الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(إن شئت) جوابُه محذوفٌ، ويُوجَد في بعضها:(فَعَلت)، فلا حَذْفَ.
(فعملت)؛ أي: المِنْبَر، على معنى التَّشبيه بأَمرها لمن عَمِلَه.
قلتُ: أو المُراد: فأمَرتْ بعَمَلِه فعُمِلَ، فلا مجازَ، لكن هذا الحديث لا يدلُّ على استعانةٍ؛ لأنَّها ابتدأَتْ بذلك إلا أن يقال: المَرأة استعانتْ بالنَّجَّار، نعم ليس فيه الشِّقُّ الآخر من التَّرجَمة، وهو ذِكْر الصُّنَّاع بالمَسجِد، إما اكتفاءً بالنَّجَّار في المِنْبَر؛ لأنَّ الباقي مثلُه، أو أنَّه أَراد [أن] يذكر فيه حديثًا فما اتفَقَ ذلك له، أو لم يثبُت عنده بشَرطه ما يدلُّ عليه.
ثم وجْهُ الجَمْع بين الحديثَين إِذْ ظاهرُهما التَّعارُض، لأَنَّ في أحدهما أنَّه سأَل المَرأةَ، وفي الآخر أنَّها سأَلتْه: أنه يحتمل أنَّها بدَأتْ بالسُّؤال، فلمَّا أَبطأَ الغُلام استَنجَزها إتمامَه لمَّا عَلِمَ طيبَ نفسها بما بذَلتْ من صَنعة غُلامها، أو أرسلَ إليها ليُعرِّفَها صفة ما يصنَع الغُلام في الأَعواد لتَصير مِنْبَرًا؛ قاله (ط)، قال: وفيه استِنْجازُ الوَعْد، والاستعانةُ بأهل الصَّنْعة فيما يَعمُّ نفعه المسلمين.
قال (ك): والتقرُّب إلى أهل الفَضْل بعمل الخير.
* * *
65 - بابُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا
(باب مَنْ بنَى مَسجِدًا)
450 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي
عَمْروٌ: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ: أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قتَادَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمعَ عُبَيْدَ اللهِ الْخَوْلَانِيَّ: أنَّهُ سَمعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: إِنَكمْ أكثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ بَنَى مَسْجِدًا -قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ- يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ، بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ في الْجَنَّةِ".
(ابن وهب)؛ هو عبد الله.
(عمرو)، أي: ابن الحارث الملقب بدُرَّة الغَوَّاص.
(بكير)؛ أي: ابن عبد الله الأَشجَّ.
(عبيد الله)؛ أي: ابن الأَسْوَد.
(الخولاني) -بفتح المُعجَمَة-: ربيبُ مَيْمونة.
(قول النَّاس)؛ أي: إنكارِهم على عُثمان تغيير المَسجِد وبناءه بالحجارة المنقوشة والقِصَّة.
(أكثرتم)، أي: الكلامَ في الإِنكار على فِعْلي.
(قال بكير) إدراجٌ معترِضٌ بين الشَّرطِ وجوابهِ، وهو:(بنى الله) وقوله: (يَبتَغِي)، إِنْ كان من لفظ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فهو حالٌ من ضمير (بنَى).
(وجه)؛ أي: ذاتَ، والحديث عامٌّ فيمَن باشَرَ البِناءَ، ومن أَمَر به، ففيه جمعٌ بين الحقيقة والمجاز، وهو شائعٌ عند الشَّافعي، وعلى