الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحب العقل والذوق أن يقولها ويفعله، دون أي حياء لديهم أو وازع من ضمير، وصدق عليهم قول المصطفى -صلى الله عليه سلم:"إذا لم تستح فاصنع ما شئت"1.
ولن يجد الإنسان الحرية الصحيحة إلا في عبادة ربه والخضوع له وحده لا شريك له، كما أنه لا حرية مع عدم طاعة الله تعالى، فإن من لم يذل لله أذلَّه الله لغيره.
1 أخرجه البخاري، ج10، ص523، "الفتح".
5-
الإلحاد:
ومن الجدير بالذكر أن للملاحدة أسماء كثيرة اخترعوها من واقع عقيدة كل مجموعة، مع الأخذ في الاعتبار أنّ الملاحدة كلهم متفقون على اعتقاد الإلحاد، ولكنهم يختلفون بعد ذلك حسب الآراء والأهواء، فتأتي التسمية من ذلك الواقع.
فالمادّيون، أخذت تسميتهم من اعتقادهم أن وجود جميع هذا الكون إنما هو تابع لوجود المادة التي ليس وراء وجودها أي وجود مؤثّر في الإيجاد.
وقسم منهم يسمون "الطبيعيون" بسبب اعتقادهم بأنّ التغيرات التي تحصل على المادة إنما تحصل بأسباب ذاتية ترجع إلى طبيعة المادة.
وبعضهم يعتقد أن تلك التغيرات إنما تحصل بالآلية في حركة ذرات المادة، فقيل لهم أصحاب المذهب الآلي.
وبعضهم يعتقد أن المادة ترجع إلى ذرات صغيرة جدًّا متجانسة، والتغيير
إنما يرجع فيها إلى شكل التأليف والتركيب بينها، فسموا أصحاب المذهب الذري.
وبعضهم لم يعتقد إلّا بما يحسه فقط، فقيل لهم "حسيون".
وبعضهم يردد كلمة الواقع المدرَك بالحسّ، أو الواقع المدرك، أو الواقع الملموس، وأشباه هذه العبارات فقيل لهم "الواقعيون".
وبعضهم اتخذ اسم الوضعية.
وبعضهم زعم أن الأشياء توجد أولًا ثم تصنع الأفكار ماهيتها، فسموا بالوجوديين1.
وهكذا تعددت الأسماء، والهدف النهائي واحد هو الإلحاد، ويبقى الاختلاف بينهم لفظيًّا؛ لتسهيل مغالطاتهم الناس من وراء كثرة تلك الأسماء؛ ليحتدم الخلاف حولها بين الناس، وإشغالهم بها، فقبحهم الله ما أكثر أسمائهم وما أقل نفعهم.
1 بتصرف عن "كواف زيوف"، ص510.