الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد السبعمائة:
(726)
فلسنا بالجبال ولا الحدايدا
صدره:
معاوي إننا بشر فأسجح
على أنه عطف الحديد، بالنصب، على خبر ليس المجرور بالياء الزائدة على توهم أنه منصوب، وأول من استشهد به كذا سيبويه، وقد رد عليه المبرد بأن القافية مجرورة، وتبعه جماعة، منهم: الإمام أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري في كتاب "التصحيف" قال: ومما غلط فيه النحويون من الشعر، ورووه موافقاً لما أوردوه، روي عن سيبويه عندما احتج به في نسق السم المنصوب على المخفوض من قول الشاعر:
معاوي إننا بشر فأسجح
…
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وغلط على الشعر، فإن هذه القصيدة مشهورة ومخفوضة كلها، وأولها:
معاوي إننا بشر فأسجح
…
فلسنا بالجبال ولا الحديد
أكلتم أرضنا فجرد تموها
…
فهل من قائم أو من حصيد
فهبنا أمة هلكت ضياعاً
…
يزيد يسوسها وأبو يزيد
أتطمع في الخلود إذا هلكنا
…
وليس لنا ولا لك من خلود
ذروا خون الخلافة واستقيموا
…
وتأمير الأراذل والعبيد
وأعطونا السوية لا تزركم
…
جنود مردفات بالجنود
وقال التدميري في "شرح أبيات الجمل" بعد ذكر الأبيات: وقد بان هذه الأبيات أن الصواب رواية: ولا الحديد، بالجر، ولكن سيبويه رواه بالنصب. فتبعه الزجاج، انتهى. وأجاب عنه ابن الأبناري في كتاب "الإنصاف" وتبعه الزمخشري بأن هذا البيت روي مع أبيات منصوبة، ومع أبيات مجرورة، فمن رواه بالجر. روى منه هذه الأبيات المتقدمة، ومن رواه بالنصب روى معه:
أديرها بني حرب علينا
…
ولا ترموا بها الغرض البعيدا
يقول: ضموا الخلافة والولاية إليكم، ولا ترموا بنا أقصى المرامي، أي: لا تطرحوا النظر في أمرنا وتتركونا مع الولاة الذين يجورون علينا، وهذا الشعر لعبد الله ابن الزبير الأسدي، والأول لعقبيه بن هبيرة الأسدي، قالوا: وليس ينكر أن يكون بيت من شعرين معاً، لأن الشعراء قد يستعير بعضهم من كلام بعض، وربما أخذ البيت بعينه، كقول الفرزدق:
ترى الناس إن سرنا يسيرون خلفنا
…
وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
فإن هذا البيت لجميل العذري انتحله الفرزدق، وأورد ابن خلف نظير هذا في شرح شواهد سيبويه ما يزيد على ماشة بيت، ومثل ما نحن فيه قول الأخفش بن شهاب اليشكري: