الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا البيت من قصيدة لامرئ القيس، وقيل: لربيعة بن جعشم النمري، وقد ذكرنا ما يتعلق به في الشاهد الثامن والخمسين من شواهد الرضي، ورواه ابن الأنباري في شرح "المفضليات" كذا:
فلما دنوت تسديتها
…
فثوبا نسيت وثوبا أجر
وقال: تسديته: إذا تخطيت إليه، وقيل: علوته. انتهى. وكذا رواه السكري في شرح ديوان امرئ القيس بنصب "ثوب" على أنه مفعول مقدم، قال: وقال الأصمعي: تسديتها: علوتها وركبتها، ويقال: تسدى فلان فلاناُ: إذا أخذه من فوقه، أي: ذهبت بفؤادي فنسيت ثوبي كما قال:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة
…
لعوب تنسيني إذا قمت سربالي
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد السبعمائة:
(717)
وكنت كذي رجلين رجلٍ صحيحيةٍ
…
ورجل رمى فيها الزمان فشلت
على أن قوله رجل في الموضعين بالجر بدل من رجلين، بدل مفصل من مجمل.
والبيت من قصيدة جيدة لكثير عزة أوردناها من رواية أبي على القالي في الإنشاد السابع والعشرين بعد الستمائة.
والبيت من شواهد سيبويه استشهد به كذلك، قال الأعلم في شرح شواهده: الشاهد فيه حمل رجل صحيحة وما بعهدها على قوله رجلين لدلاً منهما، وتبييناً لهما، ولو رفعت على القطع لجاز: وصف كلفه بمن يحب، وحرصه على الإقامة عندها، فتمنى أن يكون أشل الرجل حتى لا يبرح عنها. انتهى. ومفعول رمى: محذوف، تقديره: الداء والشل مثلاً، وشلت بالبناء للفاعل، والفاء عطفت جملة "شلت" على جملة "رمت"، وشلت اليد تشل شللاً وشلاً، بالإدغام، من باب تعب: إذا فسدت عروقها، فبطل حركاتها، وقال ابن خلف في شرح شواهد سيبويه يروى: جل صحيحة، على البدل، ويروى بالرفع، وتقديره: هما رجل صحيحة ورجل شلاء، وإن شئت قدرت إحداهما: رجل صحيحة، والأخرى رجل شلاء، فيكون الكلام جملتين، وفي التقدير الأول جملة واحدة، وإن شئت كان التقدير: منهما رجل صحيحة، زمنها رجل
…
، فيكون كل واحدة منهما مبتدأ محذوف الخبر، ويكون الكلام أيضاً جملتين، هذا تقديره. ولا يخفى أن تقليل الحذف ما أمكن هو الجيد. ثم قال ابن خلف: والفاء في قوله: فشلت: جواب، والجملة في معنى الشرط. هذا كلامه، وهو خلاف ما ذكرناه. وأما تشبيهه نفسه بذي رجلين الموصوفتين، ففيه لأصحاب المعاني قولان؛ قيل أراد: أنها عاهدته وواثقته أن لا تحول عليه، فثبت هو على عهده ولم تثيت هى، وقيل: إنما تمنى أن تضيع قلوصه، فيجد سبيلاً إلى بقائه عندما، فيكون من يقائه عندها كذي رجلٍ صحيحة، ومن ذهاب قلوصه الحاملة له، وانقطاعه عن سفره كذي رجل شلاء، وكلا المعنيين صحيح، أما المعنى الأول، فكقول النجاشي:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة
…
ورجل رماهخا ضائب الحدثان
فأما التي صحت فأزد شنودة
…
وأما التي شلت فأزد عمان