الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الثمانمائة:
(821)
أأكرم من ليلى علي فتبتغي
…
به الجاه أم كنت امرأ لا أطيعها
هو ثاني بيتين أوردهما أبو تمام في باب النسيب من "الحماسة"، وأولهما:
ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة
…
إلي فهلا نفس ليلى شفيعها
وقد شرحناهما في الشاهد الثامن بعد المائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الثمانمائة:
(822)
رب رفد هرقته ذلك اليو
…
م وأسرى من معشر أقيال
على أن أبا علي قال: من معشر صفة لأسرى، ولا يجوز أن يتعلق به لئلا يخلو مجرور رب من صفة، ولذا قال الزمخشري في "المفصل" هرقته، ومن معشر: صفتان لرفد، وأسرى، وتعسف المحقق الرضي، فعلق "من" بأسرى، وقدر صفة، أي: حصلت، وقد رددناه عليه.
والبيت من قصيدة للأعشى ميمون البكري مدح بها الأسود بن المنذر أخا النعمان بن المنذر اللخمي، وكان أغار على الحليفين أسد وذبيان، ثم أغار غلى الطف، فأصاب نعما وأسرى، وسبى من بني سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة رهط الأعشى، والأعشى غائب، فلما جاء إليه، وأنشده هذه القصيدة، سأله أن يهب له الأسرى، ففعل.
والرفد، بكسر الراء: القدح الضخم ، وكذلك المرفد ، بكسر الميم نقله الدينوري وابن الأنباري وغيرهما عن الأصمعي ، وهرقته بالحطاب ، وأصله أرقته ، قال الزمحشري في " أساس البلاغة ": هريق رفد فلان إذا قتل ، كما يقال: صفوت وطابه ، وكفئت جفنته ، وكذا قال ابن الأنباري في " شرح المفضليات " وقيل: كناية عن نهب الماشية ، قال شارح ديوان الأعشي: معناه: رب رجل كانت له إبل يحلبها ، فاستقتها فذهب ما كان يحلبه في الرفد ، وهو القدح. وقوله: وأسري ، الواو: عاطفة ، وأسري: معطوف علي مجرور " رب " وهو جمع اسير ، كجرحي جمع جريح ، وأقيال: روي بالمثنأة التحتىة ، وبالمثنأة الفوقية ، أما الاول ، فهو جمع قيل ، بفتح القاف ، وسكون الئ: مخفف قيل ، بتشديد الئ المكسورة كسيد وهو الذي يكون دون الملك ممن له قول مسموع. واما الثاني ، فهو جمع قتل بكسر القاف وسكون المثناة الفوقية ، وله معنيان ، أحدهما: العدو المقاتل ، والثاني: الشبه والنظير ، أي: العدل في المقاتلة ، كما يقال:" سب" للعديل في المسابة ، وقد بسطنا الكلام بسطا وافيا علي هذا البيت ، وشرحنا غالب أبيات القصيدة لكثرة شواهدها في الشاهد السابع والتسعين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده:
فيا رب يوم قد لهوت وليلة
…
باّئسة كأنها خط تمثال
تقدم الكلام عليه في الإنشاد الخامس بعد المائتين.