الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: أَخْبَرناَ خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ، حدَّثَنِي غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزنِيِّ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالظَّهَائِرِ فَسَجَدْناَ عَلَى ثِيَابِنَا اتِّقَاءَ الْحَرِّ.
الحديث الثَّالث:
(خالد بن عبد الرَّحمن) لم يُذكر في "الجامع" إلا في هذا المَوضع.
(غالب) بالإعجام.
(بالظهائر) جمعُ الظَّهيرة؛ أي: الهاجرة، أراد بها الظُّهر، وجَمَع نظرًا إلى تعدُّد الأيام.
(فسجدنا) عطفٌ على مقدَّر، أي: فَرشْنا الثِّياب فسجَدنا.
(اتقاء) من الوِقَاية، أي: لأَنْفسِنا من الحَرِّ، وهذا محمولٌ عند الشَّافعي على ثَوبٍ غير مُتصِلٍ بالمُصلِّي، أو متصلٍ لكنْ لا يتحرَّك ما يَسجُد عليه بحركته، فلا يكونُ حُجَّةً عليه لمَكان الاحتمال.
* * *
12 - بابُ تَأْخِيرِ الظُّهْرِ إلى العَصْرِ
(باب تأخير الظُّهر)
543 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ-، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -
صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، فَقَالَ أَيَّوبُ: لَعَلَّهُ في لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ، قَالَ: عَسَى.
(سبعًا)؛ أي: سبْع ركَعاتٍ للمَغرِب والعِشاء، وثَمانيًا للظُّهر والعَصْر، فقوله بعده:(الظُّهر) إلى آخره، بالنَّصْب بدَلٌ، أو بيانٌ، أو نصْبٌ على الاختِصاص، أو على نَزْع الخافِض، والأصل للظُّهر.
قيل: ليس هذا صَريحًا في الجَمْع، فقد يكون أخَّر الظُّهرَ إلى آخر وقْتها، وعجَّل العصْرَ من أَوَّلِ وقْتها كما قاله عَمْرو بن دِيْنَار لجابرٍ: أَظنُّه كذلك، قال جابر: وأَنا أَظُنُّه أيضًا، وأُجيب: بأنَّه لا يبقى للإخبار به حينئذ فائدة، وأيضًا، فقد رواه ابن عبَّاس كما سيأتي بلفظ:(جميعًا)، ولكن لا دلالةَ حينئذٍ على ما تَرجمهُ البُخاريُّ من التَّأخير؛ لاحتمال جمع التَّقديم إلا أَنْ يكون فَهِمَ ذلك من الحديث، ولكنَّه اختصر، أو من السِّيَاق.
(أيوب)؛ أي: السَّخْتِيَاني.
(في ليلة)؛ أي: معَ يَومها بقَرينة: الظُّهر والعَصْر، فالعَرَب كثيرًا ما تُطلق اللَّيلة وتُريد يَومها.
(مطيرة)؛ أي: كثيرةِ المطَر، ويومُها كذلك.
(قال: عسى)؛ أي: قال جابر: عسَى ذلكَ في المطَر، فحَذَف اسمَ عسَى وخبَرَها.
قال (خ): لمَّا وقَع الجمْعُ وليس عُذْرَ سفَر: كان الجمْع للمطَر للمشقَّة في حُضور المَسجِد مرَّةً بعد أُخرى.