الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الثمانمائة:
(881)
جارية من قيس ابن ثعلبة
على أن تنوين قيس على خلاف القياس، لأن ابناً وقع بين علمين مستجمع الشروط، فكان ينبغي حذف التنوين، إلا أنه نونه للضرورة، قال ابن جني في "سر الصناعة": من نون، لزمه إثبات الألف في ابن خطا.
قال ابن الحاجب في "الإيضاح": وزعم قوم أن "ابن ثعلبة" بدل، وقصده أني يخرجه عن الشذوذ وهو بعيد، لأن المعنى على الوصف، وأيضاً فإن خرج عن الشذوذ باعتبار التنوين لم يخرج باعتبار استعمال ابن بدلاً. انتهى.
ومن ذلك القوم ابن جني، قال في "سر الصناعة": إلى هذا رأيت جميع أصحابنا يذهبون، والذي أرى أن الشاعر لم يرد أن يجري ابناص وصفاً على ما قبله، ولو أراد لحذف التنوين، ولكن أراد أن يجري ابناً بدلاً مما قبله، وحينئذ لم يجعل منه كالشيء الواحد، فوجب أن ينوي انفاصال ابن مما قبله، ووجب أن يبتدئ، فاحتاج إذن إلى الألف، لئلا يلزم الابتداء بالساكن. انتهى.
والبيت طلع أرجوزة للأغلب العجلي.
وبعده:
كريمة أخوالها والعصبه
قباء ذات سرة مقعبه
…
كأنها حقة مسك مذهبه
ممكورة الأعلى رداح الحجبه
…
كأنها حلية سيف مذهبه
أهوى لها شيخ شديد العصبه
…
خاظي البضيع أيره كالخشبه
فضربت بالود فوق الأرنبه
…
ثم انثنت به فويق الرقبه
فأعلنت بصوتها أن يا أبه
…
كل فتاة بأبيها معجبه
أراد بالجارية: امرأة اسمها كلبة كان بينهما مهاجاة، ومن قولها فيه:
ناك أبو كلبة أم الأغلب
وقيس بن ثعلبة: قبيلة، والقباء: مؤنث الأقب من القبب بفتحتين: وهو ضمر البطن ودقة الخصر، والمقعبة: السرة التي دخلت في البطن، وعلا ما حولها حتى صار كالعقب وهو القدح، والممكورة: المطوية الخلق، وأراد بالأعلى: البطن والخصر، والرداح، بفتح الراء: المرأة الثقيلة الأوراك والحجبة، بفتح الحاء المهملة والجيم: رأس الورك، وأهوى لها: مد يده إليها، والخاظي: المكتنز والمتداخل، والبضيع: اللحم، والود، بفتح الواو: الوتد، والأرنبة: طرف الأنف. و"أن" مفسرة.
والأغلب العجلي: راجز إسلامي تقدمت ترجمته في الإنشاد الواحد والخمسين بعد السبعمائة. وقد بسطنا الكلام على هذا الرجز، وعلى ترجمة قائله في الشاهد الواحد والعشرين بعد المائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده:
فألفيته غير مستعتب
…
ولا ذاكر الله إلا قليلا
وتقدم شرحه في الإنشاد الواحد والتسعين بعد السبعمائة.
وأنشد بعده:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
…
فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
وتقدم في الإنشاد الأربعين بعد المائة.
تم بحمد الله تعالى
الجزءا السابع
ويليه الجزء الثامن
وبه تمام الكتاب إن شاء الله تعالى