الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغيره إبلاء، ومعنى إبلاء الهوى بدنه: إذهابه لحمه وقوته بما يورد عليه من شدائده، وخص يوم النوى لأن برح الهوى إنما يشتد عند الفراق، ويوم النوى ظرف للإبلاء، ويجوز أن يكون معمول المصر الذي هو أسفا، والمعنى يقول: أدى الهوى بدني إلى الأسف والهزال يوم الفراق، وبعد هجر الحبيب بين جفني والنوم، أي: لم أجد بعده نوما. أنتهى.
وهذا البيت أول أبيات ثلاثة قالها في صباه، وهي أول ديوانه، وبعده:
روح تردد في مثل الحلال إذا
…
أطارت الريح عنه الثوب لم أبن
كفى بجسمي نحولا أنني رجل
…
لولا مخاطبتي إياك لم ترني
ويأتي شرحها في الباب السابع إن شاء الله تعالى
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد السبعمائة:
(797)
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا
…
فحسبك والضحاك سيف مهند
على أنه روى الضحاك بالحركات الثلاث، قال أبو حيان في تذكرته: أجاز الأخفش في "الضحاك" الرفع على أنه قام مقام مضاف محذوف، أي: وحسب الضحاك، والنصب على أنه مفعول معه، والجر عطفا على الضمير. انتهى.
وقال أبو بكر بن السراج في "الأصول": قال الأخفش: تقول: حسبك وعبد الله درهمان، على معنى يكفيك وعبد الله درهمان، فإن جررت، فهو جائز، وهو قبيح، وقبحه لأنك تعطف ظاهرا على ضمير مجرور، وأنشد:
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا
…
البيت ..
فمنهم من ينصب الضحاك، ومنهم من يجر، ومنهم من يرفع، فإن ظهرت، قلت: حسب زيد وأخيه درهمان، وقبح النصب والرفع، لأنك لم تضطر إلى ذلك. أنتهى. والعصا مستعار لجماعة المسلمين، وانشقاقها: عبارة عن اختلاف كلمتهم، قال صاحب "العباب": وانشقت العصا، أي: تفرق الأمر، وأصل هذا في الخوارج، فإنهم شقوا عصا المسلمين، أي: اجتماعهم وائتلافهم، أي: فرقوا جمعهم، ووقع الخلاف، وذلك لأنها لا تدعى العصا حتى تكون جميعا، فإذا انشقت لم تدع عصا، ومن ذلك قولهم للرجل إذا قام بالمكان، وأطمأن به، واجتمع له فيه أمره، قد ألقى عصاه، قال:
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا البيت ..
أقول القاء العصا كناية ععن الإقامة كقول الشاعر:
فألقت عصاها واستقر بها النوى
…
كما قر عينا بالإياب المسافر
ولقد ظرف الباخرزي في قوله:
حمل العصا للمبتلي بالشيب عنوان البلا
وصف المسافر أنه ألقى العصا كي ينزلا
فعلى القياس سبيل من حمل العصا أن يرحلا
والهيجاء هنا بالمد: الحرب، وتقصر أيضا، والضحاك: هنا اسم رجل، وزعم جماعة من شراح الأبيات أنه أسم سيف، ولا يستقيم المعنى عليه، على أني راجعت "العباب" و"التهذيب" فلم ار فيهما أن الضحاك اسم سيف، أو هو وصف من أوصافه، والمهند: القاطع، وقيل: المطبوع في الهند، والمعنى: إذا