الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الودق لأن تلك الخضرة من عمله. انتهى. وقد بسطنا الكلام على هذا البيت بأكثر من هذا في الشاهد الخمسين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي. وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع من أول الكتاب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد السبعمائة:
(757)
وقالت متى يبخل عليك ويعتلل
…
يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب
على أن نائب الفاعل ل"يعتلل" ضمير المصدر المستر فيه. قال الدمياميني: لا حاجة إلى هذا الذي ذكر أنه لابد منه عنده، فإن الضمير النائب عن الفاعل راجع إلى المصدر المعهود، أي: الاعتلال، وهذا على رواية يبخل ويعتلل ويكشف بالبناء للمفعول، وأما على رواية هذه الأفعال بنون التكلم، فلا، لأنها تكون مبينة للمعلوم، وهي رواية أبي سعيد السكري في شرح ديوان امرئ القيس، والأولى رواية الأعلم الشتمري في شرح الأشعار الستة، والبيت لامرئ القيس من قصيدة اختلف في قائلها فمن رواها لامرئ القيس كان مطلعها عنده:
خليلي مرا بي على أم جندب
…
لنقضي حاجات الفؤاد المعذب
ومن رواها لعلقمة بن عبدة التميمي كان مطلعها عنده:
ذهبت من الهجران في غير مذهب
…
ولم يك حقاً كل هذا التجنب
ومن رواها له لم يرو البيت الشاهد له. قال السكري في شرح ديوان امرئ
القيس قال هشام بن الكلبي: أخذ أبو عمرو الشيباني هذا الحديث عن المفضل زعموا أن امرأ القيس بن حجر تزوج امرأة من طي، وكان مفكراً، فلما كان ليلة ابتنى بها، أبغضته، فجعلت تقول: أصبح ليلي يا خير الفتيان أصبحت! فينظر فيرى الليل كهيئته فلم تزل بذلك حتى أصبح، فزعموا أن عقلمة بن عبدة التميمي ثم أحد ربثيعة بن مالك نزل به، وكان من فحول أهل الجاهلية، وكان صديقاً له، فقال: أحدهما: أينا أشعر؟ فقال هذا: أنا، وقال الآخر: أنا، فتلاحيا حتى قال امرؤ القيس: انعت ناقتك وفرسك، وانعت ناقتي وفرسي. قال: فافعل، والحكم بيني وبينك هذه المرأة من ورائك. يعني: امرأته الطائية، فقال امرؤ القيس
خليلي مرا بي على أم جندب
…
. . . . . البيت. ومنها:
ألم ترياني كلما جئت طارقاً
…
وجدت بها طيباً وإن تطيب
فإن تنأ عنها حقبة لم تلاقها
…
فإنك مهما أحدثت بالمجرب
وقالت متى يبخل عليك ويعتلل
…
يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب
قال السكري: تنأى: تبعد، نأيته ونأيت عنه، والبعد: النأي، وحقبة: زمناً. يقول: فإن تنأ عنها حقبة فيما تستقبل، فإنك ستراها على المجرب، أي: التجربة، وقوله: وقال: "متى يبخل .. البيت" قال السكري أي: هذا فيما كانت قالت لنا نكشف غرامك، أي: نعطم ما تريد، تدرب، أي: تتعود وتصير ذا دربة، والغرام: من قولك فلان مغرم بفلان، أي: معنى بحبه، وقال:
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه
انتهى.
وقال صاحب "الأغاني": أم جندب هي زوجة امرئ القيس، تزوجها حين هرب من المنذر بن ماء السماء، فأتى جبلي طي، وكان مفركاً فبينا هو معها ليلة إذ
قالت له: يا خير الفتيان قد أصبحت! فلم يقم، فكررت عليه، فقام فوجد الفجر لم يطلع، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ وألح عليها، فقالت: حملني أنك ثقيل الصدر، خفيف العجر، سريع الإراقة، بطيء الإفاقة، فعرف صدق قولها، فسكت، فلما أصبح، أتى علقة بن عبدة إليه وهو في خيمته، وأم جندب وراء فنازع امرؤ القيس الشعر، فقال له: قد حكمت بيني وبينك امرأتك، فقالت لهما: قولاً شعراً على روي واحد، فلما قال القصيدتين، عرضاهما عليها، فغلبت علقمة، فقال لها زوجها: بأي شيء غلبته علي؟ قالت: قلت:
فللسوط ألهوب وللساق درة
…
وللزجر منه وقع أخرج منهب
فجهدت فرسك بسوطك، ومريته بساقك، وزجرته وابتعثته بجهدك، وقال علقمة:
فولى على آثارهن بحاصب
…
وغيبة شؤبوب من الشد ملهب
فأدركهن ثانياً من عنانه
…
يمر كمر الرائح المتحلب
فلم يضرب فرسه، ولم يره بساق، ولم يبتعثه بزجر، فغضب من قولها، فطلقها، وخلف عليها علقمة، فسمى علقمة الفحل. انتهى كلام الأغاني باختصار.
وعلقمة بن عبدة: شاعر جاهلي كامرئ القيس، وأورده ابن حجر في قسم