المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه: - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ١

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌المقدمة:

- ‌المقالة الأولى[في تحديد المغرب برا وبحرا وأسماء البلدان]

- ‌الباب الأولفي تحديد المغرب برا وبحرا

- ‌البحر المظلم:

- ‌الحدود البرية للمغرب:

- ‌حفر الزقاق:

- ‌المدّ والجزر:

- ‌حدود البحر الشامي:

- ‌الباب الثانيفي الكلام على ضبط بر المغرب الأقصى وما يليه من الغرب الأوسط وذكر ما فيه من البلاد والعباد

- ‌البربر وأصولهم وافريقية وتسميتها:

- ‌نول لمطة:

- ‌آزكّي:

- ‌سجلماسة:

- ‌درعة:

- ‌السّوس:

- ‌جبل درن:

- ‌أغمات وريكة:

- ‌مراكش:

- ‌نهر تانسيفت:

- ‌ أغمات أيلان

- ‌عود إلى ذكر مرّاكش:

- ‌الطريق من مرّاكش إلى أم ربيع:

- ‌آنقال:

- ‌مكول:

- ‌ايكسيس:

- ‌سلا:

- ‌فضالة:

- ‌الطريق من فضالة إلى آسفي:

- ‌آسفي:

- ‌مرسى ماست:

- ‌داي وتادلة:

- ‌الطريق من تادلة إلى‌‌ فاس:

- ‌ فاس:

- ‌ صفروي

- ‌قلعة مهدي:

- ‌مغيلة:

- ‌ مكناسة

- ‌بني تاورة:

- ‌السوق القديمة:

- ‌قصر عبد الكريم:

- ‌عود إلى ذكر فاس:

- ‌الطريق من فاس إلى تلمسان:

- ‌ تلمسان

- ‌الطريق من تلمسان إلى تنس:

- ‌تنس:

- ‌وهران:

- ‌المسيلة:

- ‌الطريق من وازلفن إلى مليانة:

- ‌مليانة:

- ‌الطريق من كزناية إلى المسيلة:

- ‌قلعة بني حمّاد وما جاورها:

- ‌قسنطينة وما جاورها:

- ‌جبل سحاو:

- ‌سوق بني زندوي:

- ‌جيجل:

- ‌مدن أخرى:

- ‌الجزائر:

- ‌تامدفوس:

- ‌مرسى الدّجاج:

- ‌تدلس:

- ‌بجاية:

- ‌الطريق من بجاية إلى القلعة:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌بلزمة:

- ‌حصن بشر:

- ‌سبتة:

- ‌الجزر والمدن والمراسي والمواقع الساحلية من سبتة إلى بونة:

- ‌ باغاية

- ‌توزر:

- ‌قفصة:

- ‌الطرقات من قفصة إلى ما جاورها:

- ‌ جبل نفّوسة

- ‌قابس:

- ‌صفاقس:

- ‌ قصر الجم

- ‌جمال:

- ‌المهدية:

- ‌نفزاوة:

- ‌ القيروان

- ‌تونس:

- ‌قرطاجنة:

- ‌بنزرت:

- ‌طبرقة:

- ‌باجة:

- ‌مرسى الخرز:

- ‌ بونة

- ‌الأربس:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌جزيرة باشو:

- ‌جبل زغوان:

- ‌جبل وسلات:

- ‌ومدن أخرى:

- ‌طرابلس:

- ‌الطرقات من طرابلس إلى ما جاورها:

- ‌جبل دمر:

- ‌برقة

- ‌الطريق من برقة إلى العين:

- ‌الطريق من برقة إلى الإسكندرية:

- ‌الطريق الساحلي من بونة إلى نابل:

- ‌نابل:

- ‌الطريق الساحلي من نابل إلى سوسة:

- ‌سوسة:

- ‌الطريق الساحلي من سوسة إلى صفاقس:

- ‌جزيرة قرقنة:

- ‌الطريق الساحلي من صفاقس إلى جربة:

- ‌جربة:

- ‌الطريق الساحلي من جربة إلى لبدة:

- ‌لبدة:

- ‌الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية:

- ‌ الإسكندرية

- ‌جغرافية الأندلس:

- ‌اليونان ودورهم بالأندلس:

