الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الثمانمائة:
(864)
علفتها تبناً وماء بارداً
…
حتى شئت همالة عيناها
وشئت: كـ "بدت" وزناً ومعنى، وعيناها: فاعله، وهمالة: تمييز محول عن الفاعل من هملت العين: إذا تصببت دمعها، وبعضهم رواه كذا:
لما حططت الرحل عنها وارداً
…
علفتها تبناً وماء بارداً
وقائله مجهول لم يعرف، والله أعلم به.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الثمانمائة:
(865)
لها سبب ترعى به الماء والشجر
صدره:
أعمرو بن هند ما ترى رأي صرمة
والبيت آخر أبيات لطرفة بن العبد أولها:
لعمرك ما كانت حمولة معبد
…
على جدها حرباً لدينك من مضر
رأى منظراً منها بوادي تبالة
…
فظل عليه الزاد كالمقر أو أمر
وكان لها جاران قابوس منهما
…
حذار أو لم أسترعها الشمس والقمر
وعمرو بن هند كان ممن أجارها
…
وبعض الجوار المستغاث به غرر
فمن كان ذا جار يخاف جواره
…
فجاراي أوفى ذمة وهما أبر
سأحلب عنساً صحن سم فأبتغي
…
به جيرتي حتى يجلوا لي الخمر
رأيت القوافي يتلجن موالجاً
…
تضايق عنها أن تولجها الإبر
أعمر بن هند ما ترى رأي صرمة
…
لها سبب ترعى به الماء والشجر
وسبب هذه الأبيات ما رواه ابن السكيت في شرح ديوان طرفة أن ملك العرب عمرو بن هند اللخمي كان خرج عليه أخوه عمرو بن أمامة، وكان طرفة في جيشه، فحقد عليه عمرو بن هند، فبعث إلى إبل طرفة التي كانت في جوار قابوس بن عمرو ابن قيس، فأخذها، فقالت طرفة هذه الأبيات.
والحمولة: الإبل التي يحمل عليها، والجد، بضم الجيم: البئر البعيدة من الكلا، وقوله: لدينك: لأهل طاعتك، أي: نحن في طاعتك ومضر في طاعتك، فما بالنا أغير علينا. انتهى، وكذا قال أبو عمرو الشيباني، وزاد قوله: معبد: أخو طرفة.
وقوله: رأى منظراً .. البيت، قال ابن السكيت، أي: رأى معبد من إبله قد أغير عليها، فظل عليه الطعام كالمقر لما في نفسه منها. انتهى. والمقر بفتح الميم: الصبر المر.
وقوله: ولم أسترعها الشمس والقمر، قال ابن السكيت: قد استوثقت بهما ولم أتركها في جوار الشمس والقمر وأتكل عليهما فيها. انتهى. وقال الشيباني:
ولم أسترعها يقول: لم أسترع هذه الإبل، أي: لم أستحفظها الشمس والقمر، والراعي: الذي يحوز الشيء ويجمعه ويحفظه. انتهى. والجار: الذي يجير غيره، أي: يؤمنه مما يخاف، ويطلق على المستجير أيضاً والغرر، بفتحتين: الخطر.
وقوله: سأحلب عنساً
…
البيت، قال ابن السكيت: الصحن: الإناء الواسع القصير الجدار، ويروي:"وإن لم يجلوا لي الخبر"، وإنما يتهددهم بشعره، وروى المفضل:"عيساً" وهو ماء الفحل، وهو سم قاتل. انتهى. وقال الشيباني: العنس: الناقة الصلبة، وإنما أراد الحرب، فجعل الناقة مثلاً للحرب، والصحن: القدح الكبير، والخمر، بفتح الخاء المعجمة والميم: كل شيء غطاك أو سترك من ثوب أو جدار أو شجر.
وقوله: رأيت القوافي .. البيت، قال السيباني: يتلجن، أي: بدخلن من الولوج مداخل لا تصل إليها الإبر.
وقوله: لها سبب، قال ابن السكيت: ويروي:
لها أرج يشقى به الماء والشجر
والأرج: نفحة طيبة تلوح من جلودها إذا أكلت الربيع، ثم عرقت يشقى به الماءوالشجر، أي: تجهد أكل الشجر وشرب الماء، وذلك محمود. انتهى. وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه، وقال الشيباني: الصرمة: القطعة من الإبل، والصريمة: القطيعة، والسبب: العهد والحبل. انتهى:
والهمزة في قوله: أعمرو بن هند للنداء، وعمرو هو الملك. يقول: أي رأي لك في هذه الصرمة أتردها علينا، أم تجلب الشر عليك؟ ووصف الصرمة بجملة قوله: لها سبب. ز الخ، يعني: أنها كانت ترعى بجوارك وجوار رجلين كبيرين. وتقدمت ترجمة طرفة في الإنشاد الرابع والستين بعد المائة.