الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - بابٌ وَقْتُ الظُّهْرِ عِنْدَ الزَّوالِ
وَقَالَ جَابِرٌ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بِالهَاجِرةِ.
(باب: وقْتُ الظُّهْر عند الزَّوال)
(وقال جابر) وصلَه البُخاريُّ في (باب وقت المَغرِب).
* * *
540 -
حَدَّثَنا أَبُو اليَمانِ، قَالَ: أَخْبَرناَ شُعَيبٌ، عَن الزُّهريِّ، قَالَ: أَخْبَرنِي أَنْسُ بنُ مَالِكٍ: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمسُ فَصَلّى الظُّهْرَ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ، فَلَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ مَا دُمْتُ في مَقَامِي هَذَا، فَأَكثَرَ النَّاسُ في الْبُكَاءَ، وَأَكثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي"، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَةُ"، ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي"، فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، فَلَمْ أَرَ كَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ".
الحديث الأَوَّل:
(حيث زاغت فصلى) قد يُقال: فيه معارَضةٌ بحديث الإبراد،
فإِمَّا أَنَّ الإبرادَ ثبتَ بالقول والفعل فقُدِّم على هذا؛ لأنَّ فيه فعلُه فقط، وقيل: الإبراد متأَخِّرٌ فهو ناسخٌ، وقيل: الإبراد رُخصةٌ عند المَشَقَّة، وفي غيرها التَّعجيل الذي هو الأصل أَولى، وقال البَيْضاويُّ: الإبراد: تأخير الظُّهر أَدنى تأخيرٍ بحيث لا يَخرج عن حدِّ التَّهجير، فإنَّ الهاجرة إلى أن يَقرُب العصر.
(زاغت)؛ أي: مالَتْ.
(تسألوني) خبرٌ، ونُون الوِقَاية محذوفٌ.
(أخبرتكم)؛ أي: أخبرُكم، فاستعمل الماضي موضعَ المُستقبَل إشارةً إلى أنَّه كالواقع؛ لتحقُّقه قبلَ سبَب خُطبته، وقولُه ذلك لأَنَّ بعض المُنافقين سأَلَه ليُعجزه عن بعضِ ما يَسألُه فتغيَّظَ عليه.
(من البكاء) بالمَدِّ والقَصْر، باعتِبار إرادة مَدِّ الصَّوت في البُكاء، أو خُروجِ الدُّموع، وسبب البُكاء سَماعُهم أهوالَ القيامة، والأُمورَ العظام، أو خوفُهم نُزول العَذاب كمَن مضَى من الأُمم عند إيذائهم رُسُلَهم، ولذا قال عمر:(رَضِيْنَا باللهِ رَبًّا) إلى آخره.
(حُذافة) بضَمِّ المُهمَلة وبالمُعجَمَة، وسبَق في الحديث مباحث في (كتاب العلم) في (باب مَن برَك على رُكبتَيه).
(عُرض) بضَمِّ المُهمَلة، أي: النَّاحية.
(كالخير والشر)؛ أي: الجنَّة والنَّار، أي: ما أبصرتُ شيئًا مثل الطَّاعة والمعصية في سبب دُخولهما.
* * *
541 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصُّبْحَ وَأَحَدُناَ يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ، ويُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَأَحَدُناَ يَذْهَبُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجَعَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنسَيتُ مَا قَالَ في الْمَغْرِبِ، وَلَا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ.
وَقَالَ مُعَاذٌ: قَالَ شُعْبَةُ: لَقِيتُهُ مَرَّةً فَقَالَ: أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ.
الحديث الثَّاني:
(أبو المنهال) سَيَّار بن سَلامة.
(أبو برزة) نَضْلَة بن عُبيد.
(جليسه)؛ أي: مُجالسه.
(إلي المئة)؛ أي: ما بين الستِّينَ والمئة من آيات القُرآن، وإنَّما أتَى بـ (إلى) التي للانتهاء ولم يقل: وبين؛ لأنَّ التَّقدير: و (فوقَها) بالعطف على الستِّين إلى المئة، فهو غايةُ الفوقيَّة؛ لدلالة الكلام على ذلك.
(والعصر)؛ أي: ويُصلِّي العَصْر.
(أقصى)، أي: آخِر.
(يذهب) جملةٌ حاليَّةٌ.
(رجع) هو خبر المُبتدأ الذي هو: أحدنا، أو بالعكس، أو هما
خبران، أو هو عطفٌ على (يَذهب)، والواو مقدَّرةٌ، ورجَع بمعنى يَرجِعُ، والمراد بالرُّجوع إلى أَقصَى المدينة لمَا يأتي في الباب بعده لا الرُّجوع للمَسجِد، وفي بعضها:(ورَجَعَ) بالواو، فقولُه: يَذهَبُ خبرُ المُبتدأ.
(حية)؛ أي: باقٍ حَرُّها لم يَفتُر، وكونُها لم تَتغيَّر؛ لأَنَّ التغيُّر إنَّما يكون إذا دنَتْ للمَغيب الذي هو كالمَوت لها، وفيه دليلٌ أنَّ وقْتَ العصر مثلُه، لا مثلَيه؛ ليُمكن مثلُ هذا الذَّهاب.
(ونسيت) من قول أبي المِنْهَال، نسِيَ ما قالَه أبو هُريرة.
(ولا يُبالي) عطفٌ على (يُصلِّي)، أي: كان صلى الله عليه وسلم لا يُبالي.
(شطر)؛ أي: نِصْف، والمُراد وقْتُ الاختيار؛ لدلالة غيره من الأحاديث على بَقاء وقت الجَواز إلى الصُّبح؛ لحديث:"لَيْسَ في النَّوم تَفريطٌ، إنَّما التَّفريطُ على مَنْ لَم يُصَلِّ الصَّلاة حتَّى يَجيءَ وقْتُ الصَّلاةِ الأُخرَى"، وأما مفهومُ لا يُبالي أنَّه يُبالي بعد النِّصف؛ لأنَّ مبالاتَه صلى الله عليه وسلم تكون بتَرْك الأفضل؛ نعم، الصَّحيح أنَّ المُختار إلى الثُّلُث = فهو حُجَّة لقول النِّصْف.
قلتُ: واختاره (ن).
(وقال مُعاذ) تعليقٌ قَطْعًا؛ لأن البُخاريَّ لم يُدركه، وقد وصَلَه مسلمٌ.
* * *
542 -
حَدَّثنَا مُحَمَّدٌ؛ يَعْنِي: ابنَ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أخبَرنَا عَبْدُ اللهِ،