المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحديث الثالث 397 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ - رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام - جـ ٥

[تاج الدين الفاكهاني]

فهرس الكتاب

- ‌باب العدة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌كِتْابُ اللعَانِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌كِتْابُ الرَّضَاع

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌كِتْابُ الْقَصَاص

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌كِتْابُ الْحُدُودِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌باب حد السرقة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب حد الخمر

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌كِتْابُ الْأَيْمَان وَالنُّذُورِ

- ‌الحديث الأول

- ‌ باب:

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌باب النذور

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌باب القضاء

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌كِتْابُ الْأَطْعِمَة

- ‌الحديث الأول

- ‌ باب:

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث والرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌باب الصيد

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب الأضاحي

- ‌كِتْابُ الْأَشْرِبَة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌كِتْابُ اللبَاسِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌كِتْابُ الْجِهَاد

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس والسادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌الحديث الحادي عشر

- ‌الحديث الثاني عشر

- ‌الحديث الثالث عشر

- ‌الحديث الرابع عشر

- ‌الحديث الخامس عشر

- ‌الحديث السادس عشر

- ‌الحديث السابع عشر

- ‌الحديث الثامن عشر

- ‌الحديث التاسع عشر

- ‌كِتْابُ الْعِتْقِ

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

الفصل: ‌ ‌الحديث الثالث 397 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ

‌الحديث الثالث

397 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (1):"انْتَدَبَ اللَّهُ، وَلِمُسْلِمٍ، قال: "تَضَمُّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي (2)، فَهُوَ عَلِيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ" (3).

(1)"قال" ليس في "خ".

(2)

في "ت": "رسولي".

(3)

* تَخْرِيج الحَدِيث:

رواه البخاري (36)، كتاب: الإيمان، باب: الجهاد من الإيمان، و (2955)، كتاب: الخمس، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لكم الغنائم"، و (4019)، كتاب: التوحيد، باب:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 171]، ومسلم (1876/ 103، 104)، كتاب: الإمارة، باب: فضل الجهاد والخروج في سبيل اللَّه، والنسائي (3122، 3123)، كتاب: الجهاد، باب: ما تكفل اللَّه عز وجل لمن يجاهد في سبيله، و (5029، 5030)، كتاب: الإيمان، باب: الجهاد، وابن ماجه (2753)، كتاب: الجهاد، باب: فضل الجهاد في سبيل اللَّه.

ص: 548

398 -

وَلِمُسْلِمٍ: "مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ- كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ إنْ تَوَفَّاهُ (1): أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ"(2).

* * *

* الكلام على هذا الحديث من وجوه:

الأول: كأنّ وجهَ التعبير بالضمان والكفالة تحقيقُ الموعود من اللَّه -تعالى- وتوكيدُه، وهو الجنةُ، أو الأجرُ والغنيمةُ، وكأنه -تعالى-

(1) في "ت": "يتوفاه".

(2)

قلت: كذا عزاه المصنف رحمه الله لمسلم، وإنما هو للبخاري (2635)، كتاب: الجهاد والسير، باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل اللَّه، ورواه مسلم بلفظ نحوه (1878)، كتاب: الإمارة، باب: فضل الشهادة في سبيل اللَّه تعالى، والنسائي (3124)، كتاب: الجهاد، باب: ما تكفل اللَّه عز وجل لمن يجاهد في سبيله، و (3127)، باب: مثل المجاهد في سبيل اللَّه عز وجل، والترمذي (1619)، كتاب: فضائل الجهاد، باب: ما جاء في الجهاد.

* مصَادر شرح الحَدِيث:

"إكمال المعلم" للقاضي عياض (6/ 293)، و"المفهم" للقرطبي (3/ 705)، و"شرح مسلم" للنووي (13/ 19)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 226)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (3/ 1679)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: 354)، و"التوضيح" لابن الملقن (18/ 432)، و"فتح الباري" لابن حجر (1/ 93)، و"عمدة القاري" للعيني (1/ 228) و"كشف اللثام" للسفاريني (7/ 163).

ص: 549

أوجبَ ذلك على نفسهِ على طريق التفضُّلِ لمن كان بهذه الصفة، واللَّه أعلم.

الثاني: قوله: "لا يخرجه إلا جهادٌ في سبيلي"، رويناهُ بالرفع هو وما عطف عليه، وهو الصوابُ الذي لاشك فيه؛ لأنه فاعل لـ "خرج"(1)، والاستثناء مُفَرَّغ (2)، فهو كقولنا: ما أكرمَكَ (3) إلا زيدٌ سواء، وقال ح: هو بالنصب في جميع نسخ (4) مُسْلم، "جهادًا" بالنصب، (5) وهكذا ما بعده "وإيمانًا بي وتصديقًا"، قال: وهو منصوب على أنه مفعول له، وتقديره: لا يخرجُه المخرجُ، ويحركه المحركُ إلا للجهاد، والإيمان، والتصديق (6).

قلت: هذا وجةٌ بعيدٌ جدًا، لا ينبغي حملُ الحديث عليه، والأولُ هو الصواب إعرابًا ومعنًى.

