الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالمَسجِد أبلغ الغايات، إنَّما هو لعِلْمهما بكَراهة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذلك، وليُقتَدَى بهما في الأَخْذ من الدُّنْيا بالقَصْد والكِفاية والزُّهد.
* * *
63 - بابُ التَّعَاوُنِ في بِنَاءِ الْمَسْجِدِ
(باب التَّعاوُن في بِنَاء المَسجد)
447 -
حَدَّثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلاِبنهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثهِ، فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ في حَائِطٍ يُصْلِحُهُ، فَأَخَذَ رِداءَهُ فَاحْتبَى، ثُمَّ أنشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أتَى ذِكْرُ بِنَاءَ الْمَسْجدِ فَقَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنتَيْنِ لَبِنتَيْنِ، فَرآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَينفُضُ التُّرابَ عَنْهُ وَيَقُولُ:"وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئةُ الْبَاغِيةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونه إِلَى النَّارِ"، قَالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ.
(ولابنه) الضَّمير لابن عبَّاس.
(حائط)؛ أي: بُستان، سُمِّي بذلك لأنَّه لا سقفَ له.
(فاحتبى) هو أَنْ يَجمَع ظَهْرَه وساقَيه بعِمامته، وقد يَحتبي بيَديه.
(وأنشأ)؛ أي: شَرعَ في التَّحديث.
(فينفض) في بعضها: (فجعَلَ يَنفِضُ)، وفي بعضها:(فنَفَضَ).
(ويح) كلمةُ رحمةٍ كما أنَّ ويل كلمةُ عذابٍ، وهما منصوبان إذا أُضيفا كما هنا بإِضمارِ فِعْلٍ، وكذا إذا نُكِّرا نحو: ويحًا لزَيْدٍ، وويلًا له، ويجوز فيه: ويحٌ له، وويلٌ له بالرَّفْع على الابتداء.
(الفئة الباغية) هي في الاصطِلاح الفِقْهيِّ: فِرْقةٌ خالفتِ الإمامَ بتَأويلٍ باطلٍ ظنًّا، وبمتبُوع مُطاعٍ وشَوكةٍ يُمكنُها مقاومتُه، وهذا ساقطٌ في بعض النُّسَخ.
قال القاضي: إن هذه الزِّيادة في رواية ابن السَّكَن، والأكَثَر على الحَذْف.
(إلى الجنة)؛ أي: إلى سبَبِها، وهو الطَّاعة كما أنَّ النَّار سببُ المَعصية.
فإن قيل: قتلَه أهلُ الشَّام بصِفِّيْن، وفيهم صحابةٌ، فكيف جاز أنَّهم يَدعونَه إلى النَّار؟
قيل: هم يظنُّون أنَّهم يدعونَه إلى الجنَّة باجتهادهم، ولا يُحمل على بعثة عليٍّ عمَّارًا للخوارج يَدعوهم إلى الجماعة؛ لأنَّهم ما قَتَلوه، نعَمْ، يُمكن حَمْلُه عليه على نُسخَة تَرك:(تَقتُله الفِئة البَاغيَةُ)، وقد قال