الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أواخر "الكامل" وأورد بالمناسبة أصول الرياح وفروعها قال: النبكاء تهب بين الريحين، لأن الرياح أربع، وما بين كل ريحين نكباء، فهي ثمان في المعنى، فما بين مطلع سهيل إلى مطلع الفجر "جنوب"، وإنما يأتي الجنوب من قبل اليمن، وإذا هبت من تلقاء الفجر "جنوب"، وإنما يأتي الجنوب من قبل اليمن، وإذا هبت من تلقاء الفجر، فهي "الصبا"، والعرب تسميها القبول، وأنشد هذا البيت، وإذا أتت من قبل الشام، فهي "شمال"، وهي تقابل "الجنوب"، وإذا جاءت من دبر البيت الحرام، فهي "الدبور"، وهي تهب بشدة، والعرب تسميها محوة عن أبي زيد، لأنها تمحو السحاب، وهي معرفة لاتنصرف. ولهذه الرياح أسماء كثيرة وأحكام في العربية، لأن بعضهم بجعلها نعوتاً، وبعضهم يجعلها أسماء، وكذلك مصادرها تحتاج إلى الشرح والتفسير، ونحن ذاكروا ذلك في غير هذا الباب إن شاء الله تعالى، وأورده أو علي الفارسي عن أبي زيد من أواخر سورة البقرة عند قراءتهم الريح والرياح بالإفراد والجمع، واستقصى الكلام على أساميها ونعوتها وأنواعها وفروعها.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد السبعمائة:
(762)
ألم تعلمي يا عمرك الله أنني
…
كريم على حين الكرم قليل
وأني لا أخزى إذا قيل مملق
…
سخي وأخزى أن يقال بخيل
على أن "حيناً" بني على الفتح، كما في البيت الذي قبله لإضافته إلى الفعل
المضارع، ولإضافة هذا إلى الجملة الاسمية. وهما من قصيدة أوردها القالي في "أماليه" قال: أنشدنا أبو بكر ابن الأنباري عن أبيه عن أحمد بن عبيد لشاعر قديم:
وعاذلة هبت بليل تلومني
…
ولم يغتمزني قبل ذاك عذول
تقول اتئد لايدعك الناس مملقاً
…
وتزرى بمن يا ابن الكرام تعول
فقلت أبت نفس على كريمة
…
وطارق ليل غير ذاك يقول
ألم تعلمي يا عمرك الله
…
. . . . . . البيتين
فلا تبتغي العين الغوية وانظري
…
إلى عنصر الأحساب أين يؤول
ولا تذهبن عيناك في كل شرمخ
…
له قصب جوف العظام أسيل
عسى ان تمنى عرسه أنني لها
…
به حين يشتد الومان بديل
إذا كنت في القوم الطوال فضلتهم
…
بعارفة حتى يقال طويل
فلا خير في حسن الجسوم وطولها
…
إذا لم يزن حسن الحسوم عقول
وكائن رأينا من فروع طويلة
…
نموت إذا لم تحيهن أصول
فإن لم يكن جسمي طويلاً فإنني
…
لها بالفعال الصالحات وصول
ولم أر كالمعروف أما مذاقه
…
فحلو وأما وجهه فجميل
[قال أبو علي]: الشرمخ: الطويل، وكذلك الشوقب. قال أبو بكر بن الأنباري: العارفة: النفس الصابرة، هذا ما أورده القالي. والمناسب هنا أن تكون العارفة بمعنى المعروف وإسداء الجميل، وكذا رواها الحصري في "زهر الآداب" عن أحمد بن عبيد أنها لشاعر قديم. وأوردها أبو القاسم عبد الرحمن ابن إسحاق الزجاجي في كتاب "الأخبار والفوائد والأشعار" قال: أنشدنا الأخفش،