الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد بسطنا الكلام على هذا البيت بسطا وافيا في الشاهد الخامس والأربعين من شواهد الرضي.
ونهشل بن حري بلفظ المنسوب إلى الحر خلاف البرد، وهو شاعر إسلامي عصري الفرزدق وجرير، وابنه حري بن نهشل شاعر أيضا، ونسبت هذه الأبيات لغيره، واختلفوا فيه أيضا.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الثمانمائة:
(850)
يسوء الفاليات إذا فليني
على أن أصله فليني بنونين، والمحذوف نون الوقاية، وهو من أبيات لعمرو بن معدي كرب قالها في امرأة لأبيه تزوجها بعده في الجاهلية، وأولها:
تقول حليلتي لما قلتني
…
شرائج بين كدري وجون
تراه كالثغام يعل مسكا
…
يسوء الفاليات إذا فليني
وزينك في شريطك أم عمرو
…
وسابغة وذو النونين زيني
الحليلة: الزوجة، وقلتني بالقاف: ماض من القلى وهو البغض، وشرائج: خبر مبتدأ محذوف التقدير: شعرك شرائج، أو مبتدأ خبره محذوف، تقديره: لك شرائج جمع شريج بالشين المعجمة وآخره جيم: الضرب والنوع، قال ابن دريد: كل لونين مختلفين هما شريجان، وأنشد هذا البيت. وقوله: بين كدري وجون
تفسير للشرائج، والكدري: الأغبر منسوب إلى الكدرة، وجون بضم الجيم: جمع جونة، وهو مصدر الجون بفتح الجيم وهو من الأضداد، يقال للأبيض جون وللأسود جون، وهذا هو المراد هنا، عيرته بالشيب. وهذا المصراع كله مقول القول.
وقوله: تراه كالثغام .. الخ، هذا إخبار عن نفسه يقول: تراه يا من تتأتى منه الرؤية، والهاء ضمير الشعر المدلول عليه بالشرائج، ويجوز أن يكون ضمير تراه راجعا للحليلة، ويؤيده رواية الفراء وابن دريد: رأته بالماضي، وقوله: كالثغام حال من الهاء، وكذلك جملة " يعل مسكا" حالية، قال الجوهري: الثغام نبت يكون في الجبل يبيض إذا يبس، يقال له بالفارسية:"درمنه اسفيد" ويشبه به الشيب جمع ثغامة، وعللته عللا من باب طلب: سقيته السقية الثانية، هذا أصله، والمراد: يطيب بالمسك مرة بعد أخرى، ونائب فاعل يعل ضمير الشعر، ومسكا: مفعول يعل الثاني، وقوله: يسوء فاعله ضمير الشعر، والفاليات: جمع فالية اسم فاعل من الفلي، بفتح الفاء وبسكون اللام، وهو إخراج القمل وتفتيشه من الشعر والثياب، والفاليات: مفعول يسوء، وساءه: أحزنه، يقول: من شأنه أن يسوء النساء اللاتي يفلينه، لأنهن يكرهن الشيب، وإذا: ظرف ليسوء، ويجوز أن تكون شرطية، ويسوء دليل الجواب، والجملة استئنافية.
وقوله: وزينك: خطاب لها، والزين: الزينة، قال جامع ديوانه: الشريط هو العيبة - بالفتح- وهو مايجعل فيه الثياب، وقوله: وسابغة خبر مقدمه، وزيني مبتدأ مؤخر، والسابغة: الدرع الواسعة الطويلة، وذو النون: السيف، والنون: شفرته، يقول لها: لي فروسيتي وشجاعتي، ولك تزينك بثيابك المصونة. وآخر الأبيات:
فلولا إخوتي وبني منها ملأت لها بذي شطب يميني