- ‌طليطلة وما جاورها:

- ‌قرطبة:

- ‌المرية:

- ‌أقاليم الأندلس:

- ‌مدن ساحلية:

- ‌جزر البحر الشامي:

- ‌صقلية:

- ‌المقالة الثّانيةفي ذكر الخلافة وخلفاء الصّحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من خلفاء بني أميّة بالمشرق وفتوحات المغرب في أيّامهم

- ‌الباب الأولفي الخلافة وخلافة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌مفهوم الخلافة:

- ‌آدم عليه السلام أول الخلفاء:

- ‌كيومرث:

- ‌مهلائيل:

- ‌شيث وذريته:

- ‌ ادريس

- ‌إبراهيم وإبنيه:

- ‌العرب: طرف من أصلهم وبعض من أخبارهم:

- ‌ولاية الكعبة:

- ‌الخليفة الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌خلافة عمر رضي الله عنه

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌خلافة علي رضي الله عنه

- ‌خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه

- ‌يزيد:

- ‌بقية خلفاء بني أمية:

- ‌غزوات عمرو بن العاص:

- ‌غزوة عبد الله بن سعد بن أبي سرح:

- ‌ولاية معاوية بن خديج:

- ‌ولاية أبي المهاجر:

- ‌ولاية عقبة بن نافع وغزواته:

- ‌غزوة عقبة بن عامر الجهنّي:

- ‌غزوة رويفع بن ثابت:

- ‌غزوة زهير بن قيس البلوي:

- ‌ولاية حسان بن النعمان وغزواته:

- ‌فتح الأندلس:

- ‌بيت الحكمة بالأندلس:

- ‌تتمة الحديث عن فتح الأندلس:

- ‌ولاية عبد الله بن موسى بن نصير:

- ‌ولاية علي بن رباح:

- ‌المقالة الثّالثةفي ذكر خلفاء بني العبّاس وبعض أمرائهم بالعراق وأمرائهم بالمغرب

- ‌الباب الأولفي ذكر خلفاء بني العباس

- ‌قيام الدولة وخلافة أبي العباس السفّاح:

- ‌أبو جعفر المنصور:

- ‌محمد المهدي:

- ‌محمد موسى الهادي:

- ‌ هارون الرّشيد

- ‌محمد الأمين:

- ‌المأمون وقضية خلق القرآن:

- ‌المعتصم:

- ‌الواثق بالله:

- ‌المتوكل على الله:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌المعتز بالله:

- ‌المهتدي بالله:

- ‌المعتمد وحركة الزنج:

- ‌ المعتضد بالله

- ‌المكتفي بالله وظهور القرامطة:

- ‌المقتدر بالله وقيام أبي طاهر القرمطي:

- ‌القاهر بالله والراضي بالله:

- ‌المتقي بالله:

- ‌المستكفي بالله:

- ‌المطيع لله:

- ‌الطائع لله:

- ‌القادر بالله:

- ‌القائم بأمر الله:

- ‌المستظهر بالله:

- ‌المسترشد بالله:

- ‌الراشد بالله:

- ‌المقتفي لأمر الله:

- ‌المستنجد بالله:

- ‌المستضيء بالله:

- ‌الناصر لدين الله:

- ‌المستنصر بالله:

- ‌المستعصم بالله:

- ‌التتار:

- ‌هولاكو وسقوط بغداد وانقراض الدولة العباسية:

- ‌العباسيون بمصر:

- ‌تيمورلنك:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بعض أمراء بني العباس بالمشرق

- ‌ الصفارية

- ‌السامانيون:

- ‌الغزنويون:

- ‌السلاجقة:

- ‌الديلمية:

- ‌السلقدية:

- ‌الخوارزمية:

- ‌الباب الثالثفي مشاهير أمراء بني العبّاس بالمغرب

- ‌يزيد بن حاتم:

- ‌هرثمة بن أعين:

- ‌بداية بني الأغلب:

- ‌أبو العباس عبد الله:

- ‌زيادة الله:

- ‌أبو العباس محمد:

- ‌زيادة الله الأصغر:

- ‌أبو الغرانيق:

- ‌ابراهيم:

- ‌عبد الله بن ابراهيم:

