الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعند الشافعية: يقرأ في الأولى جهراً بسورة {ق} [ق:50/ 1] وفي الثانية: {اقتربت} [القمر:54/ 1] في الأصح، أو بسبح والغاشية، قياساً لا نصاً. ودليل الجهر بالقراءة حديث عبد الله بن زيد وغيره:«ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة» (1)، وكما تفعل جماعة ـ وهو الأفضل ـ تفعل فرادى.
والمستحب الخروج إلى الصحراء، إلا في مكة والمدينة وبيت المقدس ففي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فيخرج الناس ثلاثة أيام مشاة في ثياب خَلِقة غَسِيلة، متذللين متواضعين، خاشعين لله تعالى، ناكسين رؤوسهم، مقدمين الصدقة كل يوم قبل خروجهم، ويجددون التوبة، ويستسقون بالضَّعَفة والشيوخ والعجائز والأطفال.
ولا يشترط إذن الإمام لصلاة الاستسقاء عند أبي حنيفة؛ لأن المقصود هو الدعاء فلا يشترط له إذن الإمام، ويشترط ذلك عند الشافعية، وعن الإمام أحمد روايتان (2).
وأما
وقتها:
فليس لها وقت معين، ولا تختص بوقت العيد، إلا أنها لا تفعل في وقت النهي عن الصلاة، بغير خلاف؛ لأن وقتها متسع، فلا حاجة إلى فعلها في وقت النهي. ويسن فعلها أول النهار، وقت صلاة العيد، لحديث عائشة:«أنه صلى الله عليه وسلم خرج حين بدا حاجب الشمس» (3)، ولأنها تشبه صلاة العيد في الموضع والصفة، فكذلك في الوقت؛ لأن وقتها لا يفوت بزوال الشمس؛ لأنها ليس لها يوم معين، فلا يكون لها وقت معين.
(1) رواه أحمد والبخاري وأبو داود والنسائي (نيل الأوطار: 4/ 4).
(2)
البدائع:284/ 1، مغني المحتاج:325/ 1، المغني:438/ 2 ومابعدها.
(3)
رواه أبو داود.
ولا تتقيد بزوال الشمس ظهراً، فيجوز فعلها بعده، كسائر النوافل (1). وإن استسقى الناس عقب صلواتهم أو في خطبة الجمعة، أصابوا السنة، فيجوز الاستسقاء بالدعاء من غير صلاة لحديث عمر رضي الله عنه أنه خرج يستسقي، فصعد المنبر فقال:«استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهاراً، استغفروا ربكم، إنه كان غفاراً، ثم نزل، فقيل: يا أمير المؤمنين، لو استسقيت؟ فقال: لقد طلبت بمجاديح السماء التي يستنزل بها القطر» (2).
والمكلف بها (3): الرجال القادرون على المشي، ولا يؤمر بها النساء والصبيان غير المميزين على المشهور عند المالكية، وقال الشافعية والحنفية: يندب خروج الأطفال والشيوخ والعجائز، ومن لا هيئة لها من النساء، والخنثى القبيح المنظر؛ لأن دعاءهم أقرب إلى الإجابة، إذ الكبير أرق قلباً، والصغير لا ذنب عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم:«وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم» (4). ويكره خروج الشابات والنساء ذوات الهيئة، خوف الفتنة.
(1) بداية المجتهد:209/ 1، الشرح الصغير:538/ 1، مغني المحتاج:324/ 1، المغني:432/ 2،440 ومابعدها، كشاف القناع:75/ 2.
(2)
رواه البيهقي عن الشعبي، والمجاديح: جمع مجدح، وهو كل نجم كانت العرب تقول: يمطر به، فأخبر عمر رضي الله عنه: أن الاستغفار: هو المجاديح الحقيقية التي يستنزل بها القطر، لا الأنواء، وإنما قصد التشبيه. وقيل: مجاديحها: مفاتيحها، وقد جاء في رواية: بمفاتيح السماء (المجموع:76/ 5،78 ومابعدها).
(3)
البدائع:283/ 1 ومابعدها، اللباب:123/ 1، فتح القدير:441/ 1، مراقي الفلاح: ص93، الدر المختار:791/ 1، المجموع:72/ 5،83، القوانين الفقهية: ص87، الشرح الصغير:538/ 1، مغني المحتاج:322/ 1 - 323، المهذب:123/ 1 - 125، المغني:430/ 2،439، 441، كشاف القناع:76/ 2 - 77، 82.
(4)
رواه البخاري.