الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و -
الأَْلْبِسَةُ الْمَغْصُوبَةُ:
18 -
لَيْسَ لِلْعَارِي أَخْذُ الثَّوْبِ قَهْرًا (غَصْبًا) مِنْ مَالِكِهِ لِلصَّلَاةِ فِيهِ، وَتَصِحُّ بِدُونِهِ مَا لَمْ يَجِدْ غَيْرَهُ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَقِّ الآْدَمِيِّ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ لَمْ يَجِدْ مَاءً يَتَوَضَّأُ بِهِ إِلَاّ أَنْ يَغْصِبَهُ، فَإِنَّهُ يَتَيَمَّمُ، وَهَذَا عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ (1) .
حُكْمُ اتِّخَاذِ الأَْلْبِسَةِ الْخَاصَّةِ
بِالْمُنَاسَبَاتِ وَالأَْشْخَاصِ
:
أ -
مَلَابِسُ الأَْعْيَادِ وَمَجَامِعِ النَّاسِ:
19 -
جَعَل اللَّهُ تَعَالَى الأَْعْيَادَ أَيَّامَ فَرَحٍ وَسُرُورٍ وَزِينَةٍ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلِذَا فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ التَّطَيُّبَ وَالتَّزَيُّنَ لَهَا مُسْتَحَبٌّ، وَالتَّزَيُّنُ بِلُبْسِ الثِّيَابِ الْجَمِيلَةِ وَالْجَدِيدَةِ، وَأَفْضَلُهَا الْبَيَاضُ، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ (2) وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إِظْهَارِ نِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عَبْدِهِ الَّتِي يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ، وَلِذَا لَا يَنْبَغِي تَرْكُ إِظْهَارِ الزِّينَةِ وَالتَّطَيُّبِ فِي الأَْعْيَادِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا تَقَشُّفًا، فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ (3) .
(1) الفتاوى الهندية 1 / 59، وحاشية ابن عابدين 1 / 276، وروضة الطالبين 1 / 288، والشرح الكبير 1 / 211، والمغني لابن قدامة 1 / 595.
(2)
حديث: " البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم. . . " أخرجه أبو داود، (3 / 209 - ط عزت عبيد دعاس) وإسناده صحيح.
(3)
حديث: " إن الله تعالى يحب أن يرى أثر. . . " سبق تخريجه (ف / 2) .
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ فِي الْعِيدَيْنِ بُرْدَةً حِبَرَةً (1) .
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبِ مِهْنَتِهِ (2) .
وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَمُّ، وَيَلْبَسُ بُرْدَهُ الأَْحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ (3) .
وَعَنْ جَابِرٍ قَال: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُبَّةٌ يَلْبَسُهَا فِي الْعِيدَيْنِ وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ (4) .
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ بُرْدَيْنِ أَخْضَرَيْنِ وَلَبِسَ مَرَّةً بُرْدًا أَحْمَرَ (5) . وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ بِخَمْسِينَ
(1) حديث: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدين بردة حبرة " أخرجه ابن الأحمر كما في المغني لابن قدامة (2 / 370 - ط الرياض) وضعفه النووي في المجموع (5 / 6 - ط المنيرية) .
(2)
حديث: " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته. . . " أخرجه ابن ماجه (1 / 348 - ط الحلبي) وقال البوصيري: إسناده صحيح.
(3)
عن جابر " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتم، ويلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة. . . " أخرجه البيهقي (3 / 280 - ط دائرة المعارف العثمانية) وفي إسناده انقطاع.
(4)
حديث: " كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة. . . ". أخرجه ابن خزيمة (3 / 132 - ط المكتب الإسلامي) وإسناده ضعيف. (فيض القدير 5 / 174 ط المكتبة التجارية) . وانظر: رد المحتار على الدر المختار1 / 556، وفتح القدير 2 / 40 ط دار إحياء التراث العربي، وحاشية الجمل على شرح المنهج 2 / 98، والمهذب 1 / 126، جواهر الإكليل 1 / 103، والمغني لابن قدامة 2 / 370 ط الرياض الحديثة، وكشاف القناع عن متن الإقناع 2 / 51 - 52 ط النصر الحديثة.
(5)
حديث البردين: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (12 / 76 - ط دار المعارف) وإسناده صحيح.