الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: التكافل في النظم البشرية
المطلب الأول: التكافل في الرأسمالية
…
المبحث الرابع: التكافل في النظم البشرية
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: التكافل في الرأسمالية
1-
أما التكافل في النظم البشرية وأهمها الرأسمالية يكفي في وصفها بالنقص أنها من وضع البشر الناقصة عقولهم، القاصرة أفهامهم عن إدراك الحق في الأمور المغيبية عنهم.
2-
إن التكافل في النظم البشرية إنما هو قائم على تجارب وآراء هي عرضة للتغيير والتبديل باستمرار بسبب ما يظهر من النقص فيها من حين لآخر، وهو شأن طبيعة البشر.
3-
إن التكافل في النظم البشرية مقصور على الناحية المادية؛ حيث تضمن المؤسسات لأفرادها في حالة الحاجة أن تقدّم لهم مساعدة مادية حسب الأنظمة المقرر لدينهم، وليس فيه أي جانب روحي أو أخلاقي عدا ذلك المال.
4-
إن التكافل فيها مقصور على الأفراد أو الجماعات الذين هم ضمن نطاق ذلك التكتل، وليس فيه أيّ نظرة لمن عداهم.
5-
إن التكافل فيها لا يعير الناحية الإنسانية النابعة عن الشعور بالعطف والرحمة تجاه الآخرين أي اهتمام؛ إذ أن الهمَّ كله متوجّه إلى جمع المال وادِّخاره، لا إلى الرعاية للمجتمع والوقوف إلى جانبه، وما وجد من التكافل عندهم فإنما كان بسبب الضغوط المتوالية من الشعب على الحكام، وبسبب المنفاسات الساسية فيما بينهم.
6-
إن تلك النظم السياسية والاجتماعية إنما أقرَّت نظام التكافل الاجتماعي في مقابل ما أخذته من الشعوب من أنواع الضرائب المختلفة التي تفوق ما يقدمه الشخص لهم مما يأخذه منهم، وهذا يفيد أن ما يأخذه الشخص في نظام التكافل الاجتماعي البشري إنما يأخذه في مقابل ما أُخِذَ منه.
7-
إن نظام التكافل البشري لم يستند إلى ضمير الشخص وعطفه وكرمه، أنما يستند إلى القانون الذي يفرض التزامه على الجميع بالقوة، ولهذا فإنَّ الشخص مهما يقدّم بقوة القانون يقدّمه وهو غير راض ولا مؤمل أي ثواب عند الله تعالى، فلا يقدمه إلّا إذا ضاقت عليه الحيل للإفلات من دفعه.
ومن هنا تلاحظ الفرق بين تقبُّل الشخص لفعل الخير تجاه الآخرين في الإسلام، وفي النظم البشرية القاصرة، وبالتالي نتائج كل فريق، وما يقدمه لخدمة أبناء أمته ودينه، والآثار النفسية عند كل فريق، سواء أكان مفيدًا أو مستفيدًا، وهذه العيوب تظهر بوضوح في التكافل في النظام الرأسمالي.