- ‌المقالة الرّابعةفي ذكر ملوك الشّيعة بالمغرب وكيفيّة انتقالهم لمصر وما يتبع ذلك

- ‌عبيد الله المهدي وقيام الدّولة الفاطمية:

- ‌حركة القيروانيين المضادة للفاطميين:

- ‌أقوال بعضهم في الفاطميين والمجادلة حول رميهم بالكفر والزندقة وتبرئتهم منهما:

- ‌تأسيس المهديّة:

- ‌القائم وثورة أبي يزيد:

- ‌المنصور وفشل ثورة أبي يزيد:

- ‌المعز لدين الله وانتقال الفاطميين إلى مصر

- ‌الفاطميون بمصر:

- ‌المقالة الخامسةفي ذكر ملوك ضهاجة بالمغرب وصلاح الدّين بمصر

- ‌الباب الأولفي ذكر ملوك صنهاجة

- ‌زيري بن مناد:

- ‌بلكين بن زيري:

- ‌باديس:

- ‌المعزّ بن باديس: قطعه الدعوة للفاطميين واجتياح العرب افريقية

- ‌تميم بن المعز:

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌علي بن يحيى وابنه الحسن:

- ‌الباب الثانيفي ذكر دولة‌‌ نور الدين

- ‌ نور الدين

- ‌عماد الدّين اسماعيل:

- ‌عود إلى ذكر نور الدين:

- ‌الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام:

- ‌صلاح الدين وحروبه مع الصليبيين:

- ‌الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة:

- ‌الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

- ‌نهاية الأيوبيين:

- ‌المماليك بمصر:

- ‌المقالة السّادسةفي ذكر خلفاء بني أميّة بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم

- ‌بنو أميّة:

- ‌ملوك الطوائف:

- ‌المقالة السّابعةفي ذكر ملوك لمتونة وهم الملثمون بالعدوة والأندلس

- ‌بداية المرابطين:

- ‌يوسف ابن تاشفين وحروبه الموفّقة في الأندلس:

- ‌نهاية المرابطين:

- ‌المقالة الثّامنةفي ذكر دولة الموحّدين وأمرائهم بالعدوة والأندلس وافريقية

- ‌الباب الأولفي أول ملوكها ومن بعده من الملوك

- ‌المهدي بن تومرت:

- ‌ عبد المؤمن

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌المنتصر بالله:

- ‌العادل:

- ‌المعتصم:

- ‌المأمون ومن ولي بعده إلى نهاية الدولة الموحدية:

- ‌الباب الثانيفي فتح عبد المؤمن للمهدية والبلاد الساحلية بعد استيلاء الافرنج عليها حسبما ذكره ابن الأثير وغيره من أئمة التاريخ

- ‌أسباب احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌احتلال النرمان للمهديّة:

- ‌هروب الحسن الصنهاجي والتقائه بعبد المؤمن:

- ‌احتلال النرمان لصفاقس والسّاحل:

- ‌انتفاض صفاقس وغيرها من المدن على النرمان:

- ‌عبد المؤمن يسير نحو افريقية ويخلصها من النرمان وتمتثل لطاعته:

- ‌الباب الثالثفي ذكر ثوار افريقية على الموحدين

- ‌ثورة بني غانية:

- ‌ثورة محمد بن عبد الكريم الرجراجي:

- ‌يحيى الميورقي يستولي على المهديّة وتونس وغيرهما:

- ‌يحيى الميورقي يستمر في ثورته ويصده عنها النّاصر الموحدي ويفتكّ منه افريقية:

- ‌نهاية قراقوش ويحيى الميورقي بن غانية:

- ‌المقالة التّاسعةفي ذكر دولة بني مرين وبني زيان وبني نصر

- ‌الباب الأولفي ذكر دولة بني مرين بالعدوة

- ‌عبد الحق بن محيو ومن ولي بعده:

- ‌أبو يوسف يعقوب:

- ‌أبو يعقوب يوسف:

- ‌أبو ثابت عامر:

- ‌أبو الربيع سليمان:

- ‌أبو سعيد عثمان:

- ‌أبو الحسن المريني ودخوله إلى تونس:

- ‌أبو عنان وأعماله بافريقية:

- ‌نهاية المرينيين:

