الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لبَّيْكَ. هذا مَعْنَاهُ. رَوَاهُ الأثْرَمُ. ويُرْوَى أنَّ أنَسًا كان يَزيدُ: لبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورِقَّا (8). وهذا يَدُلُّ على أنَّه لا بَأْسَ بِالزِّيادَةِ، ولا تُسْتَحَبُّ، لأنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَزِمَ تَلْبِيَتَه فكَرَّرَها، ولم يَزِدْ عليها. وقد رُوِىَ أن سَعْدًا سَمِعَ بعضَ بنى أخيه وهو يُلَبِّى: ياذا المعَارِجِ. فقال: إنَّه لَذُو المَعَارِجِ، وما هكذا كُنَّا نُلبِّى على عهدِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم (9).
فصل:
ويُسْتَحَبُّ ذِكْرُ ما أحْرَمَ به فى تَلْبِيَتِه. قال أحمدُ: [إن شِئْتَ لَبَّيْتَ بالحَجِّ](10)، وإن شِئْتَ لَبَّيْتَ بالحَجِّ والعُمْرَةِ، وإن شِئْتَ بِعُمْرَةٍ، وإن لَبَّيْتَ بِحَجٍّ وعُمْرَةٍ بَدَأْتَ بالعُمْرَةِ، فقلتَ: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وحَجَّةٍ. وقال أبو الخَطَّابِ: لا يُسْتَحَبُّ ذلك. وهو اخْتِيارُ ابنِ عمرَ، وقولُ الشَّافِعِىِّ؛ لأنَّ جابِرًا قال: ما سَمَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فى تَلْبِيَتِه حَجًّا، ولا عُمْرَةً (11). وسَمِعَ ابنُ عُمَرَ رَجُلًا يقول: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ. فضَرَبَ صَدْرَهُ، وقال: تُعْلِمُه ما فى نَفْسِكَ (12). ولَنا، ما رَوَى أنَسٌ، قال: سمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَبَّيْكَ عُمْرَةً وحَجًّا". وقال جابِرٌ: قَدِمْنَا مع النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، ونحن نقولُ: لَبَّيْكَ بِالحَجِّ. وقال ابنُ عَبَّاسٍ: قَدِمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصْحابُه، وهم يُلَبُّونَ بِالحَجِّ. وقال ابنُ عمرَ: بَدَأ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأهَلَّ بِالعُمْرَةِ، ثم أهَلَّ بالحَجِّ. مُتَّفَقٌ على هذه الأحادِيثِ (13). وقالَ أنَسٌ:
(8) عزاه الهيثمى إلى البزار. انظر: مجمع الزوائد 3/ 223.
(9)
أخرجه البيهقى، فى: باب من استحب الاقتصار على تلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، من كتاب الحج. السنن الكبرى 5/ 45. والإمام أحمد، فى: المسند 1/ 172.
(10)
سقط من: الأصل.
(11)
أخرجه البيهقى، فى: باب من قال لا يسمى فى إهلاله حجا ولا عمرة، من كتاب الحج. السنن الكبرى 5/ 40. والشافعى، انظر: باب فى الإفراد والقران والتمتع، من كتاب الحج. ترتيب مسند الشافعى 1/ 370.
(12)
أخرجه البيهقى، فى: باب من قال لا يسمى فى إهلاله حجا ولا عمرة، من كتاب الحج. السنن الكبرى 5/ 40.
(13)
تقدم تخريج حديث أنس فى صفحة 83.
وحديث جابر، أخرجه البخارى، فى: باب من لبى بالحج وسماه، من كتاب الحج. صحيح البخارى 2/ 176. ومسلم، فى: باب فى المتعة بالحج والعمرة، من كتاب الحج. صحيح مسلم 2/ 886.