الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل التاسع: دعاة على أبواب جهنم
…
الفصل التاسع: دعاة على أبواب جنهم
جاء في الحديث الذي أخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة إلى فرق وأحزاب، أن منهم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها، وهذا ينطبق على كل دعاة الإفك والضلال.
وإذا كان مَنْ أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ منهم دعاة على أبواب جهنم مع دعواهم الإسلام، فما بالك بالدعاة إذا كانوا من أكابر الملحدين، دينهم الإلحاد والكفر بخالق الخلق سبحانه وتعالى، ومن أولئك الدعاة على أبواب جنهم دعاة الاشتراكية، سواء أكانوا من العرب أو من غيرهم، ينتسبون إلى الإسلام أو لا ينتسبون إليه.
أما بالنسبة لدعاة الاشتراكية في البلاد الإسلامية وهُمْ ما بين ملحد ضالٍّ، وجاهل غرّ، فقد عرفت مما سبق أنهم يحاولون بشتَّى الخدع والافتراءات تقريب الاشتراكية العلمية الماركسية إلى الإسلام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم وأكابر الصحابة -رضوان الله عليهم- وقد حشروا في زمرتهم أم المؤمنين خديجة والصحابي الجليل أبو ذر الغفاري وعمر وغيرهم، كل هؤلاء اشتراكيون، بل ومن المؤسسين الأوئل للاشتراكية.
والذي يهمنا الآن هنا ليس هو الرد عليهم في مزاعمهم، فهي أقلَّ وأذل من أن يهتمَّ لها، ولكن الذي يهم القارئ هو الاطلاع على شبههم وكيفية
دعواتهم الاشتراكية إلى الناس، وكيف أنهم ركبوا لتحقيق ذلك كل صعب وذلول، وجاءوا بأكاذيب وافتراءات على الإسلام وخيرة الناس بعد الأنبياء والمرسلين تقشعِّر لها الجلود، ومن نصوص مكذوبة لا قيمة لها أو صحيحة، ولكنهم تسلَّطوا عليها بالتحريض دون مبالاة، وكيف لا يكون ذلك منهم وقد قرَّر لهم رؤساء الاشتراكية الماركسية أن الكذب والخداع والغش ومحو الفضيلة وسائر الأخلاق الذميمة كلها فضائل إذا كانت تؤدي إلى نشر الشيوعية، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، وقد نبغ كُتَّاب وصحفيون ومدرسون وغيرهم ينادون بتطبيق الاشتراكية التي مرَّةً يصفونها بأنها علمية، ومرة بأنها إسلامية، وأخرى بأنها عدالة ورحمة، وأن الشعوب تتطلّع إلى تحقيقها بفارغ الصبر، يتمنَّون بين عشية وضحاها أن تأتي الاشتراكية وتؤمِّم جميع ممتلكاتهم، وتجعلها ملكًا للدولة، وتجعلهم حطبًا في وقودها؟!
وللعاقل أن يسأل: ولما كل هذا الإيثار؟ وكيف وصلت الشعوب في حبهم للحزب الاشتراكي والدولة الاشتراكية إلى حد أنهم {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} 1.
ولا أشك أن كل قارئ يعرف أن هذا كله كذب ودجل وتزلف إلى الحكام الاشتراكيين بما يرضيهم دون تأنيب من ضمير أو حياء، أو على الأقل الخوف من عقلاء الشعوب أن يلعنوهم، وإليك بيان بعض أساليبهم في الدعوة إلى الاشتراكية.
1 سورة الحشر، الآية:9.
1-
إذا وجدت مرحلة كان الاشتراكيون فيها أقل عدد من أهل الدين، وكانت القوة للدين، فلا حرج على الاشتراكي أن يتظاهر بكلمات التديُّن مع بقائه على العداء الشديد للدين وأهله، وقد أوصاهم بذلك كبار رؤسائهم.
2-
أن تتركّز جهود دعاة الاشتراكية على محاربة كل الروابط الدينية، وخصوصًا الجوانب الروحية والتقليل من شأنها، وأن الحياة الصحيحة هي المادة التي أمامك لا غير.
3-
أن يعاد تفسير كل ما قاله الدين بتفسير اشتراكي، سواء ما يتعلق منها بالقصص أو المواعظ أو الأحداث، بل وتفسير كل شيء في الاشتراكية الماركسية بأنه من الدين، أو لا يتعارض مع الدين.
4-
تجنيد بعض رجال الدين أو كلهم، وجعلهم في مقدِّمة دعاة الاشتراكية إذا أمكن ذلك؛ لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها، وهؤلاء يجب أن يكونوا على اقتناع بالاشتراكية الشيوعية، ولا حرج عليهم أن يجاهروا بعد ذلك بالتدين؛ لأن النفاق فضيلة إذا أريد به تقوية الاشتراكية الماركسية؟!
5-
استمرار النداءات بأنّ الاشتراكية هي التحرُّر، وهي رفع معيشة الشعوب، وهي نصرة الفقراء والمظلومين، وهي النور الذي لايستغني عنه أحد
…
إلى آخر هذ الدعايات الرنَّانة الجوفاء في حقيقتها.
6-
شدة مراقبة أهل الدين وتسجيل كل ما يتفوَّهون به في المدراس أو في المساجد أو في اجتماعاتهم، وتخويفهم من عاقبة أيّ خطأ يرتكبونه ضد الاشتراكية العلمية، وأن عليهم إذا أرادوا الحياة أن يسايروا الركب.
7-
التهجُّم على الأثرياء وأنهم طبقة مستعبدة، وأن الإسلام لا يجيز للشخص أن يمتلك الأموال الكثيرة وغيره جياع، والغرض من هذا تصحيح ما تقوم به الاشتراكية من تأميم الأموال دون وجه شرعي، ومعلوم أن الإسلام لا يمنع أن يكون بعض الناس أثرياء مهما بلغ ثراؤهم ما داموا يؤدون حق الله فيه، فالفقر والغنى كله بتقدير الله تعالى.
8-
يجب على الجميع أن يأتوا بالتبريكات وبالتبريرات لأيّ عمل تقوم به الدولة الاشتراكية، وأن كل ما تفعله هو الحق والخير، وكل ما تعاديه هو الشر والضرر.
9-
ترديد الشعارات التي تخدم الاشتراكية في كل مناسبة، وبالتالي ترديد الذمّ لكل ما يخالفها، والقاء النعوت المنفرة لمخالفيها؛ كالرجعية والجمود والتخلف وإرادة إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، إلى غير ذلك من الأكاذيب التي يجيدها خدم الاشتراكية.