الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثاني
396 -
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعديِّ (1) رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا (2) ، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا"(3).
(1)"الساعدي" ليس في "خ".
(2)
في "ت": "وما فيها".
(3)
* تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (2735)، كتاب: الجهاد، باب: فضل رباط يوم في سبيل اللَّه، واللفظ له، ومسلم (1881)، كتاب: الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل اللَّه، مختصرًا، والنسائي (3118)، كتاب: الجهاد، باب: فضل غزوة في سبيل اللَّه عز وجل، والترمذي (1648)، كتاب: فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل اللَّه، وابن ماجه (2756)، كتاب: الجهاد، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل اللَّه عز وجل.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"إكمال المعلم" للقاضي عياض (6/ 300)، و"المفهم" للقرطبي (3/ 709)، و"شرح مسلم" للنووي (13/ 26)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 225)، و"العدة في شرح العمدة" =
* الشرح:
الرِّباطُ (1): المرابطةُ، وهي: مُلَازَمَةُ ثغرِ العدوِّ (2).
هكذا (3) فسره أهلُ اللغة، وكأن المرابِط ربطَ نفسهُ في الثغر، لملازمته إياهُ مُدّةً ما.
والثَّغْرُ: هو موضع المخافة من فُروج البلدان (4)، كعَسْقَلان، والإِسكندرية، ودِمْياط، ونحوِ ذلك.
وقد تقدم أن السبيل: الطريق، وأنه يذكَّر ويؤنث.
والرَّوْحَةُ: السَّيْرُ من الزوال إلى آخر النهار.
والغَدْوةُ: السيرُ من أول النهار إلى الزوال.
و (أو) هنا (5) للتقسيم، لا للشكِّ.
ح: والظاهرُ: أنه لا يختصّ ذلك بالغدوّ والرواح من بلدته (6)،
= لابن العطار (3/ 1676)، و"فتح الباري" لابن حجر (6/ 85)، و"عمدة القاري" للعيني (14/ 176)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (5/ 89)، و"كشف اللثام" للسفاريني (7/ 155)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (8/ 24).
(1)
"الرباط" ليس في "ت".
(2)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1127)، (مادة: ربط).
(3)
في "ت": "وهكذا".
(4)
المرجع السابق، (2/ 605)، (مادة: ثغر).
(5)
في "ت": "ها هنا".
(6)
في "ت": "بلده".
بل يحصل هذا الثواب بكلِّ غدوةٍ وَروْحةٍ في طريقه إلى العدوّ، وكذا غُدُوُّه ورواحه في موضع القتال؛ لأن الجميع يسمَّى غدوةً وروحةً في سبيل اللَّه.
وقوله عليه الصلاة والسلام: "خيرٌ من الدنيا وما عليها" معناه -واللَّه أعلم-: إن فَضْلَ الغدْوة والروحة وثوابَهما خيرٌ من نعيمِ الدنيا كلها لو (1) مُلكت، و (2) تُصُوِّر النعيمُ بها كلها؛ لزوال النّعيم بالدنيا، وبقاء نعيم الآخرة (3)، لاسيما ولا نسبةَ بين النعيمين (4)، ولو لم يكن من نعيم الآخرة إلا النظرُ إلى وجهه تعالى، لكان كافيًا، نسأل اللَّه العظيم ربَّ العرش العظيم أن لا يحرمَنا خيرَ ما عندَه بشرّ (5) ما عندَنا آمين.
وهذا بابُ تشبيه الغَيْب بالمحسوس المشاهَدِ (6)، ومثلُه من وجهٍ قولُه تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35] الآيةَ، واللَّه أعلم.
* * *
(1) في "ت": "أو".
(2)
في "ت": "أو".
(3)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (13/ 26).
(4)
في "ت": "النعمتين".
(5)
في "خ": "الشر"
(6)
"المشاهد" ليس في "ت".