الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثل في سرى الليل، يقال: أسرى من قنفذ، ولبهدجان: مشية الشيخ، وقد هدج يهدج من باب ضرب، وعطية والد جرير، وروي " دراجون " بمعنى هداجون، وروي أيضا:" درامون " من درم يدرم: إذا مشى مشي المثقل بسرعة، يقول: إن رهط جرير كالقنافذ لمشيهم في الليل للسرقة والفجور، وإن أبا جرير هو الذي عودهم ذلك، وقد هجاه الأخطل بمثل هذا أيضا، قال من قصيدة:
مثل القنافذ هداجون قد بلغت
…
نجران أو بلغت سوآتهم هجر
ويأتي شرحه إن شاء الله تعالى في الباب الثامن، وقد تقدم بعض أبيات من قصيدة الفرزدق في الإنشاد السبيعين بعد الأربعمائة، وترجمة الفرزدق تقدمت في الإنشاد الثاني من أول الكتاب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الثمانمائة:
فخالد يحمد سادتنا
صوابه:
وخالد يحمد سادتنا بالحق لا يحمد بالباطل
قال ابن عصفور في "الضرائر": ومنه حذف الضمير الرابط للجملة الواقعة خبرا بالمخبر عنه إذا كان حذفه يؤدي إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه نحول قول الأسود ابن يعفر:
وخالد يحمد ساداتنا
…
بالحق لا يحمد بالباطل
وقول الآخر:
قدا أصبحت أم الخيار تدعي
…
علي ذنبا كله لم أصنع
وقول الآخر: وقالوا تعرفها المنازل من منى وما كل من وافي منى أنا عارف
يريد: أنا عرافه، ألا ترى أن يحمد، وأصنع، وعارف متهيئات للعمل] في المبتدآت التي هي أخبار لها [وهي مع ذلك مقطوعة عن العمل] فيها [، فحذف الرابط في هذه الأبيات وأمثالها يحسن في الشعر، ولا يحسن في سعة الكلام، بل إن جاء منه شيء حفظ، ولم يقس عليه، فما جاء من ذلك قراءة يحيي: (أفحكم الجاهلية يبغون)] المائدة/ 50 [برفع حكم، التقدير: يبغونه. هذا مذهب المحقيين من البصريين، وأما الكوفيون ومن أخذ بمذهبهم من البصريين، فإنهم يجيزون حذفه في سعة الكلام بشرط أن يكون المبتدأ كلا أو اسم استفهام، نحو قولك: كل الدراهم قبضت، وأي رجل ضربت؟ والصحيح أنه لا فرق بين اسم الاستفهام وكل، وبين غيرهما من الأسماء إذا أدى حذف الرابط إلى تهيئة العامل للعمل، وقطعه عنه. انتهى كلامه.
وقال الفارسي في " الأغفال": إن حذف هذا الضمير مختص بالاضطرار، ويحتمل أن يكون خبر " وخالد " قوله: لا يحمد بالباطل، والجملة بينهما اعتراض وبعد البيت:
جاد بأموال تميم كما
…
جاد ابن ذي الجدين في وائل
ويجوز أن يكون الخبر جاد وما قبله اعتراض. انتهى كلامه، ونقلته من " تذكرة أبي حيان".
وقال أبو العلاء المعري في شرح رجز رؤبة الذي أوله:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
مانصه: ابتدأ رؤبة بالواو، والابتداء بها كثير في الرجز، فأما القصائد من غير الجز، فلا يكثر ابتداؤها بالواو، إلا أنهم ربما جاؤوا به كما قال أبو دواد الإيادي:
وقد أغتدي في بياض الصباح
…
وأعجاز ليل مولي الذنب
ولو حذف الواو، لجاز، وكان ذلك خرما، وقال أيضا:
وكل حصن وإن طالت سلامته
…
يوما ستدخله النكراء والحوب
وقد رواه بعض الناس بحذف الواو، وذلك لا يجوز في رأي الخليل، لأن الخرم لا يجوز عنده في هذا الوزن، وقال أبو زبيد الطائي:
ولقد مت غير أني حي يوم ولت بودها الخنساء
فابتدأ بالواو، وحذفها قبيح، ولم يروه أحد، وهذا البيت في ديوان الأسود بن يعفر:
وخالد يحمد ساداتنا
…
بالحق لا يحمد بالباطل
والبيت الأول قصيدة، وقد روي بحذف الواو، وذلك غير جائز عند الخليل، ويستشهدون بهذا البيت لأن خالدا مرفوع كأنه لما ابتدئ به، حمل على الابتداء، وإرادة الهاء، كأنه قال: خالد يحمده ساداتنا. انتهى كلام المعري.