الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متقلدا لأبيه كانت عنده أرباق صاحب ثلة وبهام
يريد: متقلدا أرباق صاحب ثلة وبهام كانت عنده لأبيه، فقدم النعت على المنعوت بدلا منه، وقول الآخر:
ولست مقرا للرجال ظلامة .. البيت.
يريد أبى ذلك عمي وخالي الأكرمان، فقدم النعت على أحد المنعوتين، ومثل ذلك قوله:
فأوردتها ماء كأن جمامه
…
من الأجن حناء معا وصبيب
يريد: كأن جمامه حناء وصبيب معا. أنتهى. والمقر: اسم فاعل من اقر الشيء بحاله: إذا تركه ولم يزله، وليس من الإقرار بمعنى الاعتراف، إذ ليس المعنى عليه، والظلامة بالضم، قال صاحب "المصباح": والمظلمة بكسر اللام: اسم لما يطلب عند الظالم كالظلامة بالضم: مدح نفسه بالعزة، وأنه لا يقدر أحد على أن يظلمه، ولم أقف على تتمة هذا البيت، ولا على قائله، والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الانشاد السابع والأربعون بعد الثمانمائة:
(847)
إذا قامتا تضوع المسك منهما
…
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
على أن فيه حذفا تقديره تضوعا مثل تضوع نسيم الصبا، والبيت من أول معلقة امرئ القيس، وقبله:
وإن شفائي عبرة مهراقة وهل عند رسم دارس من معول
كد أبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك
…
.. البيت.
وقوله: وإن شفائي .. البيت، تقدم الكلام عليه في "هل"، وفي عطف الإنشاء على الخبر من الباب الرابع، وقوله كدأبك، قال الزوزني: يقول: عادتك في حب هذه كعادتك في تينك، أي: قلة حظك من وصال هذه كمعاناتك الوجد بهما. وقوله قبلها، أي: قبل هذه التي شغفت بها الآن، والدأب: العادة، وأصلها متابعة العمل والجد في السعي. انتهى.، والباء في قبله: بمأسل متعلقة بدأبك، ومأسل: موضع، وقوله: إذا قامتا، ضمير الاثنين راجع إلى أم الحويرث وأم الرباب، وتضوع: فاح متفرقا، والمسك يذكر ويؤنث، وكذلك العنبر، ومن أنثه ذهب إلى معنى الريح، ورواه:" تضوع المسك" في باب الاتساع، وهو أن يأتي الشاعر ببيت يتسع فيه التأويل على قدر قوي الناظر، وبحسب ما يحتمله ألفاظه، فإن هذا البيت اتسع النقاد في تأويله، فمن قائل: تضوع مثل المسك منهما بنسيم الصبا، ومن قائل: تضوع نسيم الصبا منهما، ومن قائل: تضوع المسك منهما تضوع نسيم الصبا، وهذا هو الوجه عندي، ومن قائل: تضوع المسك منهما - بفتح الميم- يعني الجلد بنسيم. انتهى. والريا: الرائحة الطيبة لا غير، وجملة جائت بتقدير "قد" حال من الصبا، ونسيم الصبا: هبوبها بضعف، قال الدينوري