الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - بابُ الشِّعْرِ في الْمَسْجِدِ
(باب الشِّعْر في المَسجد)، وفي بعضها:(إِنْشَادِ الشِّعْر).
453 -
حَدَّثَنَا أَبو اليَمَانِ الحَكَمُ بنُ ناَفع، قَالَ: أَخْبَرناَ شُعَيبٌ، عَن الزُّهرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرني أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكَ الله هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا حَسَّانُ! أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اللهُمَّ أيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ"؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نعمْ.
(حسان) يُصرَف ويُمنعَ بناءً على أنَّه من الحُسْنِ أو الحِسِّ.
(أنشدك الله) بضَمِّ الشِّين، ونشدَ نشدًا: إِذا قلتَ له: نشدتُكَ الله، أي: سأَلتُك بالله، والجلالة الشَّريفة نصبٌ، وفي رواية:(بالله).
(أجب عن رسول الله) عُدِّيَ بـ (عن)؛ لأنَّه ضُمِّن معنى ادفع، أو أَنَّ التَّقدير: دافعًا عن، وليس من إجابة السُّؤال، أو المعنى: أَجِبِ الكُفَّارَ عن رسول الله، ثم يحتمل أَنَّ حسَّان نقلَه بالمعنى، وإنَّما قال صلى الله عليه وسلم: أجبْ عنِّي، فعبَّر عنه بذلك تَعظيمًا". أو أنه صلى الله عليه وسلم نطَق به كذلك تَربيةً للمَهابة، وتَقويةً لداعي المَأمور، كما في:{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [النمل: 79]، ونحو: الخَليفةُ رَسَمَ بكَذا، مكان: أنا رسمت.
(أيده) التَّأييد: التَّقوية.
(القدس) بضَمِّ الدَّال وسُكونها اسمًا ومصدرًا: الطُّهْر.
قال (ط): هذا الحديث وإِنْ لم يكُن فيه أنَّه أَنشَد شِعْرًا في المَسجِد، لكنْ في (باب بَدْء الخَلْق)، وبه تتمُّ التَّرجَمة: (مَرَّ عُمَرُ بالمَسجِد وحسَّانٌ يُنشِدُ، فزَجَرهُ، فقال: أَنشَدتُه وفيه مَنْ هو خيرٌ منك، ثم التَفتَ إلى أبي هُريرة، فقال: أَنشُدكَ الله
…
) إلى آخره، وهو يَدلُّ على أَنَّ قولَه صلى الله عليه وسلم:(أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللهِ)، كان في المَسجِد، وقد اختُلف في ذلك، فقيل: يَجوزُ ما لا بَأْسَ به، وقيل: يَمتَنع، وقيل: المَنهيُّ عنه الشِّعْر الذي فيه الخنَا والزُّور، أو يَغلِبُ على المَسجِد حتَّى يكون كلُّ مَنْ فيه يَتشاغَلُ به، وقال (ن): هو مُستحبٌّ إذا كان في تَمادح الإِسلام وأهله، أو هِجَاء المُشركين، أو التَّحريض كما كان شِعْر حسَّان، وفي الحديث الدُّعاء لمَنْ يقولُ مثلَ ذلك، والانتِصار من الكُفَّار به.
قال الطَّحَاوي: لكنْ لا يَبدؤُهم بسَبٍّ ولا هِجَاءٍ مخافةَ سَبِّهم الإِسلامَ وأهلَه، قال تعالى:{وَلَا تَسُبُّوا} [الأنعام: 108] ، ولتنْزيه ألسنة المُسلمين إلا أَنْ تَدعُوَ إليه ضرورةٌ كابتِدائهم به، يدلُّ عليه لفظ:(أَجِبْ)، وإنَّما اكتفَى بأبي هُريرة وَحْدَه؛ لأنَّها روايةٌ لا شهادةٌ، وإنْ سُمِّيت بذلك مجازًا.
* * *