الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله ولا يألأوهم أي: لا يستطيعهم. قال الجوهري: وألاه يألأوه ألوا: استطاعه. والضرار: المضارة، مصدر ضاره، أي: أوقع كل الضرر بصاحبه. وهذا البيت مشهور في تصانيف العلماء، ولم يذكر أحد منهم قائله، والله أعلم.
وأنشد بعده
إن الذي حانت بفلج دماؤهم
تمامه:
هم القوم كل القوم يا أم خالد
وتقدم الكلام عليه في الانشاد الرابع عشر بعد الثلاثمائة.
وأنشد بعده:
فسلم على أيهم أفضل
صدره:
إذا ما لقيت بني مالك
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الخامس عشر بعد المائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد السبعمائة
(790)
إنك إن يصرع أخوك تصرع
على أنه كان ينبغي أن يجزم "تصرع" لأنه جواب الشرط، والجملة الشرطية تكون خبرا ل"إنك" لكنه رفع تصرع، وجعله مع مرفوعه خبرا لإنك، والجملة دليل جواب الشرط، وهو من رجز لعمرو بن خثارم البجلي، وهو:
يا أقرع بن حابس يا أقرع
…
إن أخوك فأنظرن ما تصنع
إنك إن يصرع أخوك تصرع
وهو رجز طويل. قال ابن الأعرابي في "نوادره": كان جرير بن عبد الله البجلي تنافر هو وخالد بن أرطاة الكلبي إلى الأقرع بن حابس، وكان عالم العرب في زمانه، والمنافرة: المحاكمة، والعرب كانوا إذا تنازع وتفاخر الرجلان منهم، وادعى كل واحد أنه أعز من صاحبه تحاكما إلى عالم، فمن فضل منهما فضل نفره على نفر الآخر، فقال الأقرع: ما عندك يا خالد؟ فقال: ننزل البراح، ونطعن بالرماح، ونحن فتيان الصياح. فقال: ما عندك يا جرير؟ فقال: نحن أهل المذهب، والأحمر المعتصر، نخيف ولا نخاف، ونطعم ولا نستطعم، ونحن حي لقاح، نطعم ما هبت الرياح، نطعم ما هبت الرياح، نطعم الدهر ونصوم شهر، ونحن ملوك القسر. فقال: واللات والعزى لو نافرت قيصر ملك الروم، وكسرى ملك عيم الفرس، والنعمان ملك العرب، لنصرتك عليهم. فقال عمروا بن خثارم البجلي هذه الأرجوزة في تلك المنافرة، وكانت هذه المنافرة في الجاهلية، وأقرع بن حابس، وجرير بن عبد الله اسلما، وهما صحابيان. وعمرو بن خثارم مات في الجاهلية. والصرع: الهلاك. وقد أوردنا هذا الرجز بتمامه، مع سبب المنافرة، شرحنا ما فيه من غريب ومشكل في الشاهد الواحد والثمانين بعد الخمسمائة من شواهد الرضي.