الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الملائكة) عامٌّ بأل.
(تصلي) صلاتُهم استِغفارٌ ودُعاءٌ.
(مصلى)؛ أي: مكان الصَّلاة.
(تقول) بيان لصلاة المَلائكة، والفَرْق بين المَغفرة والرَّحمة أَنَّ المَغفرة سَتْر الذُّنوب، والرَّحمة إفاضة الإِحسان.
قال (ط): الحدَث في المَسجِد خطيئةٌ يُحرَم بها المُحدِث استغفارَ الملائكة ودعاءَهم المَرجُوَّ بركتُه، وهو عقاب له بما آذاهم به من الرَّائحة الخبيثة، بخلاف ما سبَق من النُّخامة، فإنَّ لها كفَّارة وهي دفنُها، ومَن أَراد أنْ تُحَطَّ عنه الذُّنوب بغير تَعَبٍ، فليَغتَنم مُلازَمةَ مُصلَّاهُ بعد الصَّلاة ليَغتنم دُعاء المَلائكة واستغفارَهم المَرجُوَّ إجابتُه؛ لقوله تعالى:{وَلَا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] ، وقد شبَّه صلى الله عليه وسلم انتظارَ الصَّلاة بعد الصَّلاة بالرِّباط، وأكَّدَه بتكرير:(فذَلِكُمُ الرِّبَاطُ)، فينبغي الأَخْذ بهذه الفضَائل الشَّريفة.
* * *
62 - بابُ بُنْيَانِ الْمَسجِدِ
(باب بُنيان المَسجد)
وَقَالَ أبُو سَعِيدٍ: كَانَ سَقْفُ الْمَسْجدِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ.
وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ الْمَسْجدِ وَقَالَ: أَكِنَّ النَّاسَ مِنَ الْمَطَرِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ، فتفْتِنَ النَّاسَ.
وَقَالَ أَنسٌ: يَتباهَوْنَ بِهَا، ثُمَّ لَا يَعْمُرُونها إِلَّا قَلِيلًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لتُزَخْرِفُنَّهَا كمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
تحتمل اللَّامُ العَهْدَ، أي: مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم، والجِنْسَ في المَساجِد.
(جريد)؛ أي: جُرِّدَ عنه الخُوص، فإِنْ لم يُجرَّد سَعَفٌ.
(أكن) بفتح الهمزة وكَسر الكاف: أَمْرٌ من أكنَّ الرُّباعي، كذا للأَصِيْلي، أي: اصنع لهم كِنًّا بالكسر، وهو ما يَستُر من الشَّمس ونحوها، وضبَطه غيرُه: كِنَّ؛ مِنْ كنَنْتُ الشَّيء: ستَرتُه، فهو أمرٌ من الثُّلاثي. قال (ع): هما صحيحان؛ لأنَّه يُقال: كِنَّ وأَكِنَّ.
قال ابن مالك: فيه ثلاثةُ أوجهٍ: أَكِنَّ بالهمزة المَفتوحة من الرُّباعي، وهو الأَجوَد، وحذْفِ الهمزة وكَسْر الكاف على أَنَّ أصلَه أَكِنَّ، فحُذفت الهمزة تخفيفًا، وحذْفِ الهمزة وضَمِّ الكاف على أنَّه من كَنَّه فهو مَكنونٌ، أي: صانَه.
قال (ك): وفي بعضها: (أُكِنُّ) بضَمِّ الهمزة، أي: مُضارِعًا مَرفوعًا، أي: قال للبِناء: غرَضي الإِكنان لا التَّحميرُ ونحوُه.
(وإياك أن تحمر) فيه شاهدٌ على أنَّ الواوَ في: (إيَّاك وأنْ تفعلَ) لا تَلزم كما تَلزم في (إِيَّاك والشَّرَّ)، فإذا لم تثبُت فالتَّقدير: من أَنْ تَفعل، فحُذف الجارُّ قبلَ أَنْ تَطَّرد.
(فتفتن) بضَمِّ التَّاء، من أَفْتَنَ الرُّباعي، لكن أنكَره الأَصْمَعيُّ. قال (ك): إنَّ ذلك في بعضها بعد أن جزَم بأنَّه من الفِتْنة، أي: فتُفتح فيه التَّاء.
(يتباهون) بفتح الهاء، أي: يَتفاخَرون.
(بها)؛ أي: بالمَساجِد، فدَلَّ عليه السِّيَاق.
(إلا قليلًا) سُوِّغ فيه في النَّحو: (قليل) بالرَّفْع بدلًا من ضمير الفاعل.
قال في "شرح السُّنَّة": قال أنس: إِنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "سيَأتِي علَى أُمَّتي زَمانٌ يتبَاهَونَ في المَساجِد، ولا يَعمُرونَها إلَّا قَليلًا".
(لتزخرفنها) بضَمِّ الفاء دلالةً على واوِ الضَّمير المَحذوفة عند اتِّصال نُون التَّوكيد من الزَّخرفة، وهو الزِّينة.
(كما زخرفت) قال (خ): لمَّا حرَّفوا الكتُبَ، وضيَّعوا الدِّين وعرجوا على زَخرفة الكَنائس والبِيَعِ، وتَزيينها. قال البَغَويُّ: فستَصيرون إلى مِثْل حالهم في المُراءَاة بالمَساجِد، والمُباهاة بتزيينها.
* * *
446 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صالحِ بْنِ كيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ناَفِعٌ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمَسْجدَ كَانَ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَبْنِيًّا
بِاللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ، وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أبو بَكْرٍ شَيْئًا، وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانِهِ في عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ، وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ، فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً، وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ، وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، وَسَقَفَهُ بِالسَّاجِ.
(وعمده) بفتح العين والميم وضمِّها، وبهما قُرِئ:{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 9] ، ويُجمع العمود أيضًا -لكن في القِلَّة- على أَعمِدة.
(بنيانه)؛ أي: حيطانه.
(في عهده) صفةٌ لـ (بُنيانه)، أو حالٌ، والمُراد بالزِّيادة مع كونه على بُنيانه إما أنَّ المُراد ببُنيانه بعضُه، أو الآلة، أو الزِّيادة برفع السَّمْك، وأنَّه على هيئة بنيانه ووضعه.
(القَصَّة) بفتح القاف والمُهمَلة المشدَّدة: الجِصُّ، لغةٌ حجازيَّةٌ.
(سَقَّفه) بتشديد القاف، فعلٌ ماضٍ، وفي بعضها:(سَقْفُه) اسمٌ معطوفٌ على (عُمُده).
(بالساج) هو ضَرْبٌ من الشَّجَر.
قال (ط): ما ذكَره البُخاري في الباب يَدلُّ على أنَّ السُّنَّة في بنيان المَساجِد القَصْر، وترك الغُلُوِّ في تَشييدها خشيةَ الفِتْنة، والمُباهاة، فإنَّ فعل عمر وعُثمان ذلك مع الفُتوح، وكثرةِ المال في زمانهما، ولم يبلغا