- ‌السلطة بالمغرب الأقصى في عصر المؤلف:

- ‌الباب الثانيفي ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

- ‌يغمراسن:

- ‌عثمان ومن ولي بعده:

- ‌أبو تاشفين عبد الرحمان ودخوله تونس:

- ‌نهاية بني زيّان:

- ‌الباب الثالثفي ذكر دولة بني نصر بالأندلس

- ‌المقالة العاشرةفي ذكر دولة بني حفص بأفريقية

- ‌أبو محمد عبد الواحد

- ‌أبو العلا ادريس

- ‌أبو زكرياء يحيى:

- ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌الواثق:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم ابن أبي زكرياء:

- ‌الدّعي ابن أبي عمارة:

- ‌أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء:

- ‌أبو عصيدة ومن توفي من العلماء في أيامه:

- ‌أبو بكر الشهيد:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو يحيى زكرياء ابن اللحياني:

- ‌ محمّد أبو ضربة

- ‌أبو يحيى أبو بكر:

- ‌وفاة القاضي ابن قدّاح:

- ‌وفاة الفقيه محمد بن عبد الله بن راشد القفصي:

- ‌وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي:

- ‌وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

- ‌وفاة الشّيخ أبي حيان:

- ‌أبو حفص عمر بن أبي بكر والتنافس بين الحفصيين:

- ‌عود إلى ذكر تملك أبي الحسن المريني تونس وأعمالها وما وقع له بها:

- ‌الفضل بن أبي بكر:

- ‌أبو اسحاق ابراهيم بن أبي بكر وابن تافراجين:

- ‌حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس:

- ‌عود إلى ذكر أبي اسحاق ابراهيم وابن تافراجين:

- ‌وفاة ابن تافراجين:

- ‌وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي:

- ‌وفاة أبي اسحاق ابراهيم:

- ‌أبو البقاء خالد:

- ‌أبو العباس أحمد ونزول النصارى بالمهدية:

- ‌أبو فارس عبد العزيز:

- ‌ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز داخل افريقية والمغرب:

- ‌نزول النصارى بقرقنة:

- ‌حركة أبي فارس عبد العزيز بمالطة والمغرب الأوسط:

- ‌نزول النصارى بجربة ومواجهة أبي فارس لهم:

- ‌حركة أخرى بالمغرب الأوسط لأبي فارس ووفاته:

- ‌مزايا أبي فارس:

- ‌أبو عبد الله محمد المنتصر:

- ‌أبو عمرو عثمان ومن توفي في أيامه من المشايخ:

- ‌أبو زكرياء يحيى بن مسعود وعبد المؤمن بن ابراهيم:

- ‌محمد بن الحسن وتغلب النصارى على مواقع من افريقية:

- ‌الحسن بن محمد والتصارع العثماني الاسباني بافريقية:

- ‌درغوث باشا:

- ‌أحمد الحفصي واستمرار التصارع العثماني الإسباني:

- ‌محمد الحفصي: نهاية الدولة الحفصية والاستقرار العثماني بتونس:

- ‌تتمة من الناسخ:

الفصل: ‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

‌المستنصر ومن توفي من العلماء في أيامه:

وتولّى / بعده بلاد افريقية ولده وولي عهده السّلطان أبو عبد الله محمد - المقدّم الذكر - الملقب «بالمستنصر» (61) بويع أولا وهو ببونة بعد وفاة أبيه، وكان الذي أخذ له البيعة من الخاصّة وسائر العسكر عمّه محمّد اللحياني، ثم بويع بعد وصوله من بونة إلى حضرة تونس وذلك ثالث رجب من سنة سبع وأربعين وستمائة (62)، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وتسمى بالأمير (63).

