الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة
أبيات لأبي البركات الشيخ أحمد بن محمد الدردير (1127 - 1201)، رحمه الله، ختم بها منظومته الشهيرة في علم التوحيد، والمسماة:
بـ (الخريدة البهية في العقائد التوحيدية)، رأيت أن أجعلها مسك ختام صفحات هذا الكتاب، تبركا بإيرادها، وتذكيرا بمضمونها ومحتواها الذي يستحضره المسلم في كل وقت وحين، وهي أبيات تبتدئ من البيت التي يدل على ما تنطوي عليه كلمة الإسلام من معاني التوحيد والإيمان، والهدي إلى صالح الأقوال والأعمال. وهي كلمة لا إلاه إلا الله، محمد رسول الله. وهذه الأبيات هي المذكورة بقوله:
وينطوي في كلِمةِ الإسلام
…
ما قد مضى من سائر الأحكام
فأكثِرن من ذِكرها بالأدب
…
ترقى بهذا الذكر أعلى الرتب
وغلب الخوف على الرجاء
…
وسر لمولاك بلا تناء (بلا تَبَاعُد)
وجدد التوبة للأوزار
…
لا تيأسنْ من رحمة الغفار
وكُن على الآله شكورا
…
وكن على بلائه صبورا
وكل أمر بالقضاء والقدر
…
وكل مقدور، فما عنه مفر
فكن له مسلِّما كى تسلَما
…
واتْبَع سبيل الناسكين العلما
وخلِّص القلب من الأغيار
…
بالجد والقيام في الأسحار
والفكر والذكر على الدوام
…
مجتنبا لسائر الآثام
مراقبا لله في الأحوال
…
لترتقي معالم الكمال
وقل بذل: رب لا تقطعني
…
عنك بقاطع ولا تَحرمني
من سرك الأبهى المزيل للعمى
…
واختم بخير، يا رحيم الرحما
والحمد لله على الإتمام
…
وأفضلُ الصلاة والسلام
على النبي الهاشمي الخاتم
…
وآله وصحبه الأكارم
ونفس المعنى الذي تضمنه البيت الأول من هذه الأبيات نجده عند الفقيه الجليل والعلامة الإِمام الأبر الكبير، أبي محمد عبد الواحد بن عاشر الأندلسي الفاسي رحمه الله في أبياته المتعلقة بعلم التوحيد من منظومته الفقهية في العبادات، والمسماة بـ (المرشد المعين على الضروري من علوم الدين).
يقول في ثلاثة أبيات منها:
وقول لا إلاه إلا الله
…
محمد أرسله الإلاه
يجمع كل هذه المعاني
…
كانت لذا علامة الإيمان
وهي أفضل وجوه الذكر
…
فاشغَلْ بها العمر تفزْ بالذخر
وفقنا الله لسديد الأقوال وصالح الأعمال، وللتحلي بخلق كتابه القرآن، والاهتداء والاقتداء بنبيه ورسوله سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأزكى السلام. وجعلنا على سنن العلماء العاملين، وعلى نهج العباد الصالحين، وختم لنا بالسعادة التي ختم بها لأنبيائه ورسله، وأصفيائه وأوليائه المتقين، وجعلنا يوم لقائه من الآمنين المطمئنين، وممن ينعمون ويسعدون في الآخرة بنعيمه المقيم، والنظر إلى وجهه الكريم، فهو سبحانه الجواد الكريم، والرحمان الرحيم.
فاللهم استجب الدعاء، وحقق الأمل والرجاء بفضلك وجودك، وكرمك وإحسانك يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولجميع المسلمين، آمين.
وصلي الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.