الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - بابُ رَفْع الصَّوْت بِالنِّدَاءِ
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أنْ أَذَانًا سَمْحًا وَإِلَّا فَاعْتَزِلْنَا.
(باب رَفْعِ الصَّوتِ بالنِّداء)
(وقال عمر)؛ أي: لمُؤذِّنه.
(سَمْحًا) بسكون الميم، أي: سَهْلًا، ومنه السَّماحة في المُعاملات، أي: بلا نَغَماتٍ وتَطْريبٍ.
(فاعتزلنا)؛ أي: اتْرُكْ مَنصِب الأذان.
* * *
609 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَناَ مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازنيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ: "إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءَ، فَإنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
(صَعْصَعَة) بمُهملاتٍ مفتوحاتٍ سِوى الثَّاني، فإنَّه ساكنٌ.
(للصلاة)؛ أي: لأَجْلها، وفي بعضها:(بالصَّلاةِ).
(مدًّا)؛ أي: غايتَه.
قال التُّورِبِشْتي: وفي زيادة: (مَدًّا) مع الغُنية عنها تنبيهٌ على أنَّ آخرَ من يَنتهي إليه الصَّوت يَشهد له كما يشهد الأَوَّل.
وفيه الحثُّ على استفراغ الجُهد في رفع الصوت بالأذان، وقال البَيْضَاويُّ: إذا شَهد من يسمع آخرَ الصَّوت مع كونه أخفى لا محالةَ لبُعده؛ فلأنْ يشهدَ مَن هو أدنى وسَمع مبادئه أَولى.
(شيء) قيل: ممن تصحُّ منه الشَّهادة كالملائكة، وقيل: عام في الجماد وغيره بأنْ يخلُقَ الله له إدراكًا، فهو تعميمٌ بعد تخصيص، وفائدة هذه الشَّهادة، {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79]، اشتهارُه بالفضل يومئذٍ، وعلوُّ الدَّرَجة كما يُفضَح من يُفضَح بالشَّهادة عليه.
(سمعته)؛ أي: الكلام الأخير، وهو أنَّه لا يسمع
…
إلى آخره.
وفيه استحبابُ الأذان للمُنفرِد دون أن يؤذِّن على مكانٍ مرتفعٍ؛ ليكون أبعدَ لذهاب الصَّوت، وكان بلالٌ يؤذِّن على بيت امرأةٍ من بني النَّجَّار بيتُها أطولُ بيتٍ حَوْلَ المَسجِد.
وفيه العُزلةُ عن النَّاس، واتخاذُ الغنَم، والمُقامُ بالبادية من فعل السَّلَف، وفضْلُ الإعلان بالسُّنَن، وكثْرةُ الشُّهداء عليه يوم القيامة.
* * *