أما الإعراب، فقد ذكر، وأما المعنى، فإن الرفع أبلغُ، لإسناد الإخراج إلى الجهاد وما (7) بعدَه، حتى كَأن ذلك هو المباشِرُ حقيقةً

(1) في "ت": "يخرج".

(2)

في "ت": "مرفوع".

(3)

في "ت": "فهو قولنا سأكرمك" مكان "فهو وكقولنا: ما أكرمك".

(4)

في "ت" زيادة: "كتاب".

(5)

في "ت" زيادة: "قال".

(6)

انظر: "شرح مسلم" للنووي (13/ 20).

(7)

في "ت" زيادة: "ذكره".

ص: 550

لإخراجه حسًّا؛ إذ كان خروجه مخلَصًا من كل شائبة من الشوائب (1) الدنيوية، فتمحَّضَ (2) القصدُ لإعلاء كلمة اللَّه -تعالى- لا غيرُ، فلا مُخرجَ ولا محرِّكَ له (3) إلا ذلك، وهو (4) كقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر:"لا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ"(5) سواء، ولم يروه أحدٌ بالنصب فيما علمتُ، فليُعْرَفْ ذلك.

وقوله: "وإيمانٌ بي" يحتمل معنيين:

أحدهما: لا يخرجه إلا محضُ الإيمانِ والإخلاصِ والتصديقِ.

والثاني: إن الكلام على حذف مضاف، أي: لا يخرجهُ إلا الإيمانُ (6) بوعدي وكرمي، ومجازاتي له بالجنة على جهاده، وتصديق برسولي (7) في ذلك، والأولُ أظهرُ، واللَّه أعلم.

الثالث: قوله: "فهو عليَّ ضامنٌ"، قيل: إن فاعلًا هنا بمعنى مفعول، كقوله تعالى:{مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: 6]، بمعنى: مدفوق،

(1) في "ت": "شوائب".

(2)

في "ت": "متمحض".

(3)

"له" ليس في "ت".

(4)

في "ت": "وهذ".

(5)

تقدم تخريجه.

(6)

قوله: "والإخلاص والتصديق. والثاني: إن الكلام على حذف مضاف؛ أي: لا يخرجه إلَّا الإيمان" ليس في "ت".

(7)

في "ت": "رسولي".

ص: 551

و {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: 21]، بمعنى: مَرْضِيَّة، وقيل معناه: ذو ضمان؛ كلابِنٍ، وتامِرٍ، ويكون الضمانُ ليس منه، وإنما نُسب إليه، لتعلُّقه، والعرب تضيف بأدنى ملابسة (1).

وقوله: "أُدْخِلَه (2) الجنةَ": يحتمل أن يدخلَه عند موته، كما قال -تعالى- في الشهداء:{أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]، وفي الحديث:"أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ في الجَنَّةِ"(3)، ويحتمل أن يكون المراد (4): دخوله عند دخول السابقين والمقرَّبين، بلا حساب ولا عذاب، ولا مؤاخذةٍ بذنب، وتكون الشهادة مكفِّرَةٍ لذنوبه؛ كما صرح به في الحديث الصحيح، (5) قاله ع (6).

وقوله: "أو (7) أَرْجِعَه إلى مسكنِه": هو بفتح الهمزة وكسر الجيم، متعديه ولازمُه سواء، ثلاثي في الوجهين، قال اللَّه تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ} [التوبة: 83]، {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} [طه: 40]، وهذيل تقول:(أَرْجَعَ) رباعيًا.

(1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 226).

(2)

في "ت": "أن يدخله".

(3)

تقدم تخريجه.

(4)

"المراد" ليس في "ت".

(5)

في "ت" زيادة: "كذا".

(6)

انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (6/ 294).

(7)

في "ت": "أي".

ص: 552

وقوله: "ما نالَ من أجرٍ أو (1) غنيمة"، أي: مع ما حصل له من الأجر بلا غنيمة إن لم يغنموا، أو مع الأجر والغنيمة إن غنموا، وقيل:(أو) هنا بمعنى الواو أي (2): من أجر وغنيمة.

ح: وكذا وقع بالواو في (3) رواية أبي داود، (4) وكذا وقع في مسلم في (5) رواية يحيى بن يحيى.

وتلخيص المعنى: أن اللَّه -تعالى- ضمنَ أن الخارجَ للجهاد ينال الخيرَ بكلِّ حال، فإما أن يستشهد (6) فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجرٍ، وإما بأجر (7) وغنيمة. واللَّه أعلم (8).

* * *

(1) في "ت": "و".

(2)

في "أي" ليست في "خ".

(3)

في "ت": "وفي".

(4)

رواه أبو داود (2494)، كتاب: الجهاد، باب: فضل الغزو في البحر، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.

(5)

في "ت": "وفي".

(6)

في "خ": "فأما إن استشهد".

(7)

في "ت": "أو".

(8)

انظر: "شرح مسلم" للنووي (13/ 21).

ص: 553