41) توفي بتونس الشيخ الصّالح أبو سعيد خلف بن يحيى التّميمي (42) ودفن بجبانته المعروفة في جبل المرسى بمقربة من المنارة، وكان مولده سنة إحدى وخمسين وخمسمائة (43)، فعمره سبع وسبعون سنة.

وفي سنة تسع وعشرين وستمائة (44)، ابتدأ السّلطان أبو زكرياء ببنيان جامع القصبة بتونس، وجدّد رسوم القصبة، ولما كملت الصّومعة بالبناء في رمضان سنة ثلاثين وستمائة (45)، صعد إليها ليلا وأذّن فيها بنفسه وفرغ من بنائه مسجد القصبة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (46).

(36) 1230 - 1231 في ابن خلدون سنة ست وعشرين 6/ 595 والمؤلف تابع لما في تاريخ الدولتين ص: 25 ولعل هذا التاريخ هو الصحيح لأن رسوخ القدم واختيار الأحوال يستدعي فترة من الزمن والمؤلف ناقل لعبارات الزركشي بنصها.

(37)

إكمال من تاريخ الدولتين ص: 25.

(38)

في الأصول: «عبون» والتصويب من تاريخ الدولتين.

(39)

في الأصول: «بمطيف» والتصويب من تاريخ الدولتين.

(40)

عن احتلال قسنطينة وبجاية والإعتقال بمطبق المهدية نقله المؤلف حرفيا من تاريخ الدولتين ص: 25.

(41)

19 جوان 1231 م.

(42)

هو الباجي.

(43)

1156 - 1157 م.

(44)

1231 - 1232 م.

(45)

جوان - جويليه 1233 م.

(46)

1235 - 1236 م.

ص: 547

وفي سنة أربع وثلاثين وستمائة (47) ذكر المولى أبو زكرياء نفسه في الخطبة بعد ذكر الإمام المهدي مقتصرا عليه، وبويع البيعة الثانية التّامة التي لم يتخلّف فيها أحد من الناس، ولم يتسم بأمير المؤمنين.

وبايعه أهل بلنسية في رابع محرّم فاتح سنة ست وثلاثين وستمائة (48)، ولما وقعت عليهم وقعة كبيرة، وضيّق عليهم / العدو أنشده ابن الأبّار بين يديه قصيدة منها بيتان (49) وهما:

[بسيط]

أدرك بخيلك أرض الله أندلسا

إن السبيل إلى منجاتها اندرسا

وهب لها من عزيز النّصر ما التمست

فلم يزل منك عز النّصر ملتمسا

فعاجلهم المولى أبو زكرياء في الوقت بما أمكنته المبادرة إليه من طعام وإنعام، وكانت قيمته مائة ألف دينار، فأعجل تغلّب الرّوم عليها عن تمام نصرته لهم.

وفي العام المذكور تجهّز المولى أبو زكرياء من تونس يؤم بلاد زناتة بالمغرب الأوسط فسار إلى بجاية، ثم ارتحل إلى الجزائر فافتتحها وولى عليها من قبله، ثم نهض إلى بلاد مغراوة، فأطاعه بنو منديل وتجاهر بنو توجين بالخلاف، فأوقع بهم وقبض على رئيسهم عبد القوي بن العباس (50) واعتقله وبعثه إلى تونس، وأقبل راجعا إلى حضرته، وعقد في رجوعه على بجاية لابنه الأمير أبي يحيى وأنزله بها.

وفي يوم الخميس الثاني لشهر رجب من سنة ثمان وثلاثين وستمائة (51) كتب المولى أبو زكرياء صاحب تونس عهده لولده الأمير أبي يحيى زكرياء صاحب بجاية وخطب له على جميع بلاد افريقية.

وفي شهر شوال من سنة تسع وثلاثين وستمائة (52) تحرك الأمير أبو زكرياء صاحب تونس إلى تلمسان في جيش جملته أربعة وستون ألفا من الفرسان فحاربها حتى أخذها

(47) 1236 - 1237 م.

(48)

17 أوت 1238 م.

(49)

قصيدة طويلة وهي ستة وستون بيتا والبيتان من طالعها ذكرهما الزركشي في تاريخ الدولتين ص: 27 والمؤلف ناقل عنه ص: 28.

(50)

في الأصول: «الباسي» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: 28.

(51)

17 جانفي 1241 م.

(52)

أفريل 1242 م.

ص: 548

عنوة في شهر ربيع الأول من سنة أربعين (53) من باب كشّوط، ولما رأى صاحبها يغمراسن بن زيان / بن عبد الوادي أنه قد أحيط بالبلد قصد باب القصبة لابسا [سلاحه](54) في خاصّته فاعترضته عساكر الموحدين فقصد نحوهم وجدل بعض أبطالهم، فأفرجوا له ولحق بالصحراء، وافتتحت جيوش الموحدين تلمسان من كل حدب، وعاثوا فيها، ثم لما تجلّى غشاء تلك الهيعة أعمل المولى أبو زكرياء نظره فيمن يقلّده أمر تلمسان والمغرب الأوسط، وكان يغمراسن قد أرسل للمولى أبي زكرياء راغبا في القيام بدعوته بتلمسان فخاطبه المولى أبو زكرياء بالإسعاف واتّصال اليد على صاحب مراكش، ووفدت أم يغمراسن واسمها «سوط النساء» بالاشتراط والقبول، فأكرم موصلها وأسنى جائزتها، وأحسن وفادتها، ثم ارتحل المولى أبو زكرياء يحيى إلى تونس بعد ردّ يغمراسن إلى بلاده تلمسان، فكانت غيبته تسعة أشهر.

وفي سنة ست وأربعين (55) توفي ببجاية الأمير أبو يحيى زكرياء (56) صاحب بجاية، فكتب السلطان العهد لولده المستنصر (57)، عوضا عن أخيه.

وفي ليلة الجمعة الثامنة والعشرين لجمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وستمائة (58) توفي المولى أبو زكرياء يحيى صاحب تونس في محلته بظاهر بونة، ودفن غدا بجامعها إلى جانب الشيخ الصّالح أبي مروان، ثم نقل بعد ذلك إلى قسنطينة ودفن بها، وكانت ولادته بمراكش سنة تسع وتسعين وخمسمائة (59)، فكان عمره تسعا وأربعين سنة، وخلافته بتونس عشرون سنة [ونصف السنة](60).

(53) سبتمبر 1242 م.

(54)

الإكمال من تاريخ الدولتين ص: 29.

(55)

1248 - 1249 م.

(56)

ابن أبي زكرياء يحيى «صاحب تونس» تاريخ الدولتين ص: 30.

(57)

في الأصول: «المنتصر» والتصويب من تاريخ الدولتين.

(58)

7 أكتوبر 1249 م.

(59)

1202 - 1203، وقد أقرّه برونشفيك (R. Brunschvig) في أطروحته «بلاد البربر الشرقية تحت حكم الحفصيين» (La Berberie Orientale sous les Hafsides) ، باريس 1940، 1/ 20: أما في تاريخ الدولتين وقد خالفه المؤلف مع أنه ينقل عنه فإنه ولد سنة «سبع وتسعين وخمسمائة» فإن اعتبرنا هذا التاريخ وكانت وفاته وله من العمر تسع وأربعون سنة فإن ميلاده يكون سنة 597 لا سنة 599 كما ذكر مقديش.

(60)

اكمال من تاريخ الدولتين، وعن حركة أبي زكرياء إلى تلمسان ووفاته ببونة نقله المؤلف من تاريخ الدولتين ص: 29 - 32.

ص: 549