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين لذي الحجة من سنة خمسين وستمائة (64)، رأى أن يتسمّى بأمير المؤمنين (65)، وأن يذكر ذلك في الخطبة، وأن يطبع في الذّهب، واختار للعلامة «الحمد لله والشكر لله» فبايعه النّاس بذلك البيعة التّامة واتبع بذلك ردّ المظالم، واتفق أن كان المطر قد احتبس، ففي ثالث يوم من هذه البيعة نزل المطر فهنّأه الشعراء بذلك، ثم رأى شيخ الدّولة أبو سعيد عثمان المعروف «بالعود الرطب» حين تقرر من أمر العامة ما تقرر أن الأوامر السّلطانية قد تنفذ بأمر حقير لا ينبغي الكتب بمثلها عن الخلافة، فقسم الكتب إلى علامة صغيرة وإلى كبيرة، فالأوامر الكبيرة الصّادرة عن الخلافة تكتب بالعلامة التي وقع / الإختيار عليها، والكتب الصغيرة التي يكبر قدر الخليفة عنها تكتب عمن يعيّنه الخليفة لذلك، وتنفذ بعلامة أخرى تشعر بأن ذلك من أمر الخليفة، فانقسمت العلامة إلى صغرى وكبرى، فالكبرى موضعها في أول الكتاب بعد البسملة، والصغرى معلمة في آخره.

(61) في الأصول «المنتصر» .

(62)

2 اكتوبر 1249 م.

(63)

بعدها في الأصول: «ثم تسمى بأمير المؤمنين يوم الإثنين الرابع والعشرين لذي الحجة من سنة خمسين وستمائة وذلك لما قدمت عليه بيعة أهل مكة بإنشاء عبد الحق بن سبعين وقدمت عليه بيعة الشام والأندلس» أسقطناها لأنها تكرار لما جاء بعدها مباشرة وما أثبتناه يتماشى مع تسلسل نص الزركشي الذي ينقل عنه المؤلف.

(64)

25 فيفري 1253 م.

(65)

وعلق برونشفيك (Brunschvig) على هذا الحدث بقوله: «لقد أحسن المستنصر اختيار الوقت بذلك فالخلافة العباسية انحطت وهي تعيش آخر سنواتها تحت تهديد سطوة التتر المتصاعدة وانقرضت السّلطة الأيوبية في مصر سنة 648/ 1250 م. في الوقت الذي كان فيه الصّليبيون تحت قيادة ملك فرنسا التاسع يحاربون داخل الأراضي الاسلامية، وفي الأراضي المغربية، فإن الدولة المومنية كانت تعيش أيضا آخر مراحل حياتها منذ أن افتكّ منها المرينيون شمال المغرب الأقصى، أما في اسبانيا فقد سقطت عدة مدن منها اشبيلية، وقادس. . . بين أيدي ملوك قشتيلية فيما بين سنتي 1246/ 1248 م لكل هذا لم يكن المستنصر يخاف من رد فعل خارجي، بينما كان يتعين على الضّمير الشعبي المتقيّد داخل افريقية قبول هذا الحدث» .

ص: 550

وفي سنة تسع وخمسين (66) وصلت بيعة (67) مكة المشرّفة على يد الشيخ أبي محمد عبد الحق بن سبعين (68)، وكان الواصل بها المحدّث الرّاوية أبو محمد بن برطلة (69)، فأنشد بعض الشعراء:

[كامل]

اهنأ أمير المؤمنين ببيعة

وافتك بالاقبال والإسعاد

فلقد حباك بملكه ربّ الورى

فأتى يبشّر (70) بافتتاح بلاد

وإذا أتت أمّ القرى منقادة

فمن المبرّة طاعة الأولاد.

وفي السنة المذكورة توفي الفقيه المحدث أبو بكر بن سيد الناس.

وفي شهر ربيع الآخر لعشر منه توفي أبو عبد الله محمد بن ابراهيم المهدوي المعروف بابن الخباز (71).

وفي الرابع لربيع الأول من السنة المذكورة توفي بتونس الفقيه الإمام المصنف عبد العزيز بن ابراهيم القرشي شهر ابن بزيزة (72)، شارح الإرشاد (73).

وفي ليلة الأحد الخامسة والعشرين لذي القعدة من سنة تسع وستين (74)، توفي الأستاذ النحوي أبو الحسن علي بن موسى الخضرمي عرف بابن عصفور بتونس، ولد باشبيلية سنة سبع وتسعين وخمسمائة (75)، وسبب موته فيما نقل عن الشّيخ أحمد القلجاني وغيره أنه / دخل على السّلطان يوما وهو جالس برياض أبي فهر في القبّة التي على الجابية

(66) 1260/ 1261 م.

