الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث
391 -
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ، فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَهُ شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لَيْسَ بِالقَصِيرِ، وَلَا بِالطَّوِيلِ (1).
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (3358)، كتاب: المناقب، باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم، و (5510)، كتاب: اللباس، باب: الثوب الأحمر، و (5561)، باب: الجعد، ومسلم، (2337/ 91 - 93)، كتاب: الفضائل، باب: في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (4072)، كتاب: اللباس، باب: في الرخصة في ذلك، و (4183، 4184)، كتاب: الترجل، باب: ما جاء في الشعر، والنسائي (5060 - 5062)، كتاب: الزينة، باب: اتخاذ الشعر، و (5232، 5233)، باب: اتخاذ الجمة، و (5314)، باب: لبس الحلل، والترمذي (1724)، كتاب: اللباس، باب: ما جاء في الرخصة في الثوب الأحمر للرجال، و (3635)، كتاب: المناقب، باب: ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وابن ماجه (3599)، كتاب: اللباس، باب: لبس الأحمر للرجال.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"معالم السنن" للخطابي (4/ 193)، و"عارضة الأحوذي" لابن العربي (7/ 227)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (7/ 304)، و"شرح مسلم" للنووي (15/ 91)، و"شرح عمدة =
* الشرح:
اللِّمَّة: بكسر اللام: الشَّعْرُ يُجاوز شحمةَ (1) الأذن، فإذا بلغتِ المنكبين، فهي جُمَّة (2)، والجمعُ: لِمَمٌ، ولِمَامٌ (3).
والحُلَّة: ثوبان.
والمنكِبُ: مجمَعُ عظمِ (4) العَضُدِ والكَتِفِ (5).
فيه: دليلٌ على توفيرِ الشعر، وفَرْقه.
قال القاضي أبو بكر: الشعرُ في الرأس زينةٌ، وفرقُه سُنَّةٌ، وحلقُه بدعةٌ، وحاله مذمومةٌ، جعلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم شعارَ الخوارج، قال في "الصحيح":"سِيمَاهُمُ التَّسْبِيدُ"(6)، وهو الحَلْق.
= الأحكام" لابن دقيق (4/ 216)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (3/ 1656)، و"فتح الباري" لابن حجر (15/ 305)، و"عمدة القاري" للعيني (16/ 107)، و"كشف اللثام" للسفاريني (7/ 99)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (2/ 90).
(1)
في "ت": "شحم".
(2)
"فهي جمة" ليس في "ت".
(3)
انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 2032)، (مادة: لمم).
(4)
"عظم" ليس في "ت".
(5)
المرجع السابق، (1/ 228)، (مادة: نكب).
(6)
رواه البخاري (7123)، كتاب: التوحيد، باب: قراءة الفاجر والمنافق، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
قلت: هو بالسين المهملة، بعدها الموحدة، بعدها المثناة تحت، آخره دال مهملة، مصدرُ سَبَّدَ رأسَه: إذا استأصلَ شعرَهُ.
قال الجوهري: والتسبيدُ -أيضًا-: تركُ الادِّهان (1).
قال أصحابنا: ويجوز أن يتخذ جُمة، وهي (2) ما أحاط بمنابت الشعر، ووَفْرَةً، وهو ما زاد على ذلك حتى يبلغ (3) شحمةَ الأذنين (4)، ويجوز أن يكون أطولَ من ذلك.
وقد ذكر أبو عيسى في صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة (5): أن شعره كان فوقَ الجُمَّة، ودونَ الوَفْرَة (6).
قال: ويُكره القَزَعُ: وهو أن يحلق البعضَ، ويتركَ البعضَ، شبه بالقزع، وهو قِطَع السحاب.
قال أبو عبيد (7): يتخصص القزعُ بتعددِ مواضعِ الحلق حتى تتعدد مواضع الشعر، وبذلك تحصل المشابهة.
(1) انظر: "الصحاح" للجوهري (2/ 483)، (مادة: سبد).
(2)
في "خ": "وهو".
(3)
في "ت": "تبلغ".
(4)
في "ت": "الأذن".
(5)
"عن عائشة" ليس في "ت".
(6)
رواه الترمذي (1755)، كتاب: اللباس، باب: ما جاء في الجمة واتخاذ الشعر، وقال: حسن صحيح.
(7)
في "ت": "أبو عبيدة".
قال بعضُ متأخري أصحابنا (1): وهذا (2) مساوٍ لما روي عن مالك.
قال ابنُ وهب: سمعتُ مالكًا يقول: بلغني أن القزعَ مكروه، والقزعُ أن يترك شعرًا متفرقًا في رأسه. (3)
قال ابن وهب: وسمعتُه يكره القزعَ للصبيان، قال: وهو الشعر المتبدِّدُ في الرأس (4).
نفيسة فتحية: إن قلتَ: ما السرُّ في كونه (5) عليه الصلاة والسلام ليس بالطويل ولا بالقصير؟
قلت: لما ثبت أن (6) خير الأمور أوساطُها، وكان عليه الصلاة والسلام خيرَ الخليقة، ومعدِنَ الحقيقة، ناسبتْ صورتُه معناه، فكان وَسَطًا في الطول، وإنْ كان أطولَ الأطولين في الطول، فكمَّله اللَّه -تعالى- خَلْقًا وخُلُقًا، ورَقَّاه من درج الجمال والكمال (7) أيَّ مرقى، صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه (8)، وشَرَّفَ وكَرَّمَ.
(1) في "ت": "المتأخرين من أصحابنا".
(2)
في "ت": "وذلك".
(3)
من قوله: "قال ابن وهب: سمعت مالكًا. . . " إلى هنا ليس في "ت".
(4)
وانظر: "الذخيرة" للقراني (13/ 278).
(5)
في "خ": "كون".
(6)
"أن" ليس في "ت".
(7)
في "ت": "الكمال والجمال".
(8)
في "ت": "وصحبه".