الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعمل فيه ضربني، فيرفعه، فإن كان لكل واحد منهما معمول غير معمول الآخر، لم يكن من هذا الباب، وكان من عطف الجملة على لجملة كقولك: ضربني زيد، وضربت عمراً، فعلى هذا ينبغي أن لا يكون بيت امرئ القيس من هذا الباب، لأن كفاني يطلب القليل، و "أطلب" يطلب الكثير، فاختلفا، فلم يكن من هذا الباب. ألا ترى أنك لو أعملت الفعل الأول، لوجب الإضمار في الثاني؛ كقولك:"أكرمني وأكرمته زيد" لابد من الهاء، وأنت في قولك:"كفاني ولم أطلب قليل" لا يصح أن تقول: ولم أطلبه، لأن الهاء لم يتقدم لها ذكر، ولا بعدها ما يفسرها، وغنما معمول "أطلب" شيء غير القليل، وهو الكثير، فعلمت من هذا أن بيت امرئ القيس ليس من هذا الباب. وقال علي بت عيسى الربعي في شرح "الإيضاح" في هذا البيت المعنى: كفاني قليل من المال، ولم تجئ الهاء كما جيءي بها في أكرمني وأكرمته زيد لما أعمل لأن في "أكرمني وأكرمته زيد" كان "زيد" فاعلاً مفعولاً، وفي هذا البيت ليس المفعول الفاعل، لأن الكافي المال، والمطلوب الملك، فصار كفاني قليل من المال ولم أطلب الملك، إلى هنا كلام ابن خلف. وكذا في "تذكرة أبي حيان" وابن الأنباري في كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف".
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد السبعمائة:
(748)
فأتت به حوش الفؤاد مبطناً
تمامه:
سهداً إذا ما نام ليل الهوجل
على أن إضافة حوش إلى الفؤاد لفظية لا تفيد تعريفياً؛ بديل أنه حال من الهاء.
والبيت من قصيدة لأبي كبير الهذلي، وتقدم أبيات من أولها في الإنشاد الحادي عشر بعد المائة. ونشرح، إن شاء الله تعالى، الأبيات التي قبل هذا البيت وبعده في الباب الثامن. وقوله: فأتت به، أي: فولدته. قال السكري في شرحه: الهوجل: الوخم الثقيل، فأتت به يعني: أمه، حوش الجنان، يعني وحشي الجنان، ومبطناً: خميص البطن، سهداً: يعني يقوظاً لا ينام. انتهى.
وضمر البطن محمود في الذكور، وفي "العباب" للصاغاني: رجل حوش الفؤاد، أي: حديث الفؤاد، وأنشد البيت، والسهد، بضمتين: القليل النوم، قال المبرد في "الكامل": قال آخر يصف ابنه:
أعرف منه قلة النعاس
أي: الذكاء والحركة وكان عبد الملك يقول لمؤدب ولده: علمهم العوم، وخذهم بقلة النوم، وكذلك قال أبو كبير الهذلي:
فأتت به حوش الجنان مبطناً
…
. . . . . البيت