(67)

نص البيعة في تاريخ ابن خلدون 6/ 635.

(68)

هو الصوفي الأندلسي نزيل مكة من القائلين بوحدة الوجود المتوفي سنة 667.

(69)

في الأصول: «بردلة» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: 37 وابن برطلة الأزدي من أهل مرسية بالأندلس ونزل تونس وتوفي بها، شجرة النور الزكية ص:196.

(70)

كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش:«مبشر» .

(71)

الذي يفهم من تاريخ الدولتين أنه تولى القضاء في هذا التاريخ بعد وفاة القاضي أبي موسى عمران بن معمر الطرابلسي وابن الخباز توفي سنة 683 كما سيأتي.

(72)

في تاريخ الدولتين ابن نويرة وهو تحريف.

(73)

الإرشاد لإمام الحرمين في أصول الدين الشرح يسمى «الاسعاد بمقاصد الارشاد» ، منه نسخة جيدة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشّيخ علي النوري، وانظر عن ابن بزيزة تراجم المؤلفين التونسيين 1/ 127 - 129، والسراج، الحلل السندسية، 1/ 645.

(74)

4 جويلية 1271 م.

(75)

1200 - 1201 م.

ص: 551

الكبيرة فقال السّلطان على جهة الفخر بدولته: قد اصبح ملكنا عظيما! (76) فأجابه ابن عصفور بقوله: بنا وبأمثالنا فوجدها المستنصر (77) في نفسه، فلما قام الشيخ ليخرج أمر المستنصر (77) بعض رجاله أن يلقيه بثيابه في الجابية الكبيرة، وكان يوما شديد البرد، وقال له [لا](78) تتركه يصعد مظهرا اللعب معه، فألقاه من أمر بذلك، فكلما أراد الصعود ردّ، وبعد صعوده أصابه برد وحمّى بقي ثلاثة أيام وقضى نحبه، فدفن بمقبرة ابن مهنا قرب جبّانة الشيخ ابن نفيس شرقي باب ينتجمي أحد ابواب القصبة.

وفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وستمائة (79) ابتدأ السلطان المستنصر (77) مرض موته وكان مسافرا فأصابه ذلك بعين أغلان فسيق إلى تونس في محفّة على أعناق الرّجال في كسوف القمر وأدخل القصبة، وكثر إرجاف الناس بموته، فجعل يوم عيد الأضحى في محفة من خشب، وأصعد إلى قبّته ورآه الناس وتجلّد لإظهار حركة علم منها أن فيه بقية رمق، ثم عاد إلى منزله وتوفي من ليلته بعد صلاة العشاء الآخرة ليلة الأحد الحادي عشر لذي الحجة سنة خمس وسبعين وستمائة (80)، فكانت خلافته ثمانية وعشرين عاما وخمسة أشهر واثني عشر يوما / ويقال إن أصل مرضه أنه كان في صيادة فقام بين يديه وحش فطردته (81) الجوارح، فدخل مغارة ودخل وراءه الرجال فوجدوا بها رجلا قائما يصلّي، فسلم من صلاته وقال لهم: هذا دخيل الفقراء اتركوه، فذهبوا إلى السّلطان فعرفوه فقال لهم: ايتوني بالصّيد، فرجعوا إلى المرابط فمنعهم منه، فرجعوا إلى السّلطان فقال لهم: إن منعكم أعطوه الرّماح، فرجعوا إلى المرابط وعرفوه، فقال لهم: وأنا أقرع السّلطان بالرّماح، ثم طلبوه فلم يجدوه، وسقط السّلطان من حينه مغشيا عليه ثم أفاق بعد زمان، ولم يزل ذلك المرض يتعهده إلى أن مات (82).

(76)«وهو مصراع بيت كأنه يريد اجازته» اتحاف أهل الزمان 5/ 162.

(77)

في الأصول: «المنتصر» .

(78)

اكمال من تاريخ الدولتين يقتضيه السياق.

(79)

23 نوفمبر 1276 م.

(80)

15 ماي 1277 م.

(81)

في الأصول: «طرده» .

(82)

نقل المؤلف أخبار السّلطان المستنصر مع حذف قليل من تاريخ الدولتين ص: 33 - 40.

ص: 552