الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
تعقيب
وفي الختام يتضح لنا مما سبقت دراسته أن الأسس التي تقوم عليها الاشتراكية الشيوعية هي:
1-
إلغاء الملكية الفردية واستبدالها بالملكية العامة المتمثِّلة في الطبقة الحاكمة؛ للوصول إلى إلغاء الصراع الطبقي من المجتمع البشري بإلغاء الباعث عليه وهو الملكية الفردية.
2-
توزيع النتاتج على الأفراد كلٍّ بحسب مساهمته في الإنتاج وحاجته، وهو المبدأ الذي يعبرون عنه بقولهم:"من كلٍّ حسب طاقته، ولكلٍّ حسب حاجته".
3-
الإشباع الجماعي للحاجات وليس الربح، وهو مبدأ "المساواة في الأجور".
4-
التخطيط للنمو الاقتصادي، وكفالة الدولة لجميع المواطنين، في مقابل تكليف القادرين منهم بالعمل رجالًا ونساءً.
5-
القضاء على الحرية الفردية.
6-
إلغاء الكثير من العلاقات الاجتماعية المتوارثة، كالإرث والهبة، بل وإلغاء كافَّة الطابقات بإقامة دكتاتورية البروليتاريا -الطبقة الكادحة.
7-
إنكار الدين ومحاربته.
8-
إلغاء الحكومة في المستقبل، وإقامة مجتمع متعاون متعاطف بغير حكومة "حكم الشعب نفسه بنفسه".
هذه أهم الأسس التي قامت عليها الثورة الاشتراكية الشيوعية، ولكن جاءت النتائج في التطبيق الفعلي لتلك الأسس على النحو الآتي، بالإضافة إلى ما سبق بيانه:
1-
انعدام الحرية الاقتصادية الفردية.
2-
انعدام الحافز الفردي.
3-
عدم تجويزهم الملكية الفردية.
4-
حكم الشعوب بالحديد والنار.
5-
فشل مبادئ الاشتراكية فشلًا ذريعًا.
6-
محاربتها للأديان متأثِّرة بالعداء للدين النصراني.
7-
ظهور الكثير من المفاسد الاجتماعية؛ كالرشوة والغبن اللأخلاقية؛ كتفشي الرذائل بكل صورها وأشكالها1.
والسر في ذلك أن المذهب الشيوعي ليس قاصرًا فقط على الناحية الاقتصادية كما يذكر عنه، بل هو مذهب شامل لجميع النواحي: عقدية كانت أو مادية، كما هو حال الشيوعية حقيقة، فمنْ تصور أن الشيوعية مذهب اقتصادي بحت لا شأن له ببقية الأمور العقدية والتنظيمية فهو مخطئ، خدعه زعم الملاحدة هؤلاء أن أصل كل الحياة بأنظمتها ومعتقداتها وجميع شئون الإنسان إنما كان أصلها المادة، وهو زعم كاذب بَنَوْا عليه النظرية الشيوعية التي جعلوا واجهتها الكبيرة التركيز فقط على الناحية
1 بتصرف عن النظام الاقتصادي في الإسلام ص49.
الاقتصادية خداعًا للناس ونفاقًا، فإن أول ما يبطل هذا الزعم هو أن يقال لهم: إذا كانت الشيوعية لا شأن لها إلّا بإصلاح الأمور الاقتصادية فقط، فما بال الاضطهاد الديني هو الشاغل الأول لدول الشيوعية؟ ولماذا كثرت الضحايا التي لا يعلمها إلّا الله في سبيل إعلاء العقيدة الشيوعية؟ فلقد كان الجانب الاقتصادي في الشيوعية هو أقلّ الجوانب أهميةً، بل لا يكاد يقارن بما توليه الشيوعية من اهتمام بالجوانب العقدية